ليس وحدهم المواطنون المغاربة داخل البلاد من تأثروا بوفاة الفنان المتألق، محمد بسطاوي، بل أيضا أعرب العديد من المغاربة في بلدان أوربية وأمريكية عن جزعهم بمصاب فقدان ممثل طالما أدخل السرور والغبطة على قلوبهم، بقدرته الفائقة على التمثيل وتقمص الأدوار المختلفة. بسطاوي هو ابن الشعب، أينما وُجد المغاربة سواء في الرباط وسلا والدار البيضاء ومراكش والداخلة وغيرها، أو سواء كانوا في بلجيكا وإيطاليا وأمريكا وكندا والإمارات، فالحزن واحد لأن الراحل يستحق هذا الأسى بحق" يقول أحد أفراد الجالية المغربية بالإمارات. فؤاد المالقي، من مغاربة قطر، بدوره أبدى حزنا عميقا عند سماع وفاة بسطاوي، يوم الأربعاء، لأنه كان آخر الممثلين المغاربة الكبار، وفق تعبيره، مضيفا أن الذي يشاهد بسطاوي يشعر بأنه مغربي قح، سواء في تصرفاته وحركاته وسكناته ونبرة كلامه أيضا". وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعج بصفحات أفراد الجالية المقيمة بالخارج، بعبارات الحزن والأسى على فراق بسطاوي، حيث الكثيرون عن مدى تأثرهم بخبر وفاة ممثل عشقوا فيه إتقانه للأدوار التي تقمصها، وتفانيه في عمله الذي لم يكن يذخر جهدا فيه. توفيق من أورلاندو، قال لهسبريس "لا زلت لم أصدق أن هذا المبدع الكبير انتقل إلى دار البقاء، في أوج عطائه"، أما طارق من نيويورك فقال "تعرفت على البسطاوي منذ أكثر من عقد من الزمن من خلال الشاشة الصغيرة، ولم يتوقف عن إبهاري بتفوقه في تقمص شخصيات منبثقة من صميم المجتمع المغربي". السيدة حليمة لم تكد تصدق الخبر بعد قراءته على الفايسبوك، لأنها لم تكن تعلم بدخوله المستشفى منذ مدة، "تأثرت كثيرا، وأنا أتابع خبر وفاة البسطاوي على هسبريس، وآلمني مشهد ابنة الراحل متعلقة بوالدتها الممثلة سعاد النجار". صفحة مغاربة كندا على صفحات موقع الفايسبوك بدورها كانت بمثابة ملتقى العزاء، حيث سادت أجواء من الحزن والأسى على رحيل بسطاوي، عكستها عبارات العشرات من المعلقين وأدعيتهم للفقيد بالرحمة والمغفرة، ولأسرته الصغيرة والشعب المغربي بالصبر والسلوان.