أثار الحكم القضائي بحبس مواطن بريطاني أربعة أشهر، بتهمة ممارسة "الشذوذ الجنسي" مع شاب مغربي، غضب عدد من النواب البرلمانيين البريطانيين الذين دعوا إلى مقاطعة المغرب وعدم زيارته، بدعوى أن المواطن البريطاني بريء من التهمة المنسوبة إليه، وتم "تلفيق تهمة الشذوذ الجنسي له دون وجود أدلة قوية". ويتعلق الأمر بالمواطن البريطاني راي كول، البالغ من المغرب 70 سنة، والذي تمت إدانته بتهمة الشذوذ الجنسي، حسب ما أعلن عن ذلك ابنه أمس عبر الفايسبوك، قبل أن يطالب السلطات المغربية بإطلاق سراح والده. وحسب الرواية التي قدمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فإن مواطنا بريطانيا وشابا مغربيا في عقده الثالث تم اعتقالهما يوم 18 شتنبر الجاري، في مجمع تجاري في حي كليز بمدينة مراكش، بعد أن قاما بتصرفات تم اعتبارها ممارسات جنسية شاذة". هذا الاعتقال والسجن لم يستسغهما عدد من النواب البرلمانيين البريطانيين المنتمين لحزب المحافظين البريطاني، حيث أطلق النائب البرلماني شارل إلفيك دعوة لمقاطعة المغرب، وهي الدعوة التي استجاب لها لحد الآن اثنان من النواب البرلمانيين المنتمين لنفس الحزب. وقال إلفيك، في تصريحات نقلتها الصحافة البريطانية، إنه يحذر البريطانيين من التوجه إلى المغرب، "حيث أنهم قد يواجهون تهما خطيرة دون توفر أية أدلة، والخطير أن هذه التهم تعود للعصر الوسيط". النائب البريطاني حاول اللعب على الوتر الحساس للمغرب وهو إخافة السياح البريطانيين من التوجه للملكة، وقال "المغرب لم يعد وجهة آمنة للسياح البريطانيين". وأفادت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي تابعت الملف عن كثب، أن "الشاب المغربي رفض كل التهم الموجهة إليه، وبأنه يعرف المواطن البريطاني عن طريق ابنته التي تشتغل في السلك الدبلوماسي"، مردفة أن "الصور التي تم العثور عليها في هاتفي المتهمين" أدت إلى إدانة المواطن البريطاني والشاب المغربي بالسجن لمدة أربعة أشهر لكل واحد. من جهته كتب نجل البريطاني المعتقل، على صفحة الفايسبوك التي تم إنشاؤها خصيصا لمساندة المواطن البريطاني، أن والده كان في زيارة إلى "صديقه المغربي"، قبل أن يتم اعتقاله من طرف الشرطة، وخلال تفتشيهما تم "العثور على صور اعتبرتها الشرطة المغربية صورا لأوضاع شاذة"، واصفا المحاكمة بكونها "مهزلة حقيقية". وإلى حدود الآن لم يجد نداء النواب البريطانيين لمقاطعة المغرب أي صدى على الأقل خلال المدى القريب، غير أن مثل هذه الدعاوي قد لا تخدم مصالح المغرب الذي ارتفع عدد السياح البريطانيين القادمين إليه خلال السنوات الأخيرة..