خرج البشير بن بركة، نجل الزعيم المغربي المغتال المهدي بن بركة، عن صمته، حيال تصريحات مدير العمليات الأسبق في جهاز «الموساد»، رافي ايتان، والتي نشرتها «أخبار اليوم»، أمس، وأقر فيها بضلوع «الموساد» في اغتيال بن بركة. وقال البشير، في حديث خص به « اليوم24»: «إنه أمر جد مهم أن يعترف –رسميا- مسؤول إسرائيلي سابق، علانية، بمسؤولية «الموساد» عن مقتل الوالد المهدي بن بركة. لقد حاولنا -سابقا وبشكل رسمي- طلب معلومات من المخابرات الإسرائيلية لتمدنا بما لديها من ملفات في قضية بن بركة، لكن رفضهم كان قاطعا. ونحن، بناء على هذه التصريحات، سنلجأ إلى جميع المساطر القانونية..، ونطلب من قاضي التحقيق بباريس تحريك الملف من جديد». البشير بن بركة قال أيضا إن ما نشرته «أخبار اليوم»، يؤكد -بشكل قاطع ولأول مرة- تورط المخابرات الإسرائيلية في مقتل بن بركة، وهو ما كان في السابق مجرد تصريحات ومقالات صحفية تفتقد إلى دليل دامغ. وقد أعلن، رسميا، رافي ايتان، العميل الاستثنائي في المخابرات الإسرائيلية وأحد مؤسسي الجهاز الرهيب «الموساد» وأمام ملايين الإسرائيليين والمتابعين للتلفزيون الإسرائيلي، عن المساهمة الفعلية لجهاز «الموساد» في تصفية الزعيم المعارض المغربي المهدي بن بركة، والذي ظل مقتله لغزا في التاريخ السياسي الحديث للمغرب. «رافي ايتان» رجل العمليات الخاصة، وبعد مسيرة طويلة في تسيير أحد أخطر الأجهزة السرية في العالم، جلس وهو في أواخر عقده الثامن أمام كاميرا القناة الإسرائيلية الثانية، ليعلن عن تفاصيل جديدة حول مقتل المهدي بن بركة، ومساهمة «الموساد» في جريمة ظلت غامضة حوالي نصف قرن. بهدوء نظر ايتان إلى الصحفي الذي يحاوره، وقال: «بالفعل لدينا دور في قضية بن بركة. ونعلم أن المهدي بن بركة مات بعد أن أمر الدليمي مجموعة من رجاله بإغراقه في حوض كامل من الماء، فاختنق ومات على الفور». ويبدو أن إزهاق روح المهدي بن بركة، أرعب الحضور، بما فيهم الدليمي، يضيف ايتان في اعترافاته. «بعد وفاة بن بركة سيطلب الدليمي مساعدة رئيس «الموساد» في باريس على مستويين؛ أولا، أن يدله على طريقة للتخلص من جثمان بن بركة، ثم إعانته في الخروج وتوفير وثائق مزورة. الدليمي لم يطمئن إلا بعد أن جاءته مشورة من عناصر «الموساد»، التي كانت هي من اقترحت دفن جثمان بن بركة، وصب الجير فوق الحفرة لمنع وصول الكلاب إلى الجثة ونهشها». تصريحات ايتان تضمنت أيضا، التأكيد بأن رجال المخابرات المغاربة الذين كان يقودهم الدليمي لم تكن لديهم نية تصفية الزعيم بن بركة. الملك الراحل الحسن الثاني بدوره لم يرغب في وفاة بن بركة، بل كان يود إرجاعه إلى المغرب قبل مؤتمر القارات الثلاث في هافانا، كما أن الجنرال أوفقير لم يكن له أي دور في قضية بن بركة. ووافقت إسرائيل على مراقبة رصد «الموساد» لبن بركة وتحركاته خلال فترته الثانية في المنفى، بناء على طلب من الدليمي، لكن «الموساد» سحبت هذه الخدمات التي يمكن اعتبارها مجاملة، بعد أن أدركت أن أجهزة سرية أخرى كانت هي الأخرى تراقب بن بركة. وفي تعليق على اعترافات رافي ايتان، قال المؤرخ الإسرائيلي، يغال بن نون، ل « اليوم24»: «يمكنني أن أضيف بعض المعلومات والتي سأنشرها مفصلة في كتاب سينشر قريبا. هذه المجاملة قبل بتنفيذها رئيس «الموساد»، مئير عميت، وفقا لنص مذكرة واردة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث تلقى العميل، ليفي أشكول، الضوء الأخضر قصد تلبية رغبة المخابرات المغربية والكولونيل الدليمي بمراقبة بن بركة. ويضيف بن نون: «شهادة رافي ايتان حول قضية بن بركة يؤكدها ما سمعته، شخصيا، من مديره التنفيذي في صيف 1998، أثناء حضور وكيل آخر (أ.ب) وهو عميل من «الموساد»، وقد زرته في منزله ب «رمات هشارون» خلال فترة تجميع الشهادات التي سيتضمنها كتابي، ثم بعد ذلك حصلت على تأكيد هذه المعلومات من قبل رئيس «الموساد» في باريس».