باتت كأس العالم لألعاب القوى، في صيغتها القديمة وكأس القارات في صيغتها الجديدة، التي تتبارى فيها المنتخبات القارية، موعدا هاما للغاية يجمع كل أربعة أعوام صفوة ألعاب القوى العالمية. ففي سنة 1974 كلفت مجموعة عمل منبثقة عن الاتحاد الدولي لألعاب القوى ببحث إمكانية تنظيم بطولة للعالم في أم الرياضات تحت إشراف الاتحاد. وتولى رئاسة هذه المجموعة العداء الهولندي أدريان باولن الذي أصبح في ما بعد رئيسا للاتحاد ( 1976 -1981). وقبل تنظيم أول نسخة لبطولة العالم عام 1983 في هلسنكي كانت الألعاب الأولمبية بمثابة بطولة عالمية للممارسي هذه الرياضة، وبالتالي أضحى تنظيم بطولة عالمية لألعاب القوى ضرورة ملحة ومن أسبق أسبقيات أجندة الاتحاد الدولي للعبة. وهكذا أقيمت أول كأس للعالم لألعاب القوى عام 1977 بمدينة دوسلدورف (ألمانيا الغربية سابقا) شارك فيها ما لا يقل عن 309 من الرياضيين من 54 بلدا وحضر منافساتها على مدى ثلاثة أيام حوالي 135 ألف متفرج، وسجل المنظمون وقتئد أرباحا صافية بلغت 520 ألف دولار أمريكي تأتت بالأساس من حقوق النقل التلفزي. وخلال النسخة الأولى لكأس العالم تم تسجيل رقم قياسي عالمي جديد في سباق 100 م أربع مرات تناوب من قبل الرباعي الأمريكي بيل كولنس وستيف رديك وكليف ويلي وستيف وليامس. وفاز بلقب الذكور منتخب ألمانيا الشرقية سابقا، بينما كان اللقب لدى الإناث من نصيب منتخب أوروبا. ومن النتائج الملفتة المسجلة في الدورة، فوز العداء الأمريكي الشهير إدوين موزس بسباق 400م حواجز في ظرف 47 ث و 58 جزء المائة والعداءة إرينا شوينسكابوم بسباق 400م مستوية إناثا بتوقيت 49 ث و 52 .ج.م، بينما تمكنت روزي أكرمان من قفز ما علوه 98ر1 م. وأقيمت الدور الثانية من كأس العام عام 1979 في مونريال (كندا) حيث سجلت أول مشاركة مغربية بواسطة بطلتي إفريقيا في 400م حواجز فاطمة الفقير ورمي القرص زبيدة العيوني. أما باقي الدورات فنظمت تباعا سنوات 1981 في روما (إيطاليا) و1985 في كانبيرا (أستراليا) و1989 في برشلونة (إسبانيا) و1992 في هافانا (كوبا) و1994 في لندن (بريطانيا) و1998 في جوهانسبورغ (جنوب إفريقيا ) و2002 في مدريد (إسبانيا) و2006 في أثينا (اليونان) . وفي يوم 21 نونبر 2008 قرر مجلس الاتحاد الدولي لألعاب القوى تغيير صيغة المسابقة وتسميتها، فأصبح يطلق عليها كأس القارات عوض كأس العالم استجابة لطلبات الجمهور والمتدخلين في المجال لاسيما مالكي حقوق النقل التلفزي . ومن المستجدات التي حملتها الصيغة الجديدة إلغاء مشاركة بعض المنتخبات الوطنية والاكتفاء فقط بالمنتخبات القارية، ذلك أن النظام الجديد يقضي بمشاركة أربعة فرق عوض ثمانية وهي أوروبا وأمريكا (الشمالية والوسطى والجنوبية ) وآسيا - أوقيانوسيا وإفريقيا ، علما بأنه كان يتم في السابق وضع ترتيب للذكور وآخر للإناث ثم ترتيب عام بينما يتم حاليا وضع ترتيب عام واحد يشمل الذكور والاناث. وكان لكل فريق الحق في المشاركة بعداء واحد في كل سباق أو مسابقة، فيما يمكنه الآن المشاركة بعداءين وبثلاثة في سباقات المسافات المتوسطة ابتداء من 1500م،علما بأن نظام التصفيات القارية الجديد يفرض عدم مشاركة أكثر من عداء أو عداءة من نفس البلد وهو أمر تتضرر منه إفريقيا أكثر من غيرها. أما الترتيب فيتم وضعه على أساس مجموع النقط المحصل عليها في فئتي الذكور والإناث إذ يتم التنقيط من 8 إلى 1 . وأقيمت أول دورة حسب النظام الجديد في سبليت (كرواتيا) عام 2010 وتوج بلقبها منتخب أمريكا برصيد 5ر422 نقطة متقدما على المنتخبين الأوروبي (417 ن) والإفريقي (293 ن ). وسيتم تقديم النسخة الثانية لكأس القارات بمراكش للصحافة يوم الجمعة المقبل بملعب مراكش الكبير الذي سيحتضن منافسات هذه التظاهرة العالمية يومي 13 و 14 شتنبر الجاري والتي رصد لها الاتحاد الدولي لألعاب القوى جوائز مالية تصل قيمتها الإجمالية إلى مليونين و900 ألف دولار أمريكي سينال منها صاحب المركز الأول في كل سباق أو مسابقة 30 ألف و15 الف للثاني و10 آلاف للثالث إلخ ...، بينما سيحصل كل رياضي تمكن من تحطيم رقم قياسي عالمي على مكافاة مالية قدرها 50 ألف دولار. *و.م.ع