وحيد أبوأمين أفضت عملية أمنية روتينية بقسم الولادات بمستشفى بوافي بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء من طرف المفتشة الممتازة حكيمة الدامون التي تشتغل بالدائرة الأمنية الفداء 2 مارس (الموحدين) من أجل تسجيل المعطيات المتعلقة بولادة غير شرعية لأم متشردة، إلى اكتشاف خيوط شبكة تتاجر في المواليد الجدد، وذلك بفضل سرعة بديهة المفتشة التي تناهت إلى مسامعها «وشوشة» نساء وحركة غير اعتيادية في صفوفهن واللائي كن يتواجدن في جناح الولادات بعد الوضع، الأمر الذي دفعها إلى الاختلاء بهن وطرح عدد من الأسئلة عليهن، اكتشفت معها أن السيدة التي ترقد على أحد الأسرة والتي ولجت المستشفى يوم الأربعاء الأخير لوضع مولودها مرفوقة بطفل لايتجاوز عمره 18 شهرا، هي بصدد بيع المولودة الأنثى التي وضعتها لثلاث نساء كن يناقشن الأمر معها للاتفاق على مبلغ «الصفقة» ؟! تفاصيل الواقعة تعود إلى يوم الجمعة الأخير، والتي دفعت العنصر الأمني النسوي إلى البحث في حيثيات الموضوع المرتبط بعملية وضع الأم العازبة التي تنحدر من مراكش، والتي تبين أنها سبق وأن وضعت أربعة أبناء، صرح والدها فيما بعد أن مصير اثنين منهم معروف والثالث هو برفقة والدته، في حين يجهل مصير الرابع، مؤكدا أن ابنته على علاقة زواج غير موثقة شرعا مع أحد الأشخاص، وبأنها تعيش وضعية التشرد بمحيط المحطة الطرقية لاولاد زيان، التي تم نقلها منها على متن سيارة الإسعاف نحو المستشفى، كما أجاب عن الاستفسارات التي تم توجيهها إليه ومنها أنه يمكن التعرف على السيدات المعنيات بالأمر، واللائي علم أنهن يشتغلن بالمحطة الطرقية. هذا المعطى دفع عناصر الدائرة الأمنية إلى التوجه صوب المحطة حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال، حيث رافقت مفتشة الأمن والد الأم وشقيقة لها، وشرعوا في البحث إلى أن وجدوا إحدى هؤلاء النسوة والتي تشتغل في مراحيض المحطة الطرقية، فخاطبتها الشقيقة قائلة لها بأن الأسرة ترغب في إتمام الصفقة التي كن يرغبن في عقدها مع الأم، وذلك لأنها لم تعد ترغب في الرضيعة الصغيرة تفاديا للأقاويل ولتعذر تكلفها بها، فطلبت منهما ( أي المفتشة والشقيقة ) الشريكة ( ل.م) وهي من مواليد سنة 1960 ومن ساكنة درب السلطان، الانتظار إلى أن تتصل بالمعنية الأولى بالعملية لأنها هي من تتكلف بكافة التفاصيل فهي مجرد «خدامة»، آنذاك كشفت المفتشة عن هويتها والتحق بها زميلها الضابط ليتم اقتيادها إلى مقر دائرة الأمن السابعة ب 2 مارس للاستماع إليها، وهناك انهارت، مقدمة العديد من التفاصيل، مؤكدة على أنها مجرد «خدامة»، في حين أن صاحبة المراحيض «م» التي تبلغ من العمر حوالي 50 سنة هي الرأس المدبر وبأنها تعمل على الاعتناء بالمتشردات التي يكن في وضعية حمل بالمحطة الطرقية لاولاد زيان وبمحيطها وتتفق معهن على تسليمها الرضع، وحين يصل موعد وضعهن تتصل بالإسعاف لنقلهن إلى المستشفى وبعد عملية الولادة تقوم بزيارتهن وتجلب لهن المأكل والملبس ثم «تقتني» منهن الأطفال الذين تعمل على بيعهم فيما بعد، مشيرة إلى أن سيدات راقيات يقمن بزيارتها بين الفينة والأخرى، كما تبين أن عددا كبيرا من المواليد قد تكون المعنية بالأمر تصرفت فيهم وباعتهم للراغبين في الحصول على الأطفال، مما يؤكد على أن الشبكة بها العديد من الأطراف، وذلك لتسهيل المساطر الإدارية والقانونية ! المعطيات التي صرحت بها العاملة بالمرفق الصحي للمحطة دفعت بعناصر الدائرة الأمنية الموحدين إلى الانتقال لإحضار «زعيمة العصابة» التي ظلت تردد على أسماع العناصر الأمنية أنها مجرد فاعلة خير وذلك بفتور وبرودة، قبل أن تتم إحالة المعنيتين بالأمر معا على عناصر فرقة الشرطة القضائية ووضعهما رهن الحراسة النظرية في انتظار الكشف عن ملابسات أخرى مرتبطة بهذه الواقعة التي قد تكون حافلة بالمفاجآت!؟