فجر الوزير الإسرائيلي السابق ورجل الموساد القوي، رافي أيتان، قنبلة من العيار الثقيل، عندما أقر بأنه ساعد الجنرال الراحل، أحمد الدليمي، على إخفاء جثة المعارض المهدي بن بركة، مضيفا بأن "إسرائيل ساعدت المغرب في هذه العملية التي مازالت تشكل لغزا كبيرا". وأكد العميل السابق في جهاز الموساد الإسرائيلي، في برنامج "الحقيقة" الذي بثته القناة الإسرائيلية الثانية، أن الدليمي جاء إليه إلى شقته في باريس يخبره بأن بنبركة قتل خنقا، لكنه لم يجد طريقة للتخلص من الجثة التي "مازالت في حمام الشقة التي تم اغتياله فيها"، يقول عميل الموساد. وأردف العميل الإسرائيلي السابق بأن الدليمي لم يكن يعرف كيف يتخلص من الجثة دون أن يدع أثرا لهذه العملية، فكان رده بأن "يمهله ربع ساعة لاستشارة إدارته، "وبالفعل فقد حصلت على الموافقة لمساعدة الدليمي، واتصلت به لأخبره بأنني قادم إلى الشقة". رافي أيتان، الذي يبلغ 88 سنة، قال إنه طلب من الدليمي شراء الكثير من الكِلْس، "لكي نتخلص من الجثة يجب عليك شراء الكثير من الجير، وإحراقها لأن الكلس يحرق الجثة بشكل كامل ولا يترك أي أثر للعملية"، وهذا ما حدث بالفعل حيث قام الدليمي بتطبيق نصيحة أيتان بحذافيرها. شهادة عميل الموساد، الذي كان يتخذ من فرنسا بلدا للقيام بعملياته، تأتي لكي تؤكد تورط أحمد الدليمي في عملية اغتيال المهدي بن بركة، كما أنه اعتراف من قبل مسؤول إسرائيلي عن تورط الموساد الإسرائيلي في عملية اغتيال المهدي بنبركة سنة 1965. هذه الشهادة تكشف عن مصير بنبركة بعد أن بقي سؤال مكان جثته علامة استفهام كبيرة لأكثر من نصف قرن، فيما أكد أيتان أنه قام خلال مدة مكوثه في باريس بتجنيد عدد من العملاء العرب لصالح الكيان الإسرائيلي، بما في ذلك عملاء مغاربة اشتغلوا كعملاء في المغرب لصالح الموساد. وأقر العميل الإسرائيلي أنه قام باغتيال العشرات من العرب والفلسطينيين على الخصوص، وبأنه نادم لأنه لم يتمكن من طرد جميع سكان صحراء النقب إلى غزة، قبل أن يكشف أنه كان وراء تجنيد الضابط الأمريكي جوناثان بولارد لصالح الموساد الإسرائيلي سنة 1985. وكان أيتان من أشهر العملاء الإسرائيليين الذين تجسسوا على الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعد أن تم كشف أمره لجأ إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، لكنه طلب من السفارة ألا تستقبله، وتركه يلقى حتفه على يد المخابرات الأمريكية.