واصلت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء اهتمامها بالأزمة السياسية في اليونان في ظل تقدم حزب سيريزا اليساري في استطلاعات الرأي قبيل إجراء انتخابات عامة في 25 يناير المقبل ، كما تناولت الوضع المتأزم في ليبيا الذي ينذر بدخول البلاد في حرب شاملة ، و الابحاث الجارية لانتشال جثث ضحايا تحطم الطائرة الماليزية ، و كذا اعتقال المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني. ففي بلجيكا، واصلت الصحف تعاليقها على الأزمة السياسية في اليونان حيث كتبت صحيفة "لوسوار" تحت عنوان "سيريزا، اليسار اليوناني الذي يقلق أوروبا"، أن الحزب اليساري سيريزا الذي يناهض السياسة التقشفية له حظوظ وافرة لتولى السلطة بعد انتخابات 25 يناير المقبل، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي تمنح هذا الحزب الذي يقوده أليكسيس تسيبراس 28 في المائة من الأصوات، متقدما بفارق ثلاث نقاط على حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ. وبحسب الصحيفة ، يتعهد الحزب بالشروع في إعادة التفاوض بشأن الدين العام ، الذي تبلغ نسبته 175 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ، مع الدائنين الرئيسيين الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وفي فرنسا سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على الوضع المتأزم في ليبيا الذي ينذر بدخول البلاد في حرب شاملة بعد تصاعد أعمال العنف وتأجج الصراع على السلطة في هذا البلد الذي تتنازعه مليشيات متصارعة تتشكل من المتمردين السابقين الذين لم تستطع السلطة الانتقالية ضبطهم. وأضافت الصحيفة أن الوضع مضطرب في هذا البلد الغني بالبترول، والذي تقوده حكومتان وبرلمانان يتنازعان على السلطة مذكرة بأن تحالف فجر ليبيا المكون أساسا من الميلشيات الإسلامية أحكم سيطرته على العاصمة ومنها يحاول توسيع نفوذه. وأضافت الصحيفة أن هجوما قامت به مليشيات فجر ليبيا من أجل السيطرة على محطة السدرة النفطية ، أدى إلى نشوب حريق ضخم انتشر بسرعة مدمرا حتى الساعة سبعة من ضمن خزانات النفط التسعة عشر للمحطة، مشيرة إلى احتدام الاشتباكات بين القوات الموالية للحكومة والمليشيات الاسلامية في كل من مصراتة وبنغازي ودرنة. من جهتها تطرقت صحيفة (لوموند) إلى الفيضانات التي تشهدها حاليا ماليزيا، مبرزة أن عدة مقاطعات بهذا البلد ومنها كيلانتان وبهانغ و تيرونغانو،وجوهور وسيلانغور، اجتاحتها السيول. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن البلاد اعتادت على الفيضانات إلا أن السكان لم يسبق لهم أن عاشوا مثل هذه الوضعية منذ ثلاثين سنة مضيفة انه تم إجلاء مئات الاشخاص، فيما شهدت المناطق المنكوبة أعمال نهب. وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم بجملة من المواضيع كان أبرزها الحكم الذي صدر عن محكمة بموسكو في حق المحامي الروسي المعارض ألكسي نافالني بالسجن ثلاث سنوات ونصف مع وقف التنفيذ وذلك بتهمة الاختلاس. ووفقا لصحيفة (نوي أوسنايبروكه تسايتونغ) فإنه " ليس هناك الكثيرين في روسيا الذين يتجرؤون على التنديد بالفساد في البلاد ، في قطاع الطاقة والموارد الطبيعية التي تسيطر عليها الدولة والكشف عن حالات المحسوبية الصارخة ، لكن نافالني يعد واحدا من عدد قليل من الذين يتحلون بهذه الجرأة". أما صحيفة (برلينر تسايتونغ) فاعتبرت أن قرار المحكمة في حق المعارض نافالني كان خفيفا أي أقل من المدة التي طالبت بها النيابة العامة في حقه وهي عشر سنوات ، لكنها ، تضيف الصحيفة ، كافية لإبعاد أبرز معارض روسي عن النشاط السياسي . من جانبها ترى صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن ) أن نافالني هو ضحية نظام روسيا الذي أضحى يعتمد أسلوب الاتحاد السوفيتي سابقا وهو ما يلقي بظلاله على "وضعية حقوق الإنسان القاتمة " في روسيا ، فيما أشارت صحيفة (لاندستسايتونغ) إلى أن قضية نافالني تبرز أن "الرئيس بوتين يسلط القضاء بلا رحمة على خصومه ". أما صحيفة (تاغستسايتونغ) فعبرت عن تخوفها من أن " تطول مثل هذه القوانين التعسفية " في روسيا في حين اعتبرت صحيفة (نوردفيست تسايتونغ) أن "القضاء الذي تسيطر عليه الدولة هو السبب الرئيسي للأزمة الاقتصادية التي تشهدها روسيا ". صحيفة (ساغبروكه تسايتونغ) تعتبر من جانبها ، أن إدانة نافالني وإصدار حكم عليه رغم أنه موقوف التنفيذ " من الواضح جدا أن له دوافع سياسية محضة" إلا أن ذلك تقول الصحيفة " يعتبر من الأخطاء السياسية التي ارتكبها بوتين لأنه ساعد المعارضة على توحيد صفوفها وتقويتها ". صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) ترى في تعليقها أن نفالني، معارض الكرملين، أصبحت شعبيته في تزايد مستمر وأضحى من خلال هذه القضية يحظى بتقدير واحترام جزء هام من الأشخاص في المشهد السياسي بروسيا. من جهتها، تطرقت الصحف النرويجية إلى المجهودات التي تبذل من أجل البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة وللعثور على الضحايا. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى انتشال فرق الإنقاذ والبحث الاندونيسيين أربعة جثت من البحر مع حطام لطائرة اير آسيا. كما تطرقت إلى معاناة أسر الضحايا بعد هذا الحادث، وحالة الانتظار التي يعيشونها من أجل الحصول على آخر الأخبار حول ذويهم من فرق الإنقاذ ومجموعات البحث عن الطائرة المفقودة. وأضافت الصحيفة أن آخر التقارير تشير إلى العثور على عدد من الجثت حيث أظهرت محطات تلفزية محلية صورا حية من المنطقة المشمولة بالبحث. ونقلت عن فرق الإنقاذ توقعاتهم بأن يرتفع عدد الجثت التي سيتم اكتشافها في المنطقة في الأيام المقبلة. كما أبرزت أن ارتفاع الأمواج والرياح القوية في المنطقة أعاقت لبعض الوقت عمليات البحث. أما صحيفة (افتنبوستن) فقد تطرقت إلى حالة أهالي الضحايا الذين ينتظرون أي جديد، مشيرة إلى تصريحات بعضهم والذين لحد الآن يعيشون صدمة فراق ذويهم خاصة أحدهم الذي فقد شقيقه وعائلته في هذا الحادث المأساوي. ونقلت شهادات آخرين يأملون في العثور على الجثث في أقرب وقت لاسيما بعد أن تم الإعلان عن انتشال عدد منها. وفي إسبانيا ، تناولت الصحف موضوع فضيحة مالية جديدة تشمل البنك الحكومي "كاخا مدريد" والتي كشف عنها الصندوق العمومي لدعم القطاع البنكي و تتعلق بمكافآت وأجور "غير قانونية " تلقاها عدد من مسؤولي البنك. وكتبت صحيفة "إل موندو" بهذا الخصوص ، أن الصندوق العمومي لدعم القطاع البنكي كشف عن " تأدية أجور غير قانونية" لعدد من المسؤولين السابقين في بنك "كاخا مدريد" بمبلغ 14.8 مليون أورو، مشيرة إلى أنه تم إرسال تقرير مفصل عن هذه المخالفات إلى المدعي العام لمزيد من التحقيقات بشأن هذه المسألة. وبحسب الصندوق ، تضيف الصحيفة ، يتعلق الأمر ب 27 مخالفة ارتكبت خلال الفترة بين عامي 2007 و 2010 ، وتتمثل في " تأدية أجور غير قانونية أو مبالغ فيها " لمسؤولين في البنك ، انعكست سلبا على التوازن والاستقرار المالي لهذا البنك الحكومي. من جانبها ، كتبت "إل باييس" أن صندوق دعم القطاع البنكي قدم شكاو بخصوص زيادات في رواتب مسؤولين سابقين في " كاخا مدريد" بكيفية غير قانونية ، مضيفة أنه وفقا لعملية المراجعة ، فقد ارتفعت أجور المسؤولين بنسبة 26 في المائة وهو ما شكل خسارة للبنك بقيمة 14.8 مليون أورو. وتطرقت صحيفة " أ بي سي " بدورها لهذا الموضوع حيث أشارت إلى أن تحقيقا فتح من قبل المدعي العام حول " ما يقرب من 15 مليون أورو من الأجور غير قانونية" التي استفاد منها مسؤولون سابقون ببنك " كاخا مدريد " خلال مدة ثلاث سنوات. وفي بولونيا ، اهتمت الصحف باعتقال المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني ، وهو في طريقه إلى مظاهرة نظمها أنصاره أمام الكرملين أمس الثلاثاء ، بعد أن سبقت محاكمته رفقة شقيقه ، وهي المحاكمة التي شكلت موضع انتقاد شديد من قبل المنظمات غير الحكومية الدولية في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. ورسمت صحيفة " لاغازيت إليكتورال" صورة هذا المعارض الذي يتخذ من شبكات التواصل الاجتماعي سلاحا يمرر من خلاله رسائل تركز على فضح الفساد في روسيا والظلم وهيمنة الرئيس بوتين على السلطة. وتوضح الصحيفة أن هذا المحامي الشاب اللامع ( 38 عاما) يتحدى السلطات داعيا أنصاره إلى التظاهر ضد النظام، مضيفة أنه يعتبر رمزا للشباب الرافض للسلطة المطلقة لرئيس الكرملين.