دخلتْ وزارَة الصحَة على خطِّ وفاة الطالب مصطفَى مزياني، في أعقابِ إضرابهِ عن الطعام ل72 يومًا، لتقدمَ تفاصِيل عن المتاعب الصحيَّة التِي عانَى منها إبَّان استشفائه بفاس، مثيرة ما قالت إنّها جهُود بذلتْ لمعالجته فِي ظلِّ إصرارهِ على خوضِ "معركة الأمعَاء الخاويَّة" احتجاجًا على طردهِ من الجامعة. بيانٌ لوزارة الصحَة ذكرَ أنَّ مصطفى مزياني، البالغ قيد حياته ثلاثين عامًا، استقبل بمستعجلاتِ ابن الخطيب بفاس في ال19 من يوليوز المنصرم، بعد توجيهه من قبل طبيب المؤسسة السجنيَّة "عين قادوس"، على إثر ظهور علامات اجتفاف، ممَّا استلزمَ إخضاعهُ لفحصواتٍ طبيَّة وبيولوجيَّة. الحالةُ الصحيَّة للطالب مزيانِي، الذي كانَ قدْ اُعتقل في الثاني والعشرين من يونيو الماضي بسبب الاشتباهُ بضلوعه في مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي، بالحرك الجامعي ظهر المهراز بفاس، ستعرفُ تحسنًا بعد تلقي العلاجات الضرورية، حسب الوزارة، بيدَ أنَّ بقاء مزياني مضربًا صعبَ عمليَّة العلاج، حيثُ إنهُ رفضَ الحقن بالمصل في بعض الأحيان. ويقول بيان الوزارة إنّه في ال31 من يوليوز اشتكى مزياني من اضطرابات حسية في الجهاز العصبي، وتحديدا ضمن الوظائف السمعية والبصرية، فيما لم يقدم خضوعه للفحص بالسكانير إلى الإبانة عنْ أي خلل على مستوى الدماغ. إضراب الطالب القاعدِي الراحل عن الطعام سيتوصلُ حتى نقله إلى مصلحة الجهاز العصبي بالمركز الإستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، في الرابع من غشت الجاري، حيثُ جرى استقباله بمصلحة الإنعاش والتخذير وهو في وضعية غيبوبة، يشكو من مضاعفات جهازية عامة ناتجة عن إضرابه عن الطعام لأكثر من 60 يوما. لدى إيداعه بمصلحة الإنعاش والتخدير، توردُ وزارة الصحة، أنَّ مزياني استفاد من فحوصات واشوفات مخبرية وإشعاعية الضرورية من قبيل فحص سكانيرSCANER ، جهاز الرنين المغناطيسيIRM ؛ أبانت أن المريض يشكو من التهاب دماغي ناتج عن نقص فيتاميني حاد على مستوى الرأس حيث تم تعويض النقص بواسطة مكملات فيتامينية. وإزاء انخفاض درجة حرارة مزياني، والنقص الحاد المسجل في مناعته، زيادةً على الارتشاح الرئوي الذي كان يعاني منه تم إخضاعه لمضادات حيوية واسعة، يقول البيان نفسه، قبل أن تعرف وضعيته الطبية تدهورا مضطردا أدى إلى ضائقة تنفسية حادة وكذا استمرار غيبوبته رغم محاولات الطاقم الطبي الذي كان يشرف على حالته إنقاذ حياته. وتخلصُ وزارة الصحى، إلى أنَّ الفرق الطبية بذلتْ مجهودات كبيرة لأجل إنقاذ حياة مصطفى مزياني، وأنها استعانت بكل التجهيزات الطبية والخبرات، بيد أنَّ إصراره على مواصلة الإضراب عن الطعام وما ترتب عنها من مضاعفات، حالت دون إمكانية إنقاذه. ففارق الحياة، أوَّل أمس، متأثرًا بفشلٍ حاد لكافَّة أجهزته الباطنيَّة.