رسميا، ولأول مرة، على القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، فجّر «رافي إيتان» أحد كبار ضباط الموساد السابقين، والذي يشارف عمره على التسعين عاما، قنبلة مدوية حين أقر أنه ساهم في اغتيال الزعيم الاتحادي المهدي بن بركة. إيتان، زعيم الحزب السياسي الإسرائيلي «جيل»، أو حزب المتقاعدين في إسرائيل، والذي كان أحد قادة أركان جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» قال في حوار يسجل فيه اعترافاته وسيرته العسكرية والاستخباراتية، قبل يومين: إن الموساد كان ضليعا في تصفية بن بركة وإزالة معالم جثته. وكانت مساهمة الموساد في اغتيال المهدي بن بركة قد ظلت إلى حدود اليوم، مجرد تكهنات وتصريحات غير رسمية، لكن منذ ثلاث سنوات نشرت جريدة «حموديا» الإسرائيلية مقالا تؤكد فيه نسبة هذه العملية التي تعود إلى عام 1965 إلى الموساد. ووفقا لما وصفته الصحيفة العبرية بالمصادر العليمة، فإن الموساد قدمت بالفعل المعلومات الأساسية التي مكّنت من القبض على المهدي بن بركة، وخطفه في باريس يوم 29 أكتوبر 1965. وقد وجهت أصابع الاتهام آنذاك إلى إيسير هاريل، الرئيس السابق للموساد، وكذلك إلى مستشار رئيس الوزراء والمشرف على جهاز المخابرات الإسرائيلي، مائير عميت. وعندما نشرت الصحافة الإسرائيلية حينها مقالا بعنوان: «هل تورطت إسرائيل في قضية بن بركة؟»، فإن قوات الشاباك والشرطة هاجمت مقر الصحيفة وقامت بمصادرة جميع النسخ واعتقلت رئيس تحريرها ومديرها بتهمة «إفشاء أسرار الدولة». وظلت القضية كلها في أقصى درجات السرية ولا يحيط بتفاصيلها سوى عدد قليل من رجال الدولة في تل أبيب. ويعتبر رافي إيتان أحد مؤسسي الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وانضم إلى الموساد بعد إنشائها مباشرة، إلى أن وصل إلى منصب نائب مدير عمليات الموساد. وتعد أشهر عملياته عملية القبض على أدولف إيخمان، الوزير النازي، الذي تم العثور عليه في الأرجنتين، حيث شكّل إيتان كوموندو وذهب إلى الأرجنتين واختطف إيخمان يوم 11 مايو 1960 بشارع غاريبالدي في بوينس آيرس، ثم عاد به إلى تل أبيب ليشرف شخصيا على إعدامه. وشارك إيتان أيضا في العام 1981 في إعداد عملية تدمير مفاعل تموز في العراق.