قبيل الساعات الأخيرة من انطلاق الانتخابات الرئاسية التركية المقررة يوم الأحد، اختار المرشحان البارزان رجب طيب أردوغان وأكمل الدين إحسان أوغلو، خلال حملتهما الانتخابية "الهروب" من أنقرة إلى مناطق أخرى من أجل تأمين المزيد من الأصوات لصالحهما. فبينما اختار رئيس الحكومة أردوغان مدينة "قونيا" لتكون المحطة الأخيرة له ضمن جولاته الانتخابية التي بدأها منذ إعلان "حزب العدالة والتنمية" ترشيحه لمقعد الرئاسة. توجه مرشح المعارضة إحسان أوغلو إلى مدينة إسطنبول لتنظيم جولة حاشدة على أهم مقاطعات المدينة، وإظهار قوته الانتخابية في مدينة تحسب على غريمه اللدود. فمن ميدان مقاطعة عثمان غازي باشا، كانت بداية جولة أكمل الدين إحسان أوغلو، التي رافقها موفد هسبريس، على متن حافلة مكشوفة رفقة طاقمه الانتخابي وأهم نواب وعمداء حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية الداعمين الرئيسيين له في الرئاسيات التركية، والتي سيتم خلالها التصويت لأول مرة على رئيس الجمهورية التركية الجديد بشكل مباشر. في مختلف تجمعاته التي زارها عبر حافلته والتي همت مناطق أيوب، الفاتح، باشا كشير وغيرها، كان إحسان أوغلو يحاول أن يؤكد في خطاباته بأنه مرشح توافقي لجميع الأتراك وليس كأردوغان الذي يحاول تكريس التفرقة بمنطق ديكتاتورية الأغلبية، وأن برنامجه الانتخابي تحت شعار "من أجل الخبز" هو برنامج سلم اجتماعي يهدف إلى الرفع من الدخل القومي وطمأنة الأتراك على مستقبلهم الذي بات مشوشا بفعل التطورات على المستوى الإقليمي، على حد تعبير أوغلو. أوغلو وعلى عكس غريمه أردوغان حاول في خطاباته الهادئة أن يتفادى لغة الهجوم والاتهام مكتفيا برسائل مبطنة وبتحميس الجماهير مؤكدا على مقومات الوطنية والهوية التركية وأركان العلمانية التي وضعها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك. هذا ويعتبر أكمل الدين إحسان أوغلو مرشحا فوق العادة.. دخل هذه الانتخابات الرئاسية بطلب من أحزاب المعارضة واستطاع حشد 14 حزبا إلى صفه وعددا من الشخصيات التركية المعروفة والمحايدة سياسيا، مراهنا على جمع شتات الأتراك وتصويتهم بكثافة على اختيار أعلى منصب سياسي في البلاد.