طالب ميخائيل غورباتشوف آخر زعماء الاتحاد السوفياتي السابق رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بتقديم استقالته وبالتنحي الفوري، قائلا إنه حكم فترة كافية. وذلك فيما شهدت موسكو وعدة مدن روسية مظاهرات ضخمة مطالبة بإعادة الانتخابات البرلمانية. وفي مقابلة مع راديو "إيكو موسكوي" قال غورباتشوف (80 عاما) -الحائز جائزة نوبل للسلام مساء أمس السبت- إن بوتين تولى رئاسة روسيا فترتين، كما تولى منصب رئيس الوزراء فترة "أي ثلاث فترات حكم، وهذا يكفي". يذكر أن هذه هي الواقعة الأولى من نوعها التي يطالب فيها رئيس سابق في روسيا باستقالة حاكم من منصبه. وفي إشارة إلى الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها روسيا حاليا للتنديد بنتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في الرابع من الشهر الجاري، قال غورباتشوف "أنصح بوتين بالتنحي فورا". فقد شهدت العاصمة الروسية موسكو وحدها اليوم مسيرة احتجاجية ضخمة ضمت أكثر من مائة ألف شخص -وفق تقديرات القائمين على تنظيمها- للمطالبة بإعادة الانتخابات التي أسفرت عن فوز حزب "روسيا الموحدة" الذي ينتمي إليه كل من بوتين والرئيس الروسي دميتري مدفيدف. أكبر تحرك وتعد هذه أكبر المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ ما يزيد على عشرة أعوام عندما تولى بوتين رئاسة روسيا. وكان بين خطباء مظاهرة اليوم كل من بطل العالم في الشطرنج غاري كاسباروف ووزير المالية السابق أليكسي كودرين. ويعتزم بوتين ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة التي ستجرى في الرابع من مارس/آذار المقبل، ليعود مرة أخرى إلى قصر الكرملين، حيث حكم روسيا فترتين متعاقبتين بين عاميْ 2000 و2008. وانتقد وزير المالية الروسي السابق أليكسي كودرين الانتخابات الأخيرة، ولكنه دعا المتظاهرين إلى الاستمرار في المطالبة بتغيير سياسي بطريقة أكثر تنظيما، وتجنب حدوث "ثورة". وقال كوردين للجماهير "روسيا مقبلة على أزمة. نريد قيادة ذات كفاءة"، حسبما ذكرته وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية. وعرض رؤيته لكيفية تحقيق ما وصفه بالتغيير الضروري في نظام روسيا السياسي، وهي رؤية تتضمن انتخابات برلمانية أخرى بعد انتخابات الرابع من الشهر الجاري، ولكنه قال إن هذا يجب أن يكون عملية مترابطة. وقال كودرين للمتظاهرين "هناك الكثير من الشعارات ولكن مع القليل من الأفعال. لا يمكنكم الاكتفاء بالحديث. عليكم البدء بفعل شيء... أنتم بحاجة إلى وضع برنامج للحوار وإلا فستكون هناك ثورة، ونخسر الفرصة المتاحة أمامنا اليوم من أجل التحول السلمي والثقة المطلوبة من أجل قيادة جديدة تأتي بالانتخاب". وأضاف وزير المالية السابق أن عملية الإصلاح يجب أن تبدأ بتمرير قوانين جديدة بشأن الأحزاب السياسية، يعقبها تسجيل قانوني لتلك الأحزاب وحملة انتخابات. وحصل المعارضون على دعم المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في الكرملين الذي انتقد عمليات التزوير في الاقتراع وطالب بانتخابات مبكرة. وقال إنه من الضروري تبني قانون انتخابي جديد لتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة على أساسه. وأضافت هذه الهيئة -التي لا تملك سوى صلاحية تقديم توصيات- أن المعلومات الكثيرة عن حشو صناديق الاقتراع وتزوير محاضر النتائج أثارت شكوك الكثير من المواطنين في النتائج. وهدد المدون الروسي ألكسي نافلني بحشد أكثر من مليون شخص في المظاهرة القادمة، وبأنهم سيحتلون مقر الحكومة، ناصحا القادة بالخروج من السلطة بشكل سلمي. وأضاف "إننا سنستمر في الخروج للشارع حتى نسترد حقنا"، ولكنه لم يوضح موعد المظاهرة الثانية ولا الخطوات التالية. ولكن تردد في بعض مواقع التواصل الاجتماعي أن المظاهرة التالية ستكون يوم 14 يناير/كانون الثاني المقبل. وحمل المتظاهرون البالونات البيضاء ولافتات تطالب بانتخابات حرة، وعبروا عن غضبهم لأن "السلطة سرقت أصواتنا وأوصلت من تريد إلى الكرملين، إنهم كشيوعيي الحقبة السوفياتية". وفي مؤشر على إدراكهما أن الوضع خطير، وعد بوتين ومدفيدف "بتحديث" النظام السياسي، لكن هذا المشروع لن يرى النور قبل عام 2013.