"هذا عيب هذا عار.. السِّلميّة في خطر"، بهذا الشعار المركزي والوحيد، واجه العشرات من الطلاب، المنع الذي طال وقفة احتجاجية دعت لها الكتابة العامة للتنسيق الوطني، التابعة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، حيث أقدمت قوات الأمن، اليوم الأربعاء، على تطويق جنبات الساحة المقابلة لمبنى البرلمان وسط الرباط، المكان المقرر للاحتجاج، قبل أن تعمد إلى تفريق تجمهر الطلاب أمام ساحة البريد المجاورة، وتعتقل 8 طلبة، وفق ما عاينت هسبريس. وفاجئ أزيد من 60 طالب القوات العمومية، بالاحتجاج وسط الساحة القريبة من مبنى بنك المغرب، حيث رفعوا شعاراً يندد بالمس ب"سلمية" الوقفة، قبل أن تتدخل لفضها باستعمال العصيّ، ملحقة إصابات تختلف درجات خطورتها في صفوف المحتجين، لينهي التدخل الأمني 5 دقائق من الوقفة الوطنية التي دعت إليها الكتابة العامة ل"أوطم"، تحت شعار "لا للعنف... لا لمصادرة الحق في التظاهر"، للاحتجاج على تقديم مشروع القانون التكميلي للقانون الجنائي، المُتعلّق بمُحاربة العُنف داخل الجامعات. كبور سحنون، مسؤول اللجنة الحقوقية بالكتابة العامة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ندد في تصريحه لهسبريس، بما أسماه "التدخل الوحشي والعنيف"، الذي طال "طَلبةً عُزّل"، مُشِيراً إلى أن الاحتجاج كان سلميا، ونظم للدفاع عن مصالح الطلاب "ضد ضرب حرية العمل النقابي داخل الجامعات"، مشددا على أن مشروع القانون المتعلق بالعنف داخل الجامعة "غرضه التضييق على الطلاب والمناضلين لممارسة حقهم الدستوري". وتابع سحنون بالقول إن "التطويق" الأمني الذي طال ساحة البرلمان بشارع محمد الخامس، "لم يمنعنا من تنفيذ احتجاجنا السلمي لإيصال مواقفنا"، مضيفا أن هذا التدخل "يُبيّن هوة ساحقة بين شعارات حقوق الإنسان التي ترفعها الدولة وبين ما هو عليه الواقع"، مشيرا في الوقت ذاته إلى ما أسماه "تناقض الواقع" حين ربطه بمنع الوقفة وتنظيم المغرب للنسخة الثانية من المنتدى العالمي لحقوق الإنسان هذا الأسبوع. من جهتها، أصدرت الكتابة العامة للإتحاد الوطني لطلبة المغرب، وهي المقربة من جماعة العدل والإحسان، بلاغاً للتو، تندد فِيه بمَا وصفته "التدخّل الوحشي" و"استعمال العنف المفرط لتفريق جموع المحتجين"، فيما أكّدت على استمرارها في تنفيذ وقفات احتجاجية ليوم غد الخميس، على مستوى فروع الإتحاد بالجامعات المغربية. وكانت النقابة الطلابية المذكورة قد دعت إلى جعل اليوم وغد الخميس، موعدا "للاحتجاج الطلابي" في المؤسسات الجامعية، "دفاعا عن حرمة الجامعة وضد المشاريع الرامية إلى التضييق على العمل النقابي والطلابي"، واحتجاجا على "ما آلت إليه أوضاع الجامعة بالمغرب.. من تدبير أمني لملف التعليم والإجهاز على المكتسبات الطلابية، وتكميم لصوت الطلاب".