هجروا أسرهم يوم العيد، وآثروا أن يشتغلوا مهنا موسمية مرتبطة بيوم عيد الأضحى، رغبة في تحصيل رزق يعينهم على متطلبات الحياة. شبان وقاصرون اعتادوا العمل خلال الفترة الصباحية ليوم عيد الأضحى،يبدأون تحركهم بعد صلاة العيد مباشرة، منهم من يختار مكانا محددا، ومنهم من يجوب شوارع المدينة بحثا عن رزقه. شي الرؤوس: كل واحد وجهدو محمد شاب من مكناس، قدم لقضاء عيد الأضحى رفقة أخته المتزوجة بمدينة الناظور، "منذ أربع سنوات أقصد بيت أختي أيام عيد الأضحى ليس للاستمتاع بالجو العائلي، وإنما للعمل" يقول الشاب الثلاثيني، الذي يشتغل في شي رؤوس الخرفان بأحد أحياء المدنية. محمد يعمل على شي رؤوس الخرفان دون تحديد سومة لزبانئه بالحي الذي اتخذه منذ سنوات مكانا لمزاوله المهنة التي يمارسها مرة كل سنة، "لا أشترط ثمنا محددا، هناك من يمنحني 30 رهما وآخرون 50 درهما، وكل واحد وجهدو وجودو " يقول محمد لهسبريس، وهو لا يتوقف عن تقليب رأس خروف في النار التي أشعلها. الهيدورات نحو فاس شباب وقاصرون، يجوبون أحياء المدينة على عربات مجرورة بدواب، وأخري يدوية، وأخرون بشاحنات صغيرة و سيارات، يقومون بجمع فراء الخرفان "الهيدورات"، لإعادة بيعها لأصحاب شاحنات قدموا من مدينة فاس لهذا الغرض. رشيد البدوي شاب في الثانية والثلاثين من العمر، يقود عربة بداية، يجوب أغلب شوارع المدينة للمّ ما تيسر من فراء الخرفان، "أضحي بالفترة الصباحية من العيد لأقوم بجمع "الهيدورات"، حيث أقوم بإعادة فرزها وبيعها لأصحاب المدابغ الذين أرسلوا شاحنتهم هنا" يقول رشيد، ويسترسل متحدثا لهسبريس " أبيع "الهيدورة" الواحدة ب20 درهما إذا كانت كبيرة الحجم وغير متضررة، في حين ينخفض الثمن إلى النصف إذا كانت مجروحة أو صغيرة". رشيد يقرّ أن هذا العمل الموسمي يدر عليه مبلغا محترما يساعده على استعادة ما صرفه في العيد، ويقول "أبي متوفي ولم يترك لي غير العربة والدابة، وبالمقابل ترك لي 4 أخوة وأمي، إذا أنا مضطر للعمل من أجل سد حاجياتهم، والعمل خلال يوم العيد يمكنني من تعويض ما صرفته في العيد..الرزق كيبغي الحركة". جزار لنصف يوم سعيد أربعيني من مراكش يشتغل في محل لبيع الأغطية بالناظور، غير أنه يتحول إلى جزّار يوم العيد، خلال حديثه مع هسبريس أكد أن الجزارة ليست مهنته ويقر أنه تعلمها خلال فترة الصبا عندما كان يساعد والده في ذبح الأضحية، موردا أن ساعات العمل الصباحية بعد صلاة العيد تدر عليه مبلغا بسيطا يمكنه من تعويض ثمن الأضحية. ويضيف سعيد المراكشي كما يحلو له أن يسمي نفسه " أقوم بذبح 8 خرفان على الأكثر بثمن 150 درهما أو مائتين للخروف، وذلك بمساعدة إبني، فعلا هي ساعات متعبة لكن الحاجة هي التي جعلتني أغادر بيتي بحثا عن مورد رزق موسمي". سعيد ورشيد ومحمد، عينات من بين العشرات من مزاولي المهن التي تبدأ يوم العيد وتنتهي في المساء، أغلبهم دفعتهم ظروف الحياة الصعبة لأن يوثروا على أنفسهم قضاء العيد في جو أسري وراحة، ممنين النفس بجمع بعض المبالغ التي تعينهم على سد حاجيات أبنائهم وأسرهم.