حيرة، غموض، وغضب شديد ذاك الذي أحسه أحد الشبان خلال الأيام الفارطة، وهو يعاين اختفاء حقيبته التي وضعها أمام باب إحدى العمارات بمنطقة المعاريف على مقربة من المركب الرياضي محمد الخامس، بعد ان انتهى من عملية تركيب لاقط هوائي داخل إحدى الشقق، فما كان منه إلا أن أمسك رأسه بكلتا يديه متسائلا عما بإمكانه فعله؟ اقتراحات كثيرة فكر فيها، فما كان منه إلا ان شرع في ترجمتها ميدانيا، حيث اتجه صوب عدد من الأسواق «الشعبية» البيضاوية المعروفة بعرض سلع مختلفة للبيع بها بدرب غلف والمدينة القديمة واسباتة، إلى أن حل بدرب السلطان، دون أن يكل، وأمله العثور على ضالته المنشودة، التي لايمكنه الاستغناء عنها والتي تعد وسيلته لكسب رزقه. ما إن تواجد بسوق «الذبان» حتى شرع يتجول بين أرجائه متفقدا ما هو معروض من سلع/مواد للبيع، مفروشة على الأرض أو مرفوعة على الأيادي، إلى أن صدم لرؤيته عتادا شبيها بعتاده، فشرع يدقق في كل قطعة على حدة سواء تعلق الأمر بمفكات البراغي أو المسامير الخاصة بآلة الحفر في الحائط، إضافة إلى مصباح يدوي ..، ودونما تفكير أمسك بتلابيب البائع متهما إياه بالسرقة، هذا الأخير نفى الامر وصرح فور انتقالهما صوب مقر أمن الفداء 2 مارس ( الموحدين) بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، بكونه اقتنى تلك المعدات بمبلغ 50 درهما من طرف شخص يجهله؟ تصريح لم يكن مقنعا سيما أن المعني بالامر كانت آثار التخدير بادية عليه، فعملت العناصر الأمنية على تكثيف استفساراتها على البائع الذي يقطن باسباتة وهو من مواليد 1987، وبينما هي كذلك إذا بشخص يتقدم إلى مقر الدائرة الامنية ليفيد بكونه تعرض للسرقة صباح نفس اليوم من طرف شخصين تحت التهديد بالسلاح الأبيض، حيث تمكن السارقان من سلبه هاتفه النقال قرب حديقة حي المسجد، وفور رؤيته للبائع المتهم بالسرقة، حتى انتفض مؤكدا أنه أحد السارقين اللذين اعترضا سبيله، لتتم إحالته على عناصر الشرطة القضائية من أجل استكمال البحث وتقديمه أمام العدالة.