تراوحت اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد بين العمل الإرهابي الذي شهدته مصر أول أمس الجمعة، والانتخابات النيابية والبلدية بالبحرين، والانتخابات الرئاسية بتونس، ومسألة النازحين بالأردن، وآخر مستجدات تشكيل الحكومة باليمن، وافتتاح دورة جديدة للمجلس الوطني الاتحادي بالإمارات. ففي مصر خصصت (الأهرام) افتتاحيتها للحديث عن حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف أول أمس الجمعة نقطة أمنية للجيش المصري في سيناء وأسفر عن مقتل 26 جنديا وإصابة 28 آخرين، إذ كتبت أن " الهدف من هذه المؤامرة، هو إسقاط الدولة، والذي اعتبرته تحد كبير لا يمكن مواجهته إلا بتضافر جهود الشعب والشرطة والقوات المسلحة". وأضافت أن " الأدوار داخل تلك المؤامرة تنوعت، البعض يتولى إشعال الأوضاع في الجامعات، والسعي لتعطيل العملية التعليمية، والبعض يتولى زرع المتفجرات حول المنشآت العامة والتجمعات الجماهيرية، وآخرون يحاولون استنزاف القوات المسلحة والشرطة في شمال سيناء". وحول نفس الموضوع، قالت صحيفة ( الأخبار ) في مقال بعنوان "شهداء الوطن" إن "مصر تواجه حربا شرسة مع الإرهابيين في سيناء ومناطق أخرى من البلاد، فهؤلاء لا يستحقون الحياة بل يجب القصاص منهم، قتلوا الأبرياء ظلما، ونفذوا مخططات خارجية تسعي لإرهاب المصريين ووقف مسيرة الوطن التنموية". ودعت الصحيفة الحكومة إلى التعامل بشدة مع كل من يحمل السلاح والقنابل ضد أبناء الشعب، وكل من يخرب أو يدمر أملاكا عامة أو خاصة، مضيفة أن الاحتجاجات يجب أن تكون "سلمية وقانونية". من جهتها، كتبت صحيفة (الجمهورية) في مقال تحت عنوان " كلنا نضحي من أجل مصر" أن "الشعب المصري يقف وقفة رجل واحد بجانب قواته المسلحة الباسلة وهي تواجه عدوا إرهابيا يمارس القتل غدرا تحت شعار الدين ويستبيح أرض سيناء المباركة، ينشر فيها أوكار الكفر بالوطن تحت راية الجهاد المزيفة". وفي البحرين، سلطت الصحف الضوء على أعمال العنف والتخريب الواقعة في بعض المناطق عشية الانتخابات النيابية والبلدية، حيث قالت صحيفة (الوطن) إن البلاد شهدت الأنواع الثلاثة للإرهاب الانتخابي، والمتمثلة في الإرهاب الذي يستهدف الأفراد، والإرهاب الذي يستهدف الجمعيات السياسية، وذلك الذي يستهدف المجتمع. وكتب رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "كيف نفهم الإرهاب الانتخابي¿"، أن مجمل ظاهرة الإرهاب الانتخابي تقوم على الرفض السياسي لنشاط عام، وهي تعكس حالة متقدمة من التطرف الفكري الذي انتشر بين الأفراد، وخاصة الأطفال والشباب الذين تعرضوا لتعبئة سياسية معينة من خلال المنابر الدينية ووسائل الإعلام غير التقليدية، معتبرا أن "من يعتقد أن الإرهاب الانتخابي يعد وسيلة لإفشال الاستحقاق الانتخابي المقبل فإنه واهم، لأن الخاسر الأول والأخير من يتورط في التحريض وممارسة هذا النوع من الإرهاب". وفي السياق ذاته، ترى صحيفة (أخبار الخليج) أن "الإرهاب المتركز في الاعتداء على الممتلكات الخاصة والتهديد بالإيذاء الجسدي، يكشف أن من يقف خلفه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون من دعاة الديمقراطية والحريات، بل هو مجرم بالمعنى الفعلي، ومكانه الطبيعي هو خلف قضبان السجون". أما صحيفة (الأيام) فقالت إن "مسؤولية أبناء الوطن اليوم وهم على أبواب استحقاق انتخابي جديد، إحباط محاولات إفشال التجربة الانتخابية القادمة"، مبرزة وجوب "تحصين الشباب والناشئة من دعاوى المقاطعة والتخريب والتدمير". وفي مقال بعنوان "الإرهاب وسيلة الفاشل"، أشارت صحيفة (البلاد) إلى أنه "ستكون هناك محاولات كثيرة لإفشال الانتخابات أو على الأقل إفساد أجواء العرس الانتخابي من قبل الذين أعلنوا مقاطعتهم للانتخابات"، قائلة إن وزارة الداخلية أحسنت بأن اتخذت موقفا صارما منذ البداية "ضد هذه المحاولات الرخيصة التي يراد بها الانتقام من الذين سبحوا في تيارات تخالف أهواء الذين يريدون وقف تقدم البلاد وإفشال عرسها الديمقراطي". وأردفت الصحيفة أن "المواطن البحريني الواعي هو الذي سيصفع الإرهاب فوق وجهه القبيح ويقول للعالم بكل فخر، نحن أهل البحرين نشارك جميعا، وها هي الصورة خير من مليون كلمة". وفي قطر كتبت صحيفة (الشرق) في افتتاحية بعنوان (تونس .. أيقونة الربيع العربي) أن الانتخابات التشريعية تجري في تونس اليوم وسط اهتمام إقليمي وعالمي كبير. وقالت إن هذا العرس الديمقراطي، يأتي اليوم، " ليقدم الشعب التونسي الذي ألهم ثورات الربيع العربي، نموذجا ملهما آخر ودرسا بليغا للشعوب العربية في التوافق الوطني لتأمين الانتقال الكامل من مرحلة الثورة إلى التحول الديمقراطي الكامل". وأضافت أن الشعب التونسي يستحق في هذا اليوم التاريخي، وقفة إجلال واحترام، لوقفته الصلبة حماية لثورته من الانحراف وإحباط كل المحاولات التي كانت تهدف إلى إفشالها، وتستحق كذلك الحكومات التونسية التي جرى تشكيلها بعد الثورة والمجلس التأسيسي وقادة الأحزاب السياسية والنقابات وكل منظمات المجتمع المدني، التحية للحرص والحكمة التي قادوا بها مسيرة بلادهم نحو غايات الثورة وأهدافها. وحول نفس الموضوع كتبت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن انتخابات تونس تكتسي أهميتها من أنها تشكل منعطفا جديدا في تاريخ تونس لأنها تمهد لقيادة تونس نحو الاستقرار السياسي والأمني. وأضافت أن تونس دخلت مرحلة جديدة في تاريخها وهذه المرحلة تتطلب من الجميع الجدية ومنح الفرصة للحكومة القادمة لقيادة البلاد وتهيئة الانتخابات الرئاسية. أما صحيفة (الوطن) فخصصت افتتاحيتها للإنجاز غير المسبوق الذي حققه منتخب قطر للشبان (أقل من 19 سنة) بفوزه بكأس آسيا لكرة القدم لأول مرة في تاريخه. وقالت إنه في الإعداد للمستقبل، لم تترك قطر شيئا للصدفة، وإنما حددت خياراتها ورهاناتها، وخططت للأهداف التي تريد الوصول اليها وتحقيقها على أرض الواقع. وأضافت أن الحكاية ليست فقط حكاية منتخب وطني حقق إنجازا رياضيا عظيما، وصعد الى منصة تتويج مستحقة، بل "الحكاية حكاية وطن، سخر كافة إمكاناته، لإطلاق ملكات الشباب الإبداعية، وحثهم على التفوق والنبوغ في كافة المجالات، وفتح لهم أبواب التعليم والتثقيف والتدريب". وفي الأردن، اهتمت الصحف بالمساعدات المقدمة للأردن لتحمل اللجوء السوري، والقضية المرفوعة على "البنك العربي"، وتوقع تخفيض أسعار المحروقات، إلى جانب الوضع في المنطقة. وكتبت (العرب اليوم) أن الأردن "لم يحقق، سياسيا، أي مكاسب من أي نوع على صعيد المجتمع الدولي الذي يتمنع عن تقديم المساعدة اللازمة سواء للاجئين من سورية أو للدولة المضيفة"، موضحة أن هذه المسألة "تستوجب التدقيق والتمحيص للتأكد من سلامة الإجراءات خصوصا في المستوى التنفيذي". وأشارت الصحيفة إلى أن العالم والمجتمع الدولي "لا يستمعان الآن كما ينبغي للكلمة الأردنية بخصوص العبء الذي تعانيه البلاد بسبب التوسع غير المبرر في تخصيص مساحات اللجوء". من جهتها، قالت صحيفة (الغد) إن سهم البنك العربي شهد، منذ صدور قرار الإدانة، الابتدائي، بحقه في القضية المرفوعة عليه في محاكم نيويورك بدعوى تمويل الإرهاب، تراجعا بلغ نسبة 4,5 في المائة تقريبا، وعزت هذا التراجع إلى عمليات بيع من حاملي الأسهم، هم على الأغلب أفراد ومن صغار المساهمين في البنك. واعتبرت الصحيفة أن قضية "البنك العربي"، الذي يتخذ من الأردن مقرا له، "قضية وطنية"، فالهزة التي تعرض لها "إنما جاءت نتيجة لقضية رفعها أعداء العرب، الذين يسعون إلى تدمير كل ما هو ناجح، في سبيل تحقيق مكاسب مالية عبر نشاط بات يشكل نواة أعمال هؤلاء من خلال هذا النوع من القضايا". أما (الرأي) فقالت، في مقال بعنوان "فرحة الأردنيين المرتقبة"، إن أنظار الغالبية العظمى من الأردنيين "تترقب بشغف إعلان التسعيرة الجديدة لأسعار المشتقات النفطية، التي يفترض أن تنخفض عن أسعار الشهر الحالي بنسبة مفرحة". وأشارت إلى أن أسعار المشتقات النفطية وانعكاساتها على كلفة الحياة "تثقل كاهل المواطن إلى حدود تقترب من كسر الظهر"، مؤكدة أنه "لا يمكن للحكومة، في ضوء هذه المعطيات، التنصل من مسؤوليتها، بشأن تخفيض الأسعار الشهر المقبل، فهي التي اعتمدت التسعيرة الشهرية منذ أن حررت الأسعار". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن افتتاح المجلس الوطني الاتحادي (البرلمان)، اليوم الأحد، أشغال دورته الرابعة العادية من الفصل التشريعي الخامس عشر. وأشارت الصحيفة إلى أن المجلس الوطني الاتحادي واكب من خلال دوراته ، التي انطلقت في 12 فبراير 1972، مسيرة البناء والتطور التي شهدتها دولة الإمارات باعتباره إحدى السلطات الاتحادية الدستورية الخمس، "متسلحا بدعم القيادة الحكيمة ومشاركة المواطنين لتعزيز دوره وتمكينه من ممارسة اختصاصاته التشريعية والرقابية والدبلوماسية البرلمانية". وأوضحت (الاتحاد) أن المجلس سيناقش خلال الدورة الجديدة مشاريع قوانين تهم بالخصوص المنشآت الصحية، وإلزامية التعليم ، إلى جانب بحث قضايا سياسات البنك المركزي..ال. وأكدت صحيفة (البيان) في افتتاحية بعنوان "مصر و كسر شوكة الإرهاب "، أن الإرهاب الأعمى يضرب مجددا مصر باستهداف رجال القوات المسلحة ، مشددة على أنه لن يحقق هدفه في كسر إرادة الجيش باعتباره عمود مصر ولن يثنيه عن جهوده في مكافحة بقايا الإرهاب في مصر وإحباط أي محاولة لضرب استقرارها. من جانبها، خصصت صحيفة (الخليج) افتتاحيتها للانتخابات التشريعية التونسية، مشيرة إلى أن "خمسة ملايين تونسي يواجهون اليوم امتحانا في الديمقراطية ". وقالت إن انتخاب المجلس التشريعي الجديد ينقل تونس من الحالة الانتقالية إلى تأسيس الجمهورية الثانية بعد الثورة الشعبية التي انقضى عليها ثلاث سنوات. وأضافت الصحيفة في الافتتاحية التي حملت عنوان "امتحان ديمقراطي تونسي"، أن تونس أمام مفترق وعلى الشعب التونسي أن يحسن الاختيار، موضحة أن ثلاث سنوات كانت تجربة كافية كي يمعن النظر و يختار الأصلح طالما اختار الديمقراطية و التعددية وتداول السلطة وصولا إلى الحرية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. و في اليمن، واصلت الصحف تسليط الضوء حول المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة خالد بحاج، حيث لاحظت صحيفة (الثورة) في مقال لها أن " المحاصصة عمل لا يخدم النجاح بل يشل عمل الحكومات، حيث كانت المحاصصة السبب في خلل الحكومة التوافقية السابقة"، مبرزة أن العيب ليس في الأشخاص الذين يتقلدون المناصب الوزارية "وإنما في المحاصصة التي تجمع كل النقائض في حكومة واحدة ". وترى الصحيفة أن كل مجريات الوضع في اليمن تقول بوضوح " أننا أمام خارطة سياسية جديدة غير تلك التي كانت من قبل حيث أضيف لاعبون جدد على الساحة" في مقدمتهم تنظيم ( انصار الله ) التباع ل(جماعة لحوثي) ، مبرزة أنه إذا ما استمر هذا التنظيم اللعب بالورقة العسكرية والتوسع "فقد يتم قلب الطاولة عليه". وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة (الأيام ) أن زيارة المبعوث الدولي لليمن ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر لصنعاء، تأتي لمتابعة آخر المستجدات المعرقلة لتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع في 21 شتنبر الماضي من قبل الأطراف السياسية في اليمن. و نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها " إن المبعوث الدولي سيلتقي خلال زيارته الراهنة بالأطراف السياسية المعيقة لإعلان تشكيل حكومة السلم والشراكة الوطنية لإقناعها بالعدول عن قرارها بعدم المشاركة في الحكومة باعتبارها موقعة على اتفاق السلم والشراكة، وعدم مشاركتها في الحكومة قد يعرضها للعقوبات". وتحت عنوان " المشترك يعود بالأزمة إلى نقطة الصفر " ، لاحظت صحيفة ( اليمن اليوم ) أن المهلة المحددة في اتفاق السلم والشراكة لتشكيل الحكومة قد انتهت أمس" فيما لا يزال الانسداد سيد الموقف"، بعد أن أعلن تكتل أحزاب اللقاء المشترك ( تحالف أحزاب المعارضة) رفضه لصيغة التقسيم الوزاري التي كانت الهيئة الاستشارية للرئيس قد توصلت إليه بواقع (9 للمؤتمر وحلفائه، 9 للمشترك وشركائه، 6 لأنصار الله، 6 للحراك الجنوبي) . وأوضحت الصحيفة أن هذه الصيغة التي كان قد وقع عليها رئيس حزب الإصلاح (أحد مكونات تكتل أحزاب اللقاء المشترك ) محمد اليدومي، قوبلت بعد ذلك بالرفض من قبل هيئات الحزب.