بدأ الأتراك في الخارج صباح أمس الخميس، الإدلاء بأصواتهم، في أول انتخابات رئاسية تركية مباشرة، وهي المرة الأولى التي يتمكن فيها الأتراك المغتربون أيضًا من المشاركة في التصويت في بلدان إقامتهم. بعد عقود من انتخاب رئيس الجمهورية في البرلمان، تشهد تركيا يوم 10 أغسطس الجاري، عملية انتخابية رئاسية تعد الأولى من نوعها. إذ للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية التركية، سيتم انتخاب رئيس للبلاد بالاقتراع الشعبي المباشر من بين مرشحين ثلاثة: رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية المعارضَين أكمل الدين إحسان أوغلو الذي كان يشغل منصب الأمين العام للمؤتمر الإسلامي، ورئيس حزب الشعوب الحرة وقبله حزب السلام والديمقراطية صلاح الدين دميرتاش المدعوم من حزب العمال الكردستاني. رغم أن أردوغان متواجد في واجهة تركيا ويومياتها أقلّه منذ 2002 رئيساً للوزراء "قبلها رئيساً ناجحاً لبلدية مدينة استنبول" مسجلاً نقاطاً نوعية في السياسة والاقتصاد والخدمات مفارقة للحقبة السابقة على وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، ما يعطيه أرجحية للفوز في الانتخابات الرئاسية مقابل المرشحين الآخرين المغمورين نسبياً، إلا أن المراكز البحثية ومراكز استطلاع الرأي التركية في بلد ديمقراطي يشهد إعلاماً حراً وعشرات مراكز قياس الرأي العام ونبض المجتمع لا تكتفي بالمتعارف عليه أو بالمزاج العام في الشارع ولا تتوقف عند شهرة رئيس الوزراء قياساً على منافسيه. لا يخلو يوم تركي من نتائج استطلاعات الرأي حول الانتخابات الرئاسية التي تحظى باهتمام واضح قياساً للسابق. وهذه الاستطلاعات تكون على مستويات: استطلاعات رأي صادرة عن مراكز بحثية مختصة مستقلة، واستطلاعات للمنابر الصحافية والإعلامية، واستطلاعات لدوائر حزبية تركية. و تحظى استطلاعات الرأي التي تجريها المراكز البحثية المختصة بالمصداقية أكثر من استطلاعات الرأي التي تجريها المنابر الصحافية والإعلامية أو الدوائر الحزبية، كون الأولى مهنية ومحايدة، وتتم من خلال مقابلات شخصية، والاستبيانات، والثانية تكون متوقفة على عائدية المنبر لجهات سياسية الأمر الذي يضع مصداقيتها موضع ارتياب. وفقاً لغالبية الاستطلاعات التي أجرتها المراكز البحثية المتخصصة في غضون الشهر الأخير (شهر الحملة الانتحابية) بعد إغلاق باب الترشيح وبدء الحملة الانتخابية للمرشحين، فإن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان يتقدم على منافسيه إحسان أوغلو ودميرتاش. يشير استطلاع الرأي الذي أجراه مركز KONDA مؤخراً إلى تفوق أردوغان بنسبة 55 %،فيما يحصل منافسه أكمل الدين إحسان أوغلو على 38 % من الأصوات المفترضة،بينما يحظى المرشح الكردي للرئاسة صلاح الدين دميرتاش على نسبة 7.5 %. تبدو النسب التي أطلقها مركز GENAR مشابهة تماماً للنسب الواردة في تقرير مركز KONDA،إذ يعبر المدير العام لمركز GENAR إحسان آكتاش عن ثقته في نيل أردوغان لنسبة 55 % من أصوات الناخبين وفوزه بالانتخابات ودخوله إلى قصر جانكايا الرئاسي عقب الجولة الانتخابية الأولى، فيما ينال إحسان أوغلو ما نسبته 37 – 38 %،ودميرتاش 8 %، ولا تشذ النسب التي أطلقها مركز METROPOLL عن ذلك، وقد أجرى المركز استطلاع الرأي على عينات من 28 مدينة تركية. شركة أبحاث الرأي العام ANDY-AR أجرت استطلاعها في 21 مدينة تركية،وكانت النتائج الصادرة عنها قريبة من نتائج استطلاعات المراكز الأخرى،إذ حصل أردوغان على نسبة 55.5 % من الأصوات،بينما حصل إحسان أوغلو على نسبة 34.9 %،والمرشح دميرتاش على 9.6 % من الأصوات. المركز الآخر ORC الذي أجرى استطلاعه في 34 ولاية تركية يورد النسبة 54 % لرئيس الوزراء أردوغان،ونسبة 37 % للمرشح إحسان أوغلو. يخلص الاستطلاع الذي أجراه مركز KONSENSUS إلى النسب التالية : أردوغان أولاً ب 58.2 %،إحسان أوغلو ثانياً ب 30.3 %،ودميرتاش ثالثاً ب 11.5 %،وفي حال تنظيم جولة انتخابية ثانية،فإن المركز يشير إلى حصول أردوغان حينها على 65 % من اصوات الناخبين. تبدو نتائج استطلاع الرأي الذي نظمه الموقع الالكتروني سي أن أن تورك CNN TURK مختلفة كلياً عن معظم النتائج التي خلصت إليها استطلاعات الرأي التي نظمتها المراكز البحثية التركية،فموجب عملية التصويت في الموقع تصدر صلاح الدين دميرتاش المرشحين بنسبة 65 %،وجاء المرشح أكمل الدين غحسان أوغلو ثانياً ب 21 %،ورئيس الوزراء أردوغان ثالثاً ب 13 %. الرئيس الثاني عشر للجمهورية نتائج التصويت يوم 10 أغسطس، ستفرز الرئيس الثاني عشر للجمهورية التركية التي أعلنت في 1923 من قبل مصطفى كمال أتاتورك،إذ تعاقب على كرسي الرئاسة 11 رئيساً منذ تأسيس الجمهورية عقب حل الخلافة العثمانية: 1 – مصطفى كمال أتاتورك 1923 – 1938. 2 – عصمت إينونو 1938 – 1950. 3 – جلال بايار 1950 – 1960. 4 – جمال غورسيل 1960 – 1966. 5 – جودت سوناي 1966 – 1973. 6 – فخري كورو تورك 1973 – 1980. 7 – كنعان إفرين 1980 – 1989. 8 – تورغوت أوزال 1989 – 1993. 9 – سليمان دميريل 1993 – 2000. 10 – أحمد نجدت سزر 2000 – 2007. 11 – عبد الله غول 2007 – 2014. وهناك 5 رؤساء بالوكالة قاموا بإدارة الجمهورية خلال الأزمات أو الانقلابات العسكرية أو في حال شغور منصب رئاسة الجمهورية لأمر طارىء،وهم: 1 – عبد الخالق رندا 1938 بالوكالة وليوم واحد. 2 – إبراهيم شوقي آتاساغون 1966 بالوكالة ولمدة 54 يوماً. 3 – تكين آربورون 1973 بالوكالة ولمدة 9 أيام. 4 – إحسان تشاغلايان غيل 1980 بالوكالة ولمدة 5 أشهر و6 أيام. 5 – حسام الدين جيندوروك 1993 بالوكالة ولمدة 29 يوماً.