بسط الناشط الحقوقي خالد الشرقاوي السموني، بصفته سفيرا للنوايا الحسنة ورئيس الائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال، ضمن ندوة انعقدت أخيرا بالعاصمة الفرنسية باريس، ما اعتبرها المعالم الرئيسية لظاهرة الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال بالمغرب. وشارك السموني بمحاضرة وسمها بعنوان "دعارة الأطفال والبورنوغرافيا بالمغرب"، في ندوة حضرها الفرنسي بيير إيف، مدير مستشفى بباريس، ورئيس جمعية Gaïa 21، ولطيفة بناري، رئيسة جمعية l'ange bleu، والمستشارة بعمدة باريس وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحركة الديمقراطية، ونشطاء سياسيون وحقوقيون آخرون. واستعرض السموني، الذي عُين منسقا للجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي للائتلاف العالمي، الذي سينعقد في شتنبر المقبل بفرنسا، إحصائيات تبين ارتفاعا ملموسا في حالات الاعتداء الجنسي ضد الأطفال بالمغرب، موردا أن الائتلاف استقبل بين 2010 و2015، 360 حالة اعتداء جنسي على الأطفال. ووفق ذات المصدر، فإن ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال بالمغرب تتنامى بشكل كبير، وتتراوح أعمار الضحايا ما بين 5 و14 سنة في أغلب الأحيان، مبرزا أن 69 في المائة من الحالات، حسب الشكايات التي توصل بها الائتلاف، هم من أقارب الأطفال الضحايا. وأفادت هذه الإحصائيات أن الأطفال الذكور أكثر عرضة للاعتداء الجنسي، بنسبة 69 في المائة، بينما الإناث 31 في المائة، وأن حالات الاعتداء الجنسي تتوزع حسب طبيعة المعتدي، حيث يحتل الأقارب والجيران صدارة لائحة المعتدين، يليهم المعتدون الغرباء والأجانب، ثم الآباء بنسبة 7 في المائة، وأطر التعليم بنسبة 3 في المائة. وسجل السموني، في محور ثان من محاضرته، ما سماه "تساهل القضاء مع قضايا الاغتصاب من طرف "البيدوفيليين" الأجانب، عازيا ذلك إلى "الهيمنة المعنوية الحاضرة دائما للدول الأجنبية، بالإضافة إلى عدم استقلال القضاء في كثير من القضايا، وكلها أسباب تجعل هؤلاء الأجانب يحظون بتساهل القضاء". وأورد الناشط عددا من القضايا المشابهة التي كان فيها اعتداء جنسي من طرف أجانب على القاصرين المغاربة، منها قضية صحفي بلجيكي، اعتدى على أطفال بمدينة أكادير سنة 2007، إلى أن قام حقوقيون أجانب غاروا على كرامة الأطفال المغاربة، بالدعوة إلى محاكمته، لكن لم يعرف مصيره لحد الساعة". وبخصوص السياحة الجنسية بالمغرب، اعتبر السموني أن "تزايد عدد السياح الوافدين على المغرب، من دول المشرق، أو الدول الغربية، ساهم إلى حد كبير في تزايد حالات استغلال الأطفال جنسيا، سواء عن طريق اغتصابهم، أو ترويج أفلام وصور لهم في أوضاع جنسية مختلفة". ولاحظ المحاضر أن "البيدوفيليين الأجانب يلجئون إلى المغرب لاستغلال الأطفال جنسيا، لأنهم يعرفون أن هناك هشاشة اجتماعية ومالية ونفسية فيما يخص حماية الأطفال، خصوصا في مراكش والصويرة وأكادير، مبرزا أن هذه المدن تتصدر استقبال السياحة الجنسية، واغتصاب الأطفال".