سبعة أيام بلياليها وسكان سبعة دواوير بواحة محاميد الغزلان القديمة يطلبون الغوث بكل الوسائل الممكنة بعدما عزلهم الوادي عن بقية العالم وتُرِكوا لمصيرهم يواجهون المطر والبرد والجوع. السيل الجارف بوادي درعة، المتقطع الجريان عادة، عزل كلا من دواوير اولاد يوسف ،ايت عيسى اوبراهيم، قصر الطلحة ، قصر اولاد محية ، زناكة، الزاوية.. بالإضافة الى منشآت سياحية عدة، تعد موردا رئيسا لعيش الساكنة. عبد الرحيم العريجة، واحد من سكان المحاميد القديمة، قال في تصريح لهسبريس، إن الوادي عزل القرى المنكوبة عن مركز لمحاميد وبقية العالم، وأن هذه العزلة جاءت بعدما تم تهديم قنطرة قديمة، من طرف الجماعة المنتخبة، قبل البدء في إنجاز القنطرة الجديدة والتي جرف الوادي قاعدتها قبل إنتهاء الأشغال. العريجة شرح طبيعة المعاناة التي تتخبط فيها ساكنة الواحة والتي لخصها في غياب شبه تام للمواد الغذائية و الأدوية للمرضى والحوامل وقلة الماء بسبب جرف السيول لأنابيب الماء الصالح للشرب وانقطاع مئات التلاميذ عن الدراسة وانهيار بعض المنازل التي سقطت أسقفها على رؤوس الأغنام. سكان لمحاميد وقفوا بالعشرات، يوم الاثنين، على ضفة الوادي، حيث القرى المعزولة، رافعين أصواتهم يطلبون الغوث بينما توجه العشرات من أقاربهم، المتواجدين على الضفة المقابلة بمركز البلدة، إلى قيادة الجماعة مطالبين قائد المنطقة بإعلام رؤسائه بخطورة الوضع إلا أن القائد، يقول أحد أعضاء اللجنة، عبر عن قلة حيلته بالقول "أنا ماغديش نجلس معاكم حيث ماعندي ماندير..". هسبريس اتصلت بقائد قيادة لمحاميد وأرسلت له رسالة نصية في الموضوع إلا أنها لم تتلقى أي جواب. أمام هذا الوضع المأساوي إتجه العشرات من سكان القرى نحو الحدود المغربية الجزائرية بحثا عن ضابط من ضباط القوات المسلحة الملكية التي بقيت ملاذا أخيرا أمام غياب جواب السلطات على مطالبهم الملحة. محمد البر أحد شباب المحاميد النازحين نحو المعابر العسكرية قال في اتصال بهسبريس إن مجموعته التي طلبت من النساء العودة لقراهن بينما تجاوز الباقون نقطة لحنانيش العسكرية على الساعة الثامنة من مساء الاثنين، تقريبا، وأنهم لم يجدوا في هذه النقطة الا ثلاث جنود مكلفين بالحراسة ما دفعهم للإستمرار في مسيرتهم نحو نقطة عسكرية أهم عساهم يجدون ضابطا من رتبة عسكرية أعلى قادر على إتخاد قرار قصد غوث الساكنة. من جهته أخبر نائب رئيس جماعة لمحاميد لهسبريس أنه يجوب الصحراء، بمعية مرافقيه، مقتفيا أثر النازحين قصد إقناعهم بالعودة الى قراهم في أفق إيجاد حل للمعضلة التي تعيشها المنطقة. براهيم بورحيم، رفض تحميل المسؤولية للمنتخبين فيما يحدث بالقول" كلنا منكوبون منتخبون وأغيار ونحمد الله أن الجماعة هدمت القنطرة القديمة وإلا كانت سببا في خسائر أكبر على المستويين المادي والبشري.. لو بقيت القنطرة لزادت نسبة الفيضان وجرفت نقطا أبعد من تلك التي وصلتها الآن على الضفتين". يشار أن بعض السكان حاولوا عبور قنطرة "البليدة"، المتواجدة قرب "تاكونيت"، والبعيدة عن المنطقة بحوالي 80 كيلومترا، قصد إنقاذ دويهم، إلا أن صبيب المياه كان مرتفعا طيلة الأيام السبعة الماضية مما حال دون تحقيق المبتغى.