لم تخل أجواء الاحتفالات بنهاية السنة الميلادية 2012 واستقبال السنة الجديدة 2013 ، من مشاهد اعتاد البيضاويون على معاينتها وتتبع تفاصيلها خلال ليلة «البوناني» من كل سنة. مشاهد يحتضنها الشارع العام بعيدة كل البعد عن طقوس الاحتفالات وعن أجواء البهجة والفرح المقبولة، بعدما أصبحت عنوانا للفوضى والتسيب، والإخلال بالحياء العام، واعتراض سبيل المارة، وفرصة لترويج مزيد من الخمور والمخدرات. «الاتحاد الاشتراكي» جالت المدينة بعدد من النقاط رفقة عناصر الأمن من أجل نقل تفاصيل «احتفالات» مرت لدى البعض بسلام، في حين تركت وقعها لدى البعض الآخر، وقع وأثر لا يقف عند حدود ما هو معنوي بل تطور إلى ما هو مادي، سواء تعلق الامر باعتقالات، أو جروح وسيلان للدماء، أو مفارقة للحياة حتى!؟ في ضيافة الأمن كعادة كل سنة كان الاستقبال بمقر ولاية الأمن بشارع الزرقطوني، حيث سعى المسؤولون الأمنيون إلى تقديم صورة/ملخص عن التدابير الامنية الاستباقية التي تم اتخاذها حتى تمر هذه الليلة بشكل طبيعي وسلس خالية من كل ما يمكن أن يخدشها، وهي أمنية بالقطع لا يمكن أن تتحقق كاملة غير منقوصة، ولكن الوصول إلى الحد الادنى من السلوكات الانحرافية وتأمين المواطنين والممتلكات العامة من أي استهداف أو خطر، يعد رغبة مشتركة لدى كل الأمنيين الذين غادروا منازل أسرهم وحرموا من متعة الاحتفال معهم، من أجل قضاء ليلة بيضاء في خدمة المواطنين. على بعد ساعة من انطلاق الجولة الصحافية والتي اتجهت في البداية صوب السد القضائي بطريق أزمور والذي لم تسجل فيه أية حالة غير عادية، أوقفت عناصر الامن شخصا على متن سيارة فاخرة بعدما لفت انتباهها حمله واستعماله لجهاز لاسلكي وذلك من خلال إشارته بيده التي كانت تحمل الجهاز في اتجاه المواطنين وأصحاب السيارات، الامر الذي فهم منه أنه تمويه واستعمال للجهاز في غير ما محله، حيث تبين ان المعني بالأمر كان يتوفر على جهاز ثان بعد تفتيش السيارة، وعدد من أقفال الأبواب ليصرح في آخر المطاف بأنه يشتغل في مجال الأمن الخاص! حوالي ساعة اخرى من الزمن كانت كافية ليصل عدد الموضوعين تحت الحراسة النظرية بمداومة «ميامي» إلى حوالي 50 شخصا، يصرح رئيس دائرة عين الذئاب، مضيفا بأنه تم إيقافهم بفعل العربدة في الشارع العام، والسكر المفضي إلى الضرب والجرح، والسرقة تحتد التهديد بالسلاح الأبيض بالإضافة إلى التحرش الجنسي، وشتم العناصر الامنية ... بالإضافة إلى تهم أخرى في مقدمتها كذلك المتاجرة في الخمور، حيث عاينت «الاتحاد الاشتراكي» وجود 3 أشخاص موقوفين كانوا يقومون ببيع الخمور بدوار «مي مينة»، حيث تم حجز 24 قنينة من ماء الحياة «الماحيا» و 12 قنينة من الخمر الاحمر «الروج»، ومبلغ مالي متحصل من عملية البيع فضلا عن هواتف نقالة. لصوص ومروجون ليلة رأس السنة لميلادية فتحت شهية عدد من اللصوص والمروجين لممارسة نشاطهم الانحرافي والإجرامي، حيث تم إيقاف شخص في الساحل الشاطئي بعين الذئاب والذي كان يتربص بالمارة، هذا الاخير وفور انتباهه لتواجد العناصر الأمنية لاذ بالفرار، فتم تعقبه حيث حاول مقاومة رجال الأمن لكن تم شل حركته ومن خلال تفتيشه تبين أن بحوزته سلاحا أبيض لم يقدم جوابا حول حيازته له. وبشارع عبد المومن تمكنت العناصر الامنية دائما من إيقاف مروج للمخدر الشيرا، حيث تمت حيازة 10 صفائح من «الحشيش» داخل سيارته فضلا عن مبلغ مالي وهاتف نقال، وذلك على مستوى تقاطع شارع عبد المومن وشارع مولاي ادريس الأول حيث اقتيد إلى دائرة الروداني من أجل استكمال البحث قبل إحالته على فرقة الشرطة القضائية. ما بين الشارع والدوائر داخل الدوائر قادتنا الجولة الميدانية إلى مداومة «بوركون» حوالي منتصف الليل، حيث كانت الحالة عادية ولم تسجل إيقاف أي كان، في حين بلغ عدد الموقوفين بمداومة دائرة «السور الجديد» حوالي 30 شخصا متابعين بالسكر العلني، الضرب والجرح، المتاجرة في اقراص الهلوسة، مخدر الشيرا، فضلا عن كون عدد من مروجي الخمور كانوا قد أوقفوا من طرف عناصر الدائرة في خطوة استباقية. أما خارجها فمكنتنا من الوقوف على عدد من المشاهد من بينها قاصر بشارع بوردو، كان يعربد بالشارع العام رافعا قنينة الخمر في يده، وفتاة بلاكورنيش تبلغ من العمر حوالي 22 سنة وهي في وضعية سكر طافح على مقربة من ملهى ليلي، ثم منتحلون لصفة أمنيين وعساكر، من قبيل عميد شرطة، فكولونيل ثم جنرال، وآخر انتحل صفة نائب لوكيل الملك. مشهد آخر حوالي الرابعة صباحا وذلك أمام ملهى ليلي، حيث غادره شخص تبين أنه من جنسية سعودية مرفوقا بخمس فتيات شبه عاريات في حالة سكر، حيث ووجهوا جميعا بعبارات التنديد من طرف مواطنين من المارة، فتمت إعادتهم إلى داخل الملهى إلى حين تغيير/ارتداء الفتيات لملابسهن. ميت وجرحى خلال ليلة رأس السنة قدّر لمواطن أن يلفظ انفاسه في طريقه إلى المستشفى على متن سيارة للإسعاف، وذلك بعدما تعرض الضحية الذي كان يقود دراجة نارية لحادثة سير على إثر صدمه من طرف سائق سيارة بشارع بئر أنزران حوالي الساعة الواحدة صباحا، في حين تم اقتياد السائق الذي كان في وضعية سكر طافح نحو دائرة الروداني ووضعه رهن الحراسة النظرية، بعد إيقافه في الوقت الذي كان يحاول فيه أن يلوذ بالفرار. أقسام المستعجلات بعدد من المراكز الاستشفائية استقبلت بدورها أفواجا من الزائرين ليسوا فقط من المرضى كما هو الحال بالنسبة لمستعجلات مستشفى الحسني التي توافد عليها 69 شخصا عانوا أمراضا ومضاعفات مختلفة ليلة رأس السنة، وإنما استقبلت كذلك 10 حالات إصابة في حوادث مختلفة للسير، 22 ضحية اعتداء، بالإضافة إلى 65 حالة مرضية بالتهاب اللوزتين وحالا اختناق لمرضى يعانون من الربو، وحالة مرضية نتيجة مضاعفات بالزائدة الدودية.