هو محمد صارم الحق الفاسي الفهري، الذي عين أخيرا مديرا للمركز السينمائي المغربي، خلفا لنور الدين الصايل. ينتظر منه الكثيرون أن يكون اسما على مسمى؛ أن يكون "صارما" غير مُحاب لأحد في قطاع سينمائي يموج بالإغراءات، وأن يكون "محقا" في قراراته. صارم الفهري يستحق أن يحل على نادي "الطالعين" هذا الأسبوع في هسبريس، لاعتبارات كثيرة، ليس أقلها إعلانه التخلي عن العمل في الإنتاج السينمائي، مهنته الرئيسية قبل تعيينه مديرا لCCM، وذلك تفاديا لأي تضارب في المصالح يمكن أن يحدث بين تسيير المركز والإنتاج السينمائي. ولعل ما يشفع لصعود أسهم "صارم" أنه كان بدا شجاعا وهو يتعهد برفع تحدي إعادة الجمهور إلى القاعات السينمائية التي صارت خاوية على عروشها هجرها الناس إلى مشاهدة الفضائيات ووسائط التكنولوجيا الحديثة، وهو تحد صعب خوضه غير أن مجير المركز أعلن أنه لها. صارم الفهري قد يكون مجديا للقطاع السينمائي المغربي، ليس فقط لأنه شخص تقني وابن المجال ترعرع فيه بعيدا عن التنظير و"الشفوي"، بل لأنه استطاع تكوين شبكة واسعة من العلاقات الهامة، كما ساهمت شركته الإنتاجية في تنفيذ عدد من الأفلام المغربية والأجنبية بالبلاد. ويُحسب للفهري، الذي ساهم بقوة في في إعداد "الكتاب الأبيض" لتأهيل السينما في المغرب، وأشرف على تنظيم مناظرات واتفاقيات متعددة حول السينما، أن تعيينه لتسيير دفة الCCM تحقق رغم أنه اسم "مجهول"، منافسا بذلك أسماء معروفة لدى قطاع عريض من المغاربة.