اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بالانتخابات النصفية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبتطور الوضع في أوكرانيا في ضوء إجراء انتخابات في المناطق الانفصالية، وبزيادة النشاط العسكري الروسي في منطقة بحر البلطيق، إضافة إلى عدد من القضايا ذات البعد المحلي في اليونان وألمانيا. ففي فرنسا، اهتمت الصحف بانتخابات نصف الولاية، المقررة اليوم بالولاياتالمتحدةالأمريكية، معتبرة أن حزب الرئيس أوباما (الحزب الديمقراطي) قد يسجل تراجعا مع احتمال فقدانه الأغلبية في مجلس الشيوخ. وكتبت صحيفة (لوموند) أن احتمال فقدان الأغلبية بمجلس الشيوخ قد يجعل المواجهة بين الرئيس الديمقراطي والجمهوريين جد صعبة، مضيفة أن مشاركة قياسية للديمقراطيين، هي الوحيدة الكفيلة بتمكين الرئيس أوباما وحزبه من الحفاظ على الأغلبية بالمجلس. وأضافت أن هزيمة الرئيس أوباما في هذه الانتخابات، ستحرمه من سلطته التشريعية، كما ستحد من سلطته في تعيين المسؤولين والسفراء، فضلا عن تأثيرها على عدد من الملفات، من بينها ملف المفاوضات مع إيران التي يعارضها الجمهوريون. ومن جهتها، قالت صحيفة (لاكروا) إن الناخبين سيلحقون بدون شك الهزيمة بالحزب الديمقراطي، مشيرة إلى أن المعارضين بالحزب الجمهوري ستكون لهم بالتالي الوسائل لفرض أولوياتهم خاصة في المجال التشريعي. واعتبرت الصحيفة أن حصيلة الرئيس الأمريكي تبدو مقبولة في الأدنى حيث بدأ الاقتصاد، الذي كان غير مستقر في عهد سلفه، بالتعافى نسبيا، وانسحبت القوات الأمريكية من العراق، ولم تعد تقاتل في أفغانستان، فضلا عن إقرار تامين صحي يقدم ضمانات للأمريكيين، ناهيك عن جهود الإدارة في مكافحة التهرب الضريبي. ومن جانبها، أكدت صحيفة (ليبراسيون) أن أوباما لن يكون الرئيس الوحيد الذي تتم معاقبته من قبل الناخبين، ذلك أن الأمر نفسه حصل مع الرئيس ريغان، وكلينتون. وفي السويد، تطرقت الصحف إلى زيادة النشاط العسكري الروسي في منطقة بحر البلطيق وإلى المواقف التي ستتخذها استوكهولم ودول المنطقة تجاه هذا الوضع. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (داغينس نيهيتر) أن روسيا زادت أنشطتها العسكرية في بحر البلطيق بنسبة 70 في المائة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي مقارنة مع عام 2013. وأضافت الصحيفة أنه تم تعزيز الوجود العسكري الروسي في بحر البلطيق خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، مشيرة إلى أن حلف الناتو لاحظ زيادة النشاط العسكري من جانب موسكو خلال الأيام الماضية. وذكرت بأن عدة طائرات تابعة للدول الأعضاء في الناتو قامت مؤخرا باعتراض الطائرات الروسية في المنطقة. ومن جانبها، أكدت صحيفة (سفينسكا داجبلاديت) أن تصريحات وزيرة الخارجية السويدية، مارغو والستروم، حول زيادة الأنشطة العسكرية الروسية في المنطقة تشير إلى تغيير محتمل في السياسة الخارجية للحكومة السويدية. ونقلت الصحيفة عن خبير في مجال الدفاع قوله إن هذه التصريحات ليست موجهة لروسيا وإنما بالأساس للشعب السويدي بغرض التأكيد له بأن بلاده مستعدة للدفاع عن سيادتها، كما أنه تذكير بأن دولة السويد ليست ساحة للتداريب الروسية. ومن جهتها، اهتمت صحيفة (افتونبلاديت) بوضعية حزب رئيس الوزراء المنتهية ولايته فريدريك راينفيلدت، معتبرة أن آنا غينبيرغ باترا هي المرشحة الأوفر حظا لخلافة راينفيلدت. ووفقا للصحيفة، فقد تلقت رئيسة الفريق البرلماني للحزب دعم عدد من المنتخبين المحليين للحزب وكل شيء يقود إلى الاعتقاد أنها ستصبح الزعيمة الجديدة للحزب. وفي اليونان، كتبت صحيفة (كاثيميريني) أن أليكسيس تزيبراس زعيم أكبر أحزاب المعارضة سيريزا (اليسار الجذري) دعا، خلال اجتماعه أمس الاثنين بالرئيس اليوناني، كارولوس بابولياس، إلى انتخابات سابقة لأوانها قبل أن يجتمع البرلمان في فبراير المقبل لانتخاب رئيس جديد للبلاد. وأضافت الصحيفة أن تزيبراس الذي تمنحه استطلاعات الرأي الفوز في حال إجراء انتخابات برلمانية طالب رئيس الدولة بالدعوة لاجتماع لقادة الأحزاب السياسية للاتفاق حول تاريخ إجراء الانتخابات السابقة لأوانها والاتفاق حول مرشح لمنصب الرئيس يحظى بإجماع البرلمان بعد إجراء الانتخابات. وأكد زعيم المعارضة على ضرورة أن تنبثق حكومة جديدة من صناديق الاقتراع لديها شعبية وتكون قادرة على التفاوض بشكل جيد مع المانحين وإخراج اليونان من أزمتها الراهنة بدون مزيد من سياسات الإملاءات والتقشف التي تفرضها الترويكا (الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي). وأشارت صحيفة (دو فيما) إلى أن رئيس البلاد أكد خلال الاجتماع على ضرورة توفر حد أدنى من التوافق السياسي بين الأحزاب السياسية في البلاد لمواجهة المشاكل المطروحة حاليا. وأضافت الصحيفة أن الرئيس سيستقبل، اليوم، فوتيس كوفيليس، زعيم حزب الوسط "ديمار"، وقد يدعو لاجتماع لمجلس قادة الأحزاب السياسية لبحث قضايا السياسة العامة ومحاولة التخفيف من حدة التجاذبات السياسية في خضم الدعوات المتواصلة من حزب سيريزا لإجراء انتخابات سابقة لأوانها، وكذلك قرب شهر فبراير حيث سيكون البرلمان مدعوا لانتخاب رئيس جديد، ملاحظة أن هذا الاختبار ستفشل فيه حتما الحكومة الائتلافية الحالية نظرا لكونها لا تتوفر على ثلثي الأعضاءº أي 180 نائبا لفوز مرشحها للرئاسيات ما يعني، حسب الدستور اليوناني، حلا أوتوماتيكيا للبرلمان وانتخابات جديدة. وفي ألمانيا، شكل الإضراب الجديد المرتقب لسائقي القطارات والانتخابات التي تم تنظيمها في شرق أوكرانيا أبرز ما تناولته الصحف. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينه تسايتونغ) أن هذه الاستحقاقات التي أجراها الانفصاليون في شرق أوكرانيا عمقت الأزمة، واصفة إياها ب"المهزلة "وبأنها انتخابات "تفتقد للشرعية وغير قانونية" وتمثل "انتهاكا صريحا لاتفاقية مينسك" التي وقعها الانفصاليون الموالون لروسيا مع سلطات كييف والاتحاد الاوروبي وموسكو. وأضافت الصحيفة أن دعم روسيا يزيد من تأكيد تقسيم أوكرانيا، متسائلة عما إذا كانت موسكو تفكر في جعل شرق أوكرانيا نموذجا لشبه جزيرة القرم أو أنها ترى بأن الوضع الراهن في المنطقة يلبي أهدافها السياسية. ومن جانبها، نبهت صحيفة (دي فيلت) إلى أن الانتخابات في شرق أوكرانيا "لم تكن مجرد وهم بل أصبحت حقيقة، وأوكرانيا بذلك باتت على طريق الانقسام، فيما يبدو الغرب عاجزا عن القيام بشيء يذكر لوقف ذلك" بالرغم من إجماعه على أنها انتخابات "غير قانونية". أما في ما يتعلق بإضراب سائقي القطارات المرتقب، فكتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكه تسايتونغ)، تحت عنوان "أخبار سيئة للمسافرين عبر القطارات"، أن نقابة سائقي القطارات تعتزم تنظيم إضراب جديد على الرغم من أن إدارة هيئة السكك الحديدية الألمانية (دويتشه بان) عبرت عن رغبتها في مواصلة التفاوض بعد عرضها لزيادة الأجور بنسبة 4,5 في المائة الذي رفضته النقابة مصرة بذلك على نسبة 31 في المائة، وعلى عدم استعدادها لتقديم تنازلات" بهذا الخصوص. وفي المقابل، انتقدت صحف (فيست دويتشه تسايتونغ) و(فولكشتيمه) و(فيستفاليشن ناخغيشتن) قرار الإضراب، معتبرة أن الأفضل هو مواصلة التفاوض. وفي روسيا، قالت صحيفة (نيزفيسميا) إنه بعد انتخاب قادة الجمهوريتين المعلنتين من جانب واحد والمجلس الوطني، فإن الحكومة الأوكرانية وشركاءها الغربيين مقتنعون بأن انتخابات 2 نونبر في الجمهوريتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا انتهاك لما تم التوصل إليه في اتفاقات مينسك خلال شتنبر الماضي. وفي هذا السياق، توقفت صحيفة (كوميرسانت) عند ما اعتبرته مبارزة كلامية بين الجانبين حول الطعن في شرعية انتخابات 2 نونبر التي جرت الأحد في المنطقتين الانفصاليتين، متوقعة أن يشدد الاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على روسيا في حال اعترافها بشرعية هذا المسار.