في الوقت الذي ينتظر أن يحسم فيه رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في موضوع اندماج مجموعتي "لافارج" و"هولسيم"، المتخصصتين في صناعة الإسمنت بالمغرب، قبل نهاية الشهر الجاري، عبر دومينيك درووي، المدير العام لمجموعة هولسيم المغرب، عن عدم ارتياحه لتراجع قطاع صناعة الإسمنت في البلاد. إفريقيا الغربية.. الملاذ الجديد وبينما شرعت "هولسيم المغرب" في البحث عن منافذ دولية جديدة لتصدير منتوجها من الإسمنت نصف المصنع نحو إفريقيا الغربية، اعتبر "درووي" أن قطاع الإسمنت في المغرب يعيش أياما صعبة بفعل تراجعه بمستويات كبيرة، بلغت نسبة 4.4 في المائة خلال الفترة الممتدة ما بين يونيو 2013 ويونيو 2014، نتيجة تراجع الطلب على هذه المادة، وانخفاض أداء قطاع البناء والأشغال العمومية في المغرب. وكان استهلاك المغرب من الإسمنت قد سجل مستويات قياسية على مستوى استهلاك الإسمنت خلال سنة 2011 تزامنا مع الربيع العربي، بفعل ارتفاع الاستهلاك إلى 16 مليون طن من الإسمنت في المغرب، نتيجة تزايد نشاط القطاع الموازي غير القانوني، وانحسار الفقاعة العقارية بفعل تراجع الطلب على اقتناء الوحدات السكنية الفخمة والمتوسطة والسكن الاجتماعي. ولم يُخف المدير العام لمجموعة هولسيم المغرب، تشاؤمه من مستقبل أداء قطاع صناعة الإسمنت في المغرب خلال السنتين القادمتين، لكنه اعتبر في نفس الوقت أن التصدير نحو إفريقيا الغربية يعتبر أحد الحلول الملائمة التي يمكنها إنقاذ الموقف. صفقات لهولسيم بالكوت ديفوار وفي هذا الإطار، قال المدير العام لمجموعة هولسيم المغرب، إن هذه الأخيرة تمكنت من الحصول على صفقة ضخمة لتصدير نحو 700 ألف طن من الإسمنت النصف المُصَنَّع "مادة الكلينيكير"، نحو الكوت ديفوار، و200 ألف طن إضافية نحو بلد إفريقي آخر لم يفصح عن اسمه. و"الكلينيكير"، وهي مادة لا توجد في دول إفريقيا الغربية، وتعتبر المادة الأولية الأساسية التي يتم تحويلها إلى الإسمنت عبر طحنها وخلطها بمواد كيماوية، لتتحول إلى إسمنت قابل للاستعمال في قطاع البناء والأشغال العمومية. وقال دومينيك في مؤتمر صحفي عقده بمقر بورصة الدارالبيضاء، اليوم، لتقديم النتائج المالية النصف سنوية لمجموعة هولسيم، إن حجم الإنتاج الإجمالي لقطاع الإسمنت في المغرب يبلغ 20 مليون طن في الوقت الذي بلغ فيه استهلاك المغاربة 14.3 مليون طن، وهو ما يعني أن هناك 6 ملايين طن لا تستهلك، وينبغي توجيهها لأسواق جديدة. نتائج مالية إيجابية واعترف المدير العام لمجموعة هولسيم المغرب، أن المستوى الذي يتجه إليه السوق المغربي، هو المستوى العادي الذي ينبغي أن يكون فيه. وقال "نتوقع العودة إلى المستوى العادي بحلول سنة 2015 أي أقل من 14 مليون طن، وهي السنة التي سيصل فيها الاستهلاك الإجمالي من الإسمنت من طرف المغاربة نحو 13.7 مليون طن". وأكد دومينيك درووي المدير العام لمجموعة هولسيم المغرب، أن ناتج الاستغلال للمجموعة في المغرب، بلغ 1.74 مليار درهم خلال النصف الأول من السنة الحالية، مقابل 1.6 مليار درهم خلال نفس المدة من سنة 2012، مسجلا بذلك زيادة بنسبة 9 في المائة. وأورد المدير العام لمجموعة هولسيم المغرب، أن نتيجة الاستغلال بلغت 524.52 مليون درهم في الستة أشهر الأولى من السنة الجارية، مقابل حوالي 450 مليون درهم، مسجلة ذلك زيادة بنسبة 17 في المائة. وارتفعت النتيجة الصافية الموطدة لمجموعة هولسيم المغرب، وفق دومينيك درووي، بنسبة 20 في المائة، حيث انتقلت من حوالي 270 مليون درهم في النصف الأول من سنة 2013، إلى 324 مليون درهم في نفس المدة من سنة 2014.