أكد الدكتور خالد الشرقاوي السموني، ضمن لقاء عقدته أخيرا بالعاصمة الفرنسية باريس عدد من المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال مكافحة الاعتداءات الجنسية، أن الأسباب الرئيسة لانتشار ظاهرة السياحة الجنسية بالمملكة: الفقر والحاجة والتشرد، وانفتاح المغرب. ويشرح السموني، بصفته سفيرا للنوايا الحسنة للائتلاف العالمي من أجل سياحة محترمة، ورئيس الائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال، أن السياحة الجنسية انتشرت نتيجة توافد أعداد كبيرة من السياح، في غياب قانون خاص بمعاقبة المتورطين في السياحة الجنسية. ووصف السموني الإجراءات التي تتخذها السلطات المغربية في حق المتورطين الأجانب المتهمين في قضايا الاعتداءات الجنسية بكونها "محدودة"، مبرزا أنه "رغم بعض الإجراءات المهمة المتخذة من قبل شرطة الأخلاق في هذا المجال، فإنها تبقى غير كافية". وسجل الناشط الحقوقي المغربي "غياب تشريع خاص، وإجراءات زجرية مشددة للحد من انتشارها كمرحلة أولى والقضاء عليها كمرحلة ثانية، فضلا على أن الأحكام القضائية الصادرة ضد السياح المتورطين غالبا ما تكون مخففة". وقدم السموني، ضمن ذات اللقاء، مقترحات تشريعية وتدبيرية لمواجهة السياحة الجنسية بالمغرب، كإصدار قانون خاص يتعلق بمناهضة السياحة الجنسية، يشدد العقوبات في حق المتورطين، ومنعهم من الدخول للتراب الوطني مرة ثانية.. وشدد المتحدث على أهمية إبرام اتفاقيات دولية ثنائية أو متعددة الأطراف، يكون المغرب طرفا فيها لاتخاذ تدابير وقائية وزجرية، مع التنسيق مع الانتربول، لإلقاء القبض على السياح الأجانب المتهمين الذين غادروا البلاد ولم يتم توقيفهم. وسجل رئيس الائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال ضرورة التحسيس وتوسيع قاعدة التوعية لدى وكالات الأسفار والسياح، عن طريق وسائل الاتصال المكتوبة والسمعية – البصرية. ولفت الناشط في عرضه إلى أن الإحصائيات المتوفرة تبين أن الأشخاص المتورطين في السياحة الجنسية هم بالدرجة الأولى من جنسيات فرنسية، ويليهم من حيث الترتيب الإسبان، والبريطانيون، والألمان، والسويسريون، والسعوديون، ثم البلجيكيون، والهولنديون. وتطرق السموني الى حالة البيدوفيل الفرنسي الذي اعتقل من قبل مصالح الشرطة القضائية بالقرب من مقر إقامته بحي الإنارة بمراكش، شهر نونبر الماضي، يشتبه في ممارسته الشذوذ الجنسي على عدد كبير من الأطفال، فاق عددهم 11 طفلا. وتم توقيف الجاني رفقة طفل يبلغ من العمر 14 سنة، وبعد التحقيق معه، تبين أنه يستغل أطفالا صغارا من خلال ممارسة شذوذه الجنسي عليهم. وتم عرضه أمام النيابة العامة بمراكش، بتهمة "اغتصاب أطفال قاصرين وتعريضهم لممارسة جنسية شاذة". وتطرق السموني أيضا إلى حالة البيدوفيل الايطالي البالغ من العمر 69 عاما الذي اعتقلته مصالح الدرك الملكي بجماعة تامصلوحت في شهر دجنبر 2014، في حالة تلبس بممارسة الجنس على تلميذ قاصر عمره 13 سنة، داخل سيارته المرقمة بمراكش.