شدد مرشح المعارضة الرئيسي لانتخابات الرئاسة في تركيا اليوم الخميس على ضرورة إبقاء الدين بعيدا عن السياسة ودعا للوحدة الوطنية في تحد واضح لرئيس الوزراء طيب اردوغان الذي يبدو أنه الأوفر حظا للفوز نظرا لشعبيته الكبيرة رغم ما يثيره من انقسام. ومن المتوقع أن يعلن اردوغان مؤسس حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الاسلامية ترشحه الأسبوع المقبل. وتشير استطلاعات الراي إلى أن اردوغان سيفوز بالرئاسة من الجولة الأولى للانتخابات المقرر إجراؤها في العاشر من أغسطس آب عندما يختار الأتراك رئيسهم بشكل مباشر للمرة الأولى. وكان حزب الشعب الجمهوري المعارض وحزب الحركة القومية قد رشحا الأسبوع الماضي أكمل الدين احسان أوغلو لخوض انتخابات الرئاسة على أمل توحيد صفوف المعارضة ضد اردوغان الذي مازال يحظى بشعبية رغم أنه أغضب قطاعات من المجتمع بسياساته المحافظة وأسلوبه التصادمي. وقال احسان أوغلو للصحفيين في أنقرة في أول تصريحات علنية له منذ إعلان ترشيحه "نحن لا نسعى من أجل تركيا تعاني من الاستقطاب والمواجهة بل من أجل تركيا تنعم بالسلام". واحسان أوغلو أكاديمي ودبلوماسي سابق يبلغ من العمر 70 عاما. واضاف "نريد أن نشدد على أن الجميع الذين عاشوا هنا معا على مدى قرون وأن كل القيم التي جعلتنا على ما نحن عليه ... تمثل إرثنا الثقافي العام." وترك إحسان أوغلو منصبه كأمين عام لمنظمة التعاون الاسلامي في ديسمبر كانون الأول وينظر إلى ترشيحه على أنه محاولة لاستمالة المحافظين المتدينين الذين يمثلون القاعدة الانتخابية الرئيسية لاردوغان. وسعى احسان أوغلو لطمأنة ملايين من العلمانيين الأتراك الذين يتهمون اردوغان بالسعي الحثيث لصبغ الدولة بصبغة إسلامية. وقال احسان أوغلو "يتعين الابقاء على الدين والسياسة منفصلين. إحدى القضايا المعقدة في العالم الاسلامي تتمثل في الخلط بين الدين والسياسة." ورغم ذلك فإن قدرة احسان أوغلو على هزيمة اردوغان تبقى مسألة أخرى. وأظهر استطلاعان للرأي نشرا اليوم الخميس ان رئيس الوزراء يتقدم بفارق 20 نقطة في حالة ما إذا قرر خوض السباق. وتكهن استطلاع أجراه مركز جينار ان اردوغان سيفوز بنسبة 55.2 في المئة من الأصوات في حين سيحصل احسان أوغلو على 35.8 في المئة. وقالت صحيفة صباح اليومية الموالية للحكومة ان استطلاعا ثانيا أجراه مركز إم.إيه.كيه. للاستشارات أظهر أن اردوغان سيفوز بنسبة 56.1 في المئة وسيحصل منافسه على 34.2 في المئة. وقال الاستطلاعان إن صلاح الدين دميرطاش المرشح المتوقع للحزب الرئيسي الموالي للأكراد في تركيا سيحصل على أقل من عشرة في المئة من الأصوات. ولم يخف اردوغان الذي هيمن على الحياة السياسية التركية لأكثر من عشر سنوات طموحه لخوض السباق لممارسة سلطات رئاسية أوسع نطاقا من الرئيس المنتهية ولايته عبد الله جول الذي كان دوره على مدى السنوات السبع الماضية شرفيا إلى حد كبير.