ركزت الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، على لجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري والوضع الأمني في سيناء وتطورات الوضع في السودان، والتطورات الميدانية على الساحة السورية والجهود الدولية لعقد مؤتمر جنيف الثاني للسلام لتسوية الأزمة التي استمرت أزيد من سنتين، ونتائج الانتخابات البلدية في الكويت، والأحكام الصادرة في البحرين في حق المنتمين إلى تنظيم (ائتلاف 14 فبراير) السري، والوضع الأمني في العراق، ومفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية المتعثرة. ففي مصر، كشفت صحيفة (الأهرام)، نقلا عن مصادر رسمية، أن الحكومة تدرس اقتراحا بضم مشروعي قانوني مكافحة الإرهاب والمظاهرات، وإحالتهما إلى اللجنة الوزارية التشريعية لوضعهما في مشروع قانون موحد، قبل عرضهما على بعض الجمعيات المهتمة بشؤون العدالة وحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية للخروج بقانون مقبول من المجتمع. وبخصوص الوضع الأمني في سيناء، أبرزت صحيفة (الأخبار) الحملة الأمنية لمواجهة الإرهاب في سيناء والمتواصلة لليوم الثاني والعشرين على التوالي، في محاولة لملاحقة العناصر المسلحة وضبط مواقع تخزينهم للسلاح والذخيرة. ومن جهة أخرى، اهتمت صحيفة (المصري اليوم) باجتماعات لجنة الخمسين لتعديل الدستور، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة قررت تشكيل لجنة مصغرة لمناقشة مواد القوات المسلحة، في وقت انتهت فيه لجنة الصياغة من مواد رئيس الجمهورية دون أن تتضمن منصب نائب الرئيس، بينما وافقت لجنة "نظام الحكم'' على تخصيص نسبة 25 في المائة للمجالس المحلية للشباب والنساء. ونقلت الصحيفة، عن المتحدث باسم اللجنة، قوله إن طرح المسودة الأولى للدستور سيكون قبل إجازة عيد الأضحى، وأن عدد موادها لن يتجاوز 300 مادة. وعلى الصعيد الدولي، واصلت الصحف اهتمامها بالوضع في السودان في ظل الاحتجاجات التي شهدها هذا البلد. ومن جهتها، واصلت الصحف العربية الصادرة من لندن متابعة التطورات الميدانية على الساحة السورية والجهود الدولية لعقد مؤتمر جنيف الثاني للسلام لتسوية الأزمة التي استمرت أزيد من سنتين. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (القدس العربي) عن "إعلان تشكيلات مقاتلة من قوات المعارضة السورية توحدها واندماجها تحت اسم (جيش الإسلام)، الذي يضم 43 لواء وكتيبة وفصيلا مقاتلا"، مشيرة إلى أن عددا من هذه التشكيلات لا تعترف بالائتلاف الوطني السوري المعارض، أكبر تجمعات المعارضة السياسية السورية. وعلى صعيد آخر، أشارت إلى اللقاء الأول الذي عقده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول أمس السبت مع رئيس الائتلاف احمد الجربا، في إطار المساعي لعقد مؤتمر دولي للسلام في سورية، وكذا استعداد الائتلاف الوطني السوري لإرسال ممثلين عنه إلى مؤتمر (جنيف 2). ومن جانبها، نقلت صحيفة (الحياة) عن المبعوث الدولي، العربي الأخضر الإبراهيمي قوله أمس إن التحضيرات جارية لعقد مؤتمر (جنيف-2) في منتصف نونبر المقبل بهدف "تطبيق كامل" لبيان (جنيف-1) الذي نص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، مشيرا إلى أن مصير بشار الأسد عقبة حالية ومستقبلية أمام التسوية السياسية، مستدركا بالقول إنه جرى الاتفاق على ضرورة الذهاب إلى مؤتمر جنيف دون شروط مسبقة. كما نقلت الصحيفة عن المبعوث الدولي العربي قوله إن دولا عربية مثل السعودية ومصر وقطر ستحضر المؤتمر وإنه "من الأفضل" أن تحضر ايران، لافتا الانتباه إلى ضرورة حضور المعارضة السورية في وفد واحد. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الشرق الأوسط) أن تصريحات نظام الرئيس السوري بشار الأسد المتكررة تهدد بتقويض انعقاد مؤتمر (جنيف2)، وذلك بعد أن جدد النظام، وعلى لسان الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم، رفض الجلوس إلى طاولة واحدة مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بزعامة أحمد الجربا، الذي يعتبره الغرب الممثل الشرعي للشعب السوري. وكان الأسد قد أكد أمس تمسكه بعدم التحاور مع الائتلاف بقوله .. "لا نستطيع التحدث إلى منظمات تابعة لÜ(القاعدة) أو إلى إرهابيين، لا نستطيع التفاوض مع أشخاص يطلبون التدخل العسكري في سورية". وفي الإمارات العربية المتحدة، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها تحت عنوان "الاتعاظ من التجارب"، أن "فئة مهمة من الحزب الحاكم في السودان لم تجد مناصا من الاحتجاج على سياسة حكومة حزبها تجاه الأحداث التي تعصف بهذا البلد"، مشددة على ضرورة تحكيم العقل "لأن طريق العنف في مواجهة المطالب قد تؤجøج الأوضاع في بلد تشتد فيه حدة الأزمات القبلية، ويتفاقم فيه العنت الاقتصادي (...) والعنف إن استشرى فلن يكون في البلد رابح، فالكل فيه خاسرون". وفي قطر، سلطت الصحف الضوء على عدد من بؤر التوتر في العالم العربي، في مقدمتها الأزمة السورية وما تعرفه من مستجدات مرتبطة بالملف الكيماوي لنظام دمشق، ثم النزاع الطائفي الذي يتنامى في العراق و ينذر بدخول البلاد دوامة جديدة من أعمال العنف، والمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية . ففي الشأن السوري، عبرت صحيفة (الراية) عن يقينها بأن النظام السوري "كتب نهايته بيده باعترافه بحيازة السلام الكيميائي وقبوله إزالة هذا السلاح وتدميره ومن ثم خضوعه لسلطة المõفتشين الدوليين الذين يعملون وفق ا لقرار دولي ملزم" . وقالت في هذا السياق إن النظام السوري "واهم إن ظن أنه اشترى بقاءه للأبد بصفقة الكيماوي الروسية الأمريكية التي سترتد عليه عاجلا أم آجلا (..) فالصفقة التي جرت أجلت سقوطه فقط ولم تمنحه شهادة البراءة أو حسن السلوك التي يبتغيها". وبخصوص الوضع في العراق، لاحظت صحيفة (الشرق) أن العراق "يعيش هذه الأيام فوق بركان خطير يهدد بتأجيج الطائفية البغيضة التي يمكن أن تجر البلاد إلى محرقة حرب أهلية مقيتة راحت تطل برأسها من جديد، على وقع تفجيرات مجالس العزاء الآخذة في التصاعد بشكل لافت". وشددت الصحيفة على أن "قادة العراق وحكامه أمام امتحان صعب وعسير يستدعى عبوره بأمان تغليب مصلحة الوطن والتعالي فوق كل الجراح والآلام، من أجل سلامة العراق شعبا وأرضا، وحتى يتفرغ أهله إلى مسيرة التنمية والبناء ليعود إلى محيطه العربي والإقليمي فاعلا بقوة، ويلعب دوره الذي يليق بتاريخه العتيد ويتفق وعمقه الحضاري والثقافي". وفي قراءتها للمستجدات المرتبطة بمفاوضات السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أكدت صحيفة (الوطن) أن إسرائيل "هي التي تتعمد إفشال المفاوضات (...) وهو ما يهدد باندلاع انتفاضة جديدة يترتب عليها تثوير واسع للشارع الفلسطيني على نحو يتعذر معه استمرار المفاوض الفلسطيني في عملية وهمية لا رجاء فيها ولا أمل منها". وفي الكويت، واصلت الصحف اهتمامها بنتائج الانتخابات البلدية التي جرت يوم 28 شتنبر الحالي في الكويت. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة ( القبس) أن انتخابات المجلس البلدي والمشاركة "المتدنية فيها" كشفت أن المواطن، "من حيث يدري أو لا يدري، غير متفاعل مع قضايا التنمية على النحو الذي يطالب به ويتطلع إليه". وقالت إن مراقبين أجمعوا على أن نتائج تلك الانتخابات أكدت، "بما لا يقبل الشك، أن المواطن-الناخب لم يقدم خيار التنمية على خيارات أخرى مثل القبلية والعائلية والمناطقية والطائفية". كما أن هذه المشاركة، تضيف الصحيفة، تشير إلى "انعدام حماسة المواطن لاختيار مجلس يفترض أن من بين أبرز اختصاصاته التطوير العمراني، والمخطط الهيكلي العام للدولة، وتنظيم المناطق سكنيا واستثماريا وتجاريا وصناعيا وخدماتيا" . وتحت عنوان (رسالة العزوف عن التصويت وصلت والملف على طاولة البرلمان في الدورة المقبلة)، اعتبرت صحيفة (السياسة) أن "الإقبال الهزيل" على انتخابات المجلس البلدي فتح الباب واسعا أمام سيل من التكهنات والتوقعات في شأن مستقبل المجلس، الذي يعد أقدم وأعرق المؤسسات المنتخبة في الكويت، كما رسم علامات استفهام كثيرة حول مغزى استمراره واضطلاعه بدوره في ظل انصراف جمهور الناخبين عن اختيار أعضائه". ونقلت الصحيفة عن أوساط نيابية قولها إن "رسالة المواطنين الذين عزفوا عن المشاركة قد وصلت إلى كل الأطراف المعنية، ومن بينها مجلس الأمة، ولذلك يتعين على الجميع قراءتها جيدا وبتمعن"، مشيرة إلى أن هذا الملف سيكون على طاولة البرلمان في الدورة التشريعية المقبلة. وعلى خلفية مصرع شاب بمجمع تجاري مؤخرا في الكويت خلال شجار تم خلاله استعمال سلاح أبيض من قبل مجموعة من الشباب في طعن الهالك، ذكرت صحف (عالم اليوم) و(الصباح) و(الراي) و(النهار) أن وزارة الداخلية أعلنت عن تحرك عاجل لمنع تكرار العنف في المجمعات التجارية، وذلك من خلال تركيب أجهزة تقنية متطورة للكشف عن أدوات العنف والأسلحة النارية والبيضاء في المجمعات، فضلا عن تركيب كاميرات مراقبة. وفي البحرين، اهتمت صحف (الوطن) و(الوسط) و(الأيام) و(البلاد) و(أخبار الخليج) بصدور أحكام بالسجن تتراوح ما بين 5 و15 سنة، أمس الأحد، في حق 50 متهما بالانتماء إلى تنظيم (ائتلاف 14 فبراير) السري. كما أبرزت الصحف تأكيد مجلس الوزراء بأن الحكومة "أفشلت كل المراهنات على أفكار السياسة الطائفية التي تقوم على الإقصاء أو الاجتثاث أو المحاصصة لأنها لم تسمح منذ البداية لمثل هذه الأفكار المتطرفة أن يكون لها مجال للتطبيق في الحياة السياسية في البحرين". وأكد مجلس الوزراء، تضيف الصحف، على "ضرورة التمييز بين ما تواجهه البحرين من إرهاب منظم من طرف جماعات إرهابية ذات أجندات خاصة لا علاقة لها بأي مذهب وبين التوترات والصراعات الطائفية الموجودة في بعض المجتمعات الأخرى". وأشارت الصحف، من جهة أخرى، إلى أن الحكومة عبرت عن الأمل في استمرار حوار التوافق الوطني بحضور جميع الأطراف المشاركة فيه، وأكدت أن أي طرف من هذه الأطراف لم ينسحب باعتبار أن من قاطع جلسات الحوار (المعارضة) أعلن حينها أن مشاركته معلقة ولم ينسحب. وفي الأردن، ركزت الصحف الأردنية على الأحداث التي يشهدها السودان، عقب قرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات، وما نتج عنه من احتجاجات شعبية، وكذا ما ينطوي عليه من تهديدات للاستقرار والسلم الاجتماعي بهذا البلد. ففي مقال بعنوان "إسقاط الحكومة السودانية رؤية لصومال آخر"، كتبت صحيفة (السبيل)، "مضت على القرار أكثر من 48 ساعة، وتداعيات ردة فعل الجمهور غضب (شديد) في النفوس، تمخض عنه مظاهرات في عدة مناطق، وهذا أمر طبيعي لقرار كبير في ظل ظروف استثنائية، لكن الأمر المثير الانفلاتات التي صاحبت تلك الاحتجاجات المشروعة من حرق للممتلكات العامة والخاصة، هذا ما يصيب حق التظاهر السلمي بالالتباس، فالدستور قد كفله، ولكن ما تفرزه تلك التظاهرات يهزم هذا الفعل الثوري بالضربة القاضية". وأضافت أن "الذي يبعث على القلق حقا العنف المتزايد الذي لازم الاحتجاجات الأخيرة، سرقة ونهب وحرق، مما يؤكد النتيجة الحتمية، التي يراها المراقبون أن أي محاولة لاسقاط الحكومة بالقوة ستولد عنفا، وتمزيقا للسودان لن ينتهي...، فهذه معركة وطنية تخص الحكومة في الخروج منها منتصرة بسياسة الاصلاح الاقتصادي، وفي ذات الوقت تهم الشعب في الحفاظ على كيان الوطن من الانخراط في رحلة صوملة أخرى". وأضافت أنه "ينبغي للنظام السوداني أن يتحلى ببعض الرشد، وذلك بالاستجابة لمطالب الإصلاح الشامل التي تعني تعددية حقيقية، ... وفي حين رفض كبار في الحزب الحاكم الرد بالرصاص على المحتجين، فإن عليهم أن يدفعوا في اتجاه الدعوة إلى إصلاحات شاملة تلبي مطالب الناس، وليس الاكتفاء بإدانة ما جرى من قتل".