كل شيء "تمام"، في معجزة فوز مستشار بنكيران خارج كل التوقعات فاز المهندس عبد الرحيم شيخي برئاسة حركة التوحيد والاصلاح ،الدراع الحاضن لحزب العدالة والتنمية، خلفا للمهندس محمد الحمداوي، في عملية تبادل الأدوار والمهام. اذ فاز الحمداوي بمنصب شيخي السابق، منسق مجلس الشورى للحركة زمن هيمنة المهندسين تفضيل قيادات مدنية على قيادات دينية، وهيمنة المهندسين على المؤسسات المقررة للحركة، لا غبار عليها تنافست في الدور الأول أربعة أسماء وازنة، زيادة على المستشار الرئاسي عبد الرحيم شيخي، على المنصب، وهي الدكتور أحمد الريسوني والدكتور حماد مولاي عمر والدكتور سعد الدين العثماني والأستاذ أوس الرمال ، ليحسم المؤتمرون السباق باختيار المهندس عبد الرحيم شيخي، الذي كان حل خامسا في الدور الأول، رئيسا جديدا للحركة 296 صوت مقابل 200 صوت للفقيه الريسوني ،فيما حصل الدكتور سعد الدين العثماني على صوت واحد، في سابقة غريبة، رغم أنه انتخب رئيسا للمجلس الوطني لحزب المصباح، الدراع السياسي للحركة. ويشكل هذا الاختيار مفاجئة لكل الجهات، التي لا تدخل في المعادلة حساب وتقنية وأجندة مهندسي(..)الحركة ،و استغرب المتتبعون الذين رجحوا أسماء مؤهلة، لم يكن عبد الرحيم شيخي من بينها. وأكثر من هذا اعترف المستشار الرئاسي "شيخي" ،نفسه بالمفاجأة المبرمجة وقال: تفاجأت برئاستي لحركة التوحيد والإصلاح (تصريح لهسبريس12 غشت 2014).مما قد يعني أن سرية العملية ، تقترب من تقنية "الانقلاب" ،لإبعاد الأصوات الشاذة من قيادة الحركة. ولم يُخف العالم أحمد الريسوني، الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح، تفضيله للنائب الأول الحالي لرئيس الحركة، مولاي عمر بن حماد، وكشف الريسوني، في مقال على موقعه في الانترنت، كيف جرت عملية "تمام" ،في رسالة "تأبين" لفوز مستشار بنكيران الوزير مصطفى الخلفي، خارج قيادة الحركة غادر مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة، قيادة الحركة، وتم الاحتفاظ بزميله في الحكومة، وزير الدولة النافذ عبد الله بها، مما يبطل كل ادعاء أو تمايز، بين الدعوي والسياسي للحركة وبعد تقليص عدد أعضاء المكتب التنفيذي ،عين الرئيس الجديد، كلا من الدكتور مولاي عمر بن حماد نائبا أولا والأستاذة فاطمة النجار نائبة ثانية للرئيس، في سابقة محمودة، كما تم تعيين المهندس محمد الحمداوي منسقا عاما لمجلس الشورى، أما الأعضاء الأحد عشر الجدد للمكتب التنفيذي هم : أحمد الريسوني، عزيزة البقالي، أوس رمال، محمد البراهمي، عبد الله بها، صالح النشاط، عبد الجليل الجاسني، خالد الحرشي، محمد يتيم، امحمد الهلالي، ومحمد سالم بايشا، على أن يتم استكمال باقي أعضاء المكتب التنفيذي للحركة بعد انتخاب مسؤولي الجهات. اختار الحمداوي الألمان بديلا للإخوان المسلمين "تيسر" للمهندس محمد الحمداوي، الرئيس السابق لحركة التوحيد والاصلاح ، استيعاب نظرية ألمانية في المانجمانت العصري، واختار تقنية مدرسة المانية في التخطيط، تقنية "تمام"، أي "تخطيط المشاريع بالأهداف المبنية على حل المشاكل"، واعتمدها في تطوير الجهاز التنظيمي لجماعته، بعيدا عن العقل الاسلامي المحافظ وطريقة تفكير وتنظيم الاخوان المسلمين. هدية بنكيران لحصاد و"ميساج" لغيره(..) لكن للإنصاف، يبقى فضل تنزيل تقنية "تمام" وقبول ادخالها لتدبير مؤسسات الجماعة، للسيد عبد الاله بنكيران، رغم انه اعترف بصراحته وعفويته المعهودتين ،"بعدم فهمه لها". وهي قصة أخرى لا يتسع المجال لسردها ،رغم أنها، تساعد على فهم ،"معجزة" فوز عبد الرحيم شيخي، وقفزه من الدور الخامس، للمنصب الأول، في تجربة انتخابية فريدة داخل المنظمات الاسلامية، قد تصلح نموذجا، للمهندس محمد حصاد، وزير الداخلية، في حالة استمرار تدبير وزارته لعملية الانتخابات المقبلة. والله اعلم