ما يزال الجدل رائجا حول فيروس "إيبولا" وتهديده لمجموعة من الدول، خصوصا المنتمية لإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.. وباعتبار الانتماء الجغرافي للمغرب إلى ذات القارة، وكذا إشرافه على تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم، ضمن دورة العام 2015، فقد أصبح اسم البلد متداولا كمهدد بهذا الوباء القادم من الجنوب. عدد الوفيات بالدّاء القاتل تخطت ال1069 في حصيلة مؤقتة قابلة للارتفاع، بينما توجد تأكيدات عن 1975 حالة حاملة للفيروس أو مشتبه في إصابتها ب"إيبولا".. غالبيتها من دول غينيا وسيراليون وليبيريا، إلى جوار نيجيريا. استطلاع أجرته جريدة هسبريس الإلكترونية، عمّا إذا كان "تنظيم المغرب لكأس إفريقيا، مطلع العام المقبل، قد يهدد بانتقال إيبولا للمملكة"، عرف مشاركة ما ينيف عن 19000 مصوّت، قرابة ال14036 منهم اختاروا الإجابة ب"نعم"، أي بنسبة 73.68%، في حين أبرز زهاء ال5015 اطمئنانهم وهم يحققون نسبة 26.32% ممّن لا يرون أي خطر في تنقل جماهير الفرق المؤهلة صوب المدن المغربية التي ستحتضن التظاهرة الكروية القارية. وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، في تعليق منه على نتائج استطلاع هسبريس أكد عدم وجود أي تخوف من انتقال العدو، بعكس ماجاء به الإستطلاع، وقال في تصريح للجريدة الإلكترونيّة: "منظمة الصحة العالمية قالت إنه حتى إغلاق الحدود، كما وقع في السينغال، ليس حلا للقضاء على العدوى، بل يجب التحسيس بالمرض والمراقبة والعلاج عن قرب". كما أضاف أوزين: "التخوف هو تعاط مشروع، أمّا بالنسبة لنا فهو يدفعنا لرفع التحدي لأن الوفود التي ستزورنا في كأس إفريقيا للأمم ستكون مرافقة بطواقم طبية، كما ستكون هناك مراقبة صحية هنا في المغرب، مع تقرب من الناس بأخذ كل الاحتياطات الاحترازية، فليست منافسات الكأس القارية هي الوحيدة التي ستجلب العدوى إذ أن المغرب تربطه بدول افريقيّة عدة رحلات جوية يومية، بينما المراقبة ستكون أكثر تشددا وقربا وصرامة مع اقتراب موعد الCan2015". واعتبر وزير الشباب والرياضة أن الأمر ليس باعثا على الخوف أو دافعا للتراجع/"لا يمكن أن يخيفنا الأمر أو يجعلنا نتراجع، الأكيد أن الإحتياطات يجب تفعيلها دون التراجع عن التزاماتنا وتعهداتنا، إذ لدينا الثقة المعززة بتصريحات وزير الصحة، الحسين الوردي الذي ننسق معه بشكل يومي، والذي أكد غياب أي إشكال في هذا المنحى وأن المراقبة الشديدة مع تتبع الصرامة في تأطير هذه العملية ككل بإمكانها إزالة المخاطر بشكل كلّي". من جهة أخرى، أكد الدكتور عبد الرحمان بلمامون، رئيس قسم الأمراض المعدية بوزارة الصحة، أن فيروس "إيبولا" معروف منذ سنة 1976 ولم يسجل أبدا أن تجاوز المكان الذي يتواجد فيه، موردا في تصريح لهسبريس أن أغلب الدول المتضررة هي القريبة من غينيا كوناكري. وأضاف بلمامون، ضمن ذات التصريح لهسبريس، قوله: "الفيروس لا يمنح الفرصة للمريض كي ينقله إلى آخر، لأنه مرض فتاك لا ينتقل عن طريق الهواء بل عن طريق الوسائل البيولوجية، كالدم واللعاب وغيرهما، و لكي ينتقل من شخص لأخر يجب أن يكون هناك قرب و اتصال، وأن يتلم تلمس الدم وغير ذلك من آليات العدوى المشابه، وهذا يبرز أن التهديد غير موجود، أو يمكن أن نقول إنه ضعيف جدا". أمّا عن انتقال المرض عبر تنقل الجماهير من دول جنوب الصحراء الكبرى لمتابعة نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقامة قريبا بالمغرب، يرى الدكتور بلمامون أن الأمر غير منطقي بحكم كون المصاب بالمرض لا يمكنه أن يسافر من أجل متابعة مباراة في كرة القدم، مشددا على أن التدابير التي تروم منع انتقال الوباء إلي بلدنا قد اتخدت بصرامة كبيرة. وزاد ذات الخبير والمسؤول الصحي المتحدث لهسبريس: "الإجراءات يجب أن تفعّل على حدود الدول التي يأتي منها الوباء، وأساسا غينيا وليبيريا وسيراليون ونيجيريا، أمّا الإجراءات المفعّلة بالنقاط الحدودية المغربية فهي تتسم بالمهنية العالية.. هنا أؤكد أنه لا وجود لأي خطر يهدد المغرب من جراء تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم مطلع السنة المقبلة".