لأنه فنان "شعبي" ومحبوب لا عداوة له مع أي كان في مجال التمثيل بالمغرب، بل كان قيد حياته يشيع الفرحة والبسمة في الوسط الفني، فإن صدمة فراق الممثل القدير، محمد بسطاوي، ألجمت لسان عدد من الفنانين الذين اتصلت بهم هسبريس، فيما أحزنت جمهوره الواسع. هذه الحالة من الصدمة والحزن أتت جراء رحيل الفنان القدير، محمد بسطاوي، إلى دار البقاء، صباح اليوم الأربعاء، بعد مرض لازم جهازه التنفسي في الآونة الأخيرة، وجعله لا يفارق فراش المرض خاصة في الأسابيع القليلة الماضية. واضطر بسطاوي، صاحب المشاهد التمثيلية الرائعة التي جعلته يحظى بإعجاب ملايين المغاربة وحبهم، إلى الرقود في أحد أسرة المستشفى العسكري، منذ زهاء شهر تقريبا من أجل العلاج، حيث تكلف الملك محمد السادس حينها بمصاريف علاجه. وكان بسطاوي قد تم نقله منذ الخميس الماضي إلى مصلحة الإنعاش بالمستشفى العسكري بالرباط، حيث كان يتلقى الإسعافات الضرورية بعد تدهور صحته بشكل مضطرد، ما دفع زوجته قبل أيام قليلة فقط إلى أن تطلب من المغاربة الدعاء لزوجها بالشفاء. زوجة الراحل، الممثلة سعاد النجار، لم تستطع تمالك نفسها من فرط البكاء، وعجزت عن الحديث إلى هسبريس بسبب تأثرها البالغ لوفاة زوجها، فضلا عن هيمنة أصوات البكاء والنحيب في مصلحة الإنعاش بالمستشفى العسكري بالعاصمة، حيث توفي بسطاوي صباح اليوم. ومن جهتها تحدثت الممثلة المغربية، لطيفة أحرار، لجريدة هسبريس من المستشفى العسكري، بصوت خفيض يكاد يسمع، حيث بدت عليها معالم التأثر الواضح من فرط البكاء على فقيد الفن المغربي، مبرزة أن بسطاوي رحل إلى عفو الله على الساعة السابعة من صباح اليوم. ممثلون آخرون حاولت الجريدة هذا الصباح الاتصال بهم لنقل مشاعرهم بعد فقدان زميلهم إلى القراء، غير أن هناك من ألجمه البكاء عن الحديث بشكل واضح، فيما ترك البعض هاتفه مفتوحا دون القدرة على الجواب، حيث بدا أثر الصدمة جليا على قبيلة الفنانين من هذا الرزء الفادح. عدد كبير من الجمهور ومحبي بسطاوي ذهل لوفاته التي وصفها البعض بالمفاجئة، لأن الرجل كان يبدو في صحة جيدة، بينما لم يتفاجئ البعض الآخر باعتبار وضعية صحة الفنان في الأيام الأخيرة، حيث لجأ إلى العلاج في المستشفى العسكري بالرباط. وأجمع معلقو وقراء هسبريس، من محبي ومتابعي الفنان بسطاوي، بأن هذا "الممثل كنز فني سيفتقده المغرب، وأحد أعمدة الفن الذي لن يكرره الزمن"، فيما سجل قارئ آخر رأيه بالقول "حسن الصقلي، ومحمد مجد، ومحمد بسطاوي، مثلث ذهبي، رحلوا جميعا في أوج عطائهم". وقال قارئ آخر من محبي بسطاوي "كان بارعا في تقمص أدوار التمثيل التي تسند له، ولعل أبرزها أداؤه في مسلسل "دواير الزمان"، من خلال شخصية "بوجمعة الطاشرون"، حيث أتقن الحديث بالدارجة كأي بدوي أصيل، فضلا عن دوره في "جنان الكرة" وغيرهما من الأعمال التلفزية.