تميزت احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدةبأكادير هذه السنة ببعض الفتور بالمقارنة مع السنوات الماضية واختلاف مظاهر الاحتفال وتباينها، ففي الوقت الذي فضل فيه بعض سكان عاصمة سوس قضاء ليلتهم بمنازلهم واحتساء كؤوس الشاي وتناول الحلويات والاحتفال في أجواء عائلية أمام شاشات التلفزة لمتابعة سهرات رأس السنة الجديدة على القناتين الوطنيتين وخاصة الثانية التي بثت تسجيلا لسهرة حفل التسامح الذي تم تنظيمه بالمدينة قبل أشهر، شهدت المدينة نزول عدد كبير من المواطنين إلى المنطقة الشاطئية التي اكتظت بالآلاف من الذين احتفلوا كل بطريقته رغم الأجواء البادرة التي ميزت الليلة وبعض العرقلة التي شكلتها الأشغال التي تعرفها لاكورنيش الذي يتم تهيئة الجزء الثاني منذ شهور، حيث وجد المواطنون صعوبة في التنقل على امتداد الكورنيش وتفادي أكوام الأتربة والخنادق التي تم حفرها بالمنطقة، واستمرت الأجواء الاحتفالية إلى حدود الصباح رغم أن جزءا مهما من الساهرين غادروا حوالي الساعة الثانية صباحا. وأثار إطلاق الشهب الاصطناعية التي أنارت سماء أكادير منتصف الليل فضول الحاضرين الذين تابعوا العملية باهتمام كبير. وإذا كان الشباب يشكل الجزء الأكبر من المحتفلين عبر مظاهر صاخبة تراوحت بين الرقص على إيقاعات الموسيقى الصاخبة بالمطاعم والفنادق والملاهي والحانات وإطلاق الموسيقى بشكل مبالغ فيه بالسيارات، فان مجموعة من العائلات أصبحت بدورها تتردد على الفنادق والمطاعم للاحتفال المناسبة. وعرفت مختلف الفنادق إقبالا مكثفا لروادها من السياح الأجانب والمواطنين، حيث شكل السياح الفرنسيون الجزء الأكبر من الحجوزات، إلى جانب الألمان والبريطانيين والمغاربة الذين يفضلون قضاء رأس السنة في الفنادق الفخمة. أما الأثمان فقد حافظت على مستوياتها، رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية، ووضعت الفنادق الكبرى برامج متنوعة لسهرة رأس السنة، نشطها مطربون وفرق موسيقية من داخل وخارج المغرب، وتراوحت أثمان سهرة رأس السنة بهذه الفنادق بين 3 آلاف درهم و 5 آلاف درهم، حيث تختلف الأسعار حسب نوعية الخدمات التي يطلبها كل زبون. أما المطاعم فقد تراوحت الأثمنة التي اقترحتها على زبنائها بين 200 درهما و600 درهما، وعرفت بعض هذه المطاعم بالمنطقة الشاطئية إقبالا واسعا، فيما لم يستطع البعض الآخر جلب الزبناء بسبب عدم تقديمها لبرنامج تنشيطي. وعرفت مدينة أكادير على غرار باقي المدن المغربية إجراءات وتعزيزات أمنية استثنائية غير مسبوقة في إطار المخطط الأمني الوطني الذي تم إعداده لضمان سلامة وأمن المواطنين خلال احتفالات رأس السنة، حيث تم نصب مجموعة من نقط التفتيش، البراجات، في مداخل ومخارج أكاد ير الكبير، أما وسط المدينة فشهد إنزالا أمنية كبيرا وانتشارا واسعا لعناصر كل الأجهزة الأمنية بكل شوارع وأزقة المدينة والتي لمس الجميع تعاملها الايجابي مع المواطنين ومنهم بعض الشباب الطائش، وانتشرت دوريات الأمن في مختلف النقط الحساسة بأهم الشوارع وبمحاذاة المؤسسات السياحية مع تكثيف عمليات الفرق المتنقلة. وهو ماساهم بشكل كبير في مرور الاحتفالات بسلام دون تسجيل أية أحداث، إذ أكدت مصادر أمنية أنها اعتقلت عددا محدودا من الشبان الذين كانوا في حالة سكر وأثاروا بعض الشغب، فيما كانت حركة السير والمرور سلسة، حيث دعت السلطات سائقي الشاحنات إلى استعمال الطرق المدارية للمدينة، قدوما من أكادير في اتجاه الدارالبيضاء، أو من الدارالبيضاء في اتجاه أكادير، وعدم دخول وسط المدينة. واشتغلت 13 دائرة للشرطة، وثلاث مرافق لحوادث المرور، و11 مركزا أمنيا، على مدار الساعة. وأفادت بعض المصادر أن المصالح الأمنية تشددت في تفتيش كل السيارات المشتبه فيها والدراجات النارية وكذا بعض السائقين بحثا عن عناصر شبكة إجرامية متخصصة في سرقة السيارات الفارهة والدراجات النارية بعض تزايد الشكايات بهذا الخصوص. وفي نفس السياق عممت الإدارة العامة للأمن الوطني بتنسيق مع وزارة الداخلية على جميع المصالح الأمنية وكذا السلطات المحلية بربوع المملكة مذكرة أمنية أعلنت بموجبها عن رفع درجة " الحيطة والحذر" واستنفار مختلف المصالح الأمنية مع احتفالات رأس السنة الميلادية تحسبا لأي طارئ ، خصوصا بعد الاعتقالات الأخيرة في عدة حملات تمشيطي في صفوف عدد من المشتبه بتورطهم ضمن خلايا إجرامية وإرهابية، وأكدت المذكرة الأمنية على تشديد المراقبة على الهيئات والمؤسسات الدبلوماسية الأجنبية ، والمدارس والمساحات التجارية الكبرى ، والأماكن السياحية والفنادق وبنايات مصالح الأمن والمطار ، والباحات لتفتيش السيارات