خلال نهاية كل سنة ميلادية، يطغى الهاجس الأمني على الاحتفالات التي تعمل مختلف المكونات المعنية بالموضوع، على أن تمر في أجواء سليمة بعيدا عن كل ما يمكن أن يشوش عليها أو أن يعكر صفو ومزاج المحتفلين أفرادا وجماعات، ويأتي في مقدمة المهتمين السلطات الأمنية والصحية التي تتخذ مجموعة من التدابير الإجرائية التي من شأنها الحفاظ على الأمن العام وعلى سلامة المواطنين وممتلكاتهم. السلطات الصحية بمستشفى بوافي بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، بدورها انخرطت في العملية من خلال تعبئة فريق طبي مكون من طبيبين اثنين وطبيبين متدربين، إضافة إلى 3 ممرضين ومساعد، وثلاثة ممرضين متدربين، وتجنيد سيارة إسعاف مجهزة من أجل أي تدخل مستعجل، فضلا عن قائمة بالمعلومات الخاصة بالأطباء المتخصصين الذين كانوا رهن الإشارة قصد التدخل في حال طُلب منهم ذلك. استعدادات وتدابير وقائية لم تقتصر على الأطر الصحية، بل رافقها وجود دورية للأمن بعين المكان وعدد من ممثلي السلطة المحلية للسهر على الحفاظ على النظام والأمن العام، واتضح مع مرور الوقت أن الأمور عادية وطبيعية، على غرار ليالي أخرى يعيشها قسم المستعجلات بشكل روتيني، بحيث وفد على المصلحة منذ الثامنة ليلا وإلى غاية الثامنة من صباح فاتح يناير 81 مريضا وطالبا للتدخل، تبين أن حالتهم عادية ولا تدعو للقلق، وتنوعت بين الإحساس بالصداع والألم وأشخاص يعانون من الضغط الدموي ومن داء السكري...، في حين أن الحالات التي تكون مرتبطة بمثل هذه المناسبات والتي تشكل قلقا لم يتجاوز عددها 16 حالة اعتداء متبادل أو غيره باستعمال الضرب والجرح ضمنهم فتاتان، ويبلغ سن أصغرهم 15 سنة، في حين أن أكبرهم يبلغ 57 سنة، أما الفتاتان فواحدة سنها 15 والأخرى 20 سنة. حالات اختلفت حدتها وبعضها كان ناجما عن السكر، إلا أنها في مجملها لم تتطلب المكوث بالمستشفى من أجل علاج أعمق، تقول بعض المصادر، بحيث استفاد المعنيون بها من الإسعافات وغادروا المستشفى. المصالح الأمنية بالفداء مرس السلطان، وتحت إشراف رئيس المنطقة والعميد المركزي، من جهتها عملت على وضع مخطط استباقي من أجل محاربة الظواهر الشائنة التي قد تعد مصدر إزعاج أو قلق خلال ليلة رأس السنة، كما هو الحال بالنسبة لتجار المخدرات والخمور، حيث شُنت حملات تطهيرية من بداية الأسبوع واستمرت إلى غاية يوم فاتح يناير، استهدفت النقاط السوداء، وقد بلغ عدد الموقوفين خلال 5 أيام 80 شخصا، تراوحت تهمهم ما بين السكر العلني والفوضى بالشارع العام، التخدير، الاتجار أو استهلاك المخدرات، ترويج الخمور، السرقات بالخطف في وضعية التلبس، والتي لعبت خلالها عناصر «صقور الدراجة» دورا محوريا، بحيث كان يتم ضبط ما بين 2 و 3 حالات سرقة في اليوم الواحد وفي وضعية التلبس، وهو ما انعكس بالإيجاب على حصيلة ليلة رأس السنة، التي لم يتجاوز عدد الموقوفين خلالها 18 حالة، أغلبهم بتهمة السكر العلني، في حين سجلت 3 حوادث سير بدنية عادية لم تخلف خسائر، وذلك راجع، وفقا لمصدر مطلع، إلى العمل على الحفاظ على انسيابية المرور والتركيز على المدارات. من جانبها المحطة الطرقية لاولاد زيان، ووفقا لمصدر أمني، فإنه لم يتم بها تسجيل أية حالة سرقة سواء في رحلات الذهاب أو الإياب، وتم التركيز على كافة مرافقها ومحيطها. حصيلة يراها المهتمون إيجابية والتي تم التمكن من الوصول إليها نتيجة للتعاون والتنسيق المشترك ما بين القيادة الأمنية وباقي عناصرها من مختلف الأسلاك والمصالح والدوائر، وبين مكونات السلطة المحلية، والمجتمع المدني، وهي المقاربة التشاركية التي يتمنى الجميع إرساءالعمل بها وتشجيعها في القادم من الأيام والشهور..