واصلت الصحف العربية اليوم اهتمامها بتطورات ملف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكذا الحراك الدبلوماسي الدولي المتصل بهذا العدوان، كما اهتمت بمضمون خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الخميس بمناسبة ليلة القدر. هكذا استنكرت الصحف القطرية بشدة المجزرة الجديدة التي اقترفتها أمس قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد قصفها لمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في بلدة بيت حانون، نزح الفلسطينيون إليها بعد أن قصفت قوات الاحتلال منازلهم، ليرتفع بذلك عدد شهداء العدوان على غزة الى ما يفوق 800 شهيد. هذه الحصيلة المروعة والمفزعة ، تقول صحيفة (الشرق)، تطرح سؤالا مشروعا على المجتمع الدولي، "وهو إلى متى تستمر إسرائيل في استبسالها بارتكاب هذه الجرائم المتكررة، التي أجمعت جميع الهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية المستقلة على أنها جرائم حرب، بل وترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، (..) باتت تفوق المحتمل، بل وتفوق طاقة الجهود التي تقودها الدول الراغبة في إيجاد تهدئة" ، متسائلة بأي منطق يمكن الحديث عن قبول تهدئة لا تحفظ للفلسطينيين ولو الجزء اليسير من حقوقهم المغتصبة والمسلوبة، بأيدي إسرائيل الملطخة والملوثة بالدماء¿". وتعليقا على اتهام إسرائيل لقطر برعاية الإرهاب، كتبت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها "هل يعقل أن يخرج قادة الكيان الإجرامي الصهيوني الإسرائيلي ليتحدثوا عن الإرهاب ويوزعوا شهادات حسن السيرة والسلوك للدول التي تقف في صفها في عدوانها البربري على الفلسطينيين وقطاع غزة بالذات، بينما تطلق التهم جزافا على كل من يقف في وجهها ويفضح جرائمها ضد الإنسانية في عدوانها الحالي على غزة، فهي لم تستثن أحدا إلا واستهدفته من أطفال ونساء ومسنين وعزل، بل إنها أبادت عائلات بأكملها وهي في كل يوم ترتكب مجزرة ولعل آخرها المجزرة التي استهدفت النازحين في مدرسة للأونروا وراح ضحيتها أكثر من 15 شهيدا وعشرات الجرحى من العائلات الهاربة من جحيم الموت في الشجاعية وخان يونس وغيرهما من مدن القطاع المنكوب". وفي قراءتها للحراك الدبلوماسي الدولي الذي تشهده حاليا الدوحة لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، ترى صحيفة (الوطن) "أن تحركات قطر لإيقاف هذا العدوان كان يتزامن معها باستمرار تنديدها بالوحشية الإسرائيلية، وضرورة رفع الحصار الجائر والقاتل على القطاع، مع ضرورة الإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين"، مبرزة أن موقف قطر هذا يمليه عليها "إيمانها الراسخ بعدالة القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب الأولى، وإيمانها بأن السلام لا يمكن تحقيقه إطلاقا بالعنف الإسرائيلي". أما اهتمامات الصحف المصرية فتركز على الخطاب الذي ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الخميس، بمناسبة إحياء ليلة القدر، وبالتطورات التي تشهدها الأوضاع في قطاع غزة. وفي هذا السياق أوردت يومية (الأهرام) أهم ما جاء في كلمة الرئيس السيسي والمتمثل على الخصوص بتوعده بملاحقة المتورطين في الهجوم الذي استهدف قبل أيام قوات الجيش المصري في منطقة الفرافرة، والذي أسفر عن مقتل 22 عسكريا. وحول الموضوع نفسه، سطرت يومية (الأخبار) عنوانا باللون الأحمر، وبالبنط العريض، يقول "والله لن نترك قتلة جنودنا ومن يساعدهم"، نقلا عن كلمة الرئيس السيسي في خطابه، وذلك في إشارة إلى ما يروج من احتمال تورط مخابرات دولة أجنبية في "مجزرة الفرافرة" وهو الخبر أوردته يومية (الوفد) استنادا إلى وزارة الداخلية المصرية. وبخصوص الشأن الفلسطيني، تحدثت الصحف المصرية عن استمرار العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة حيث تطرقت (الشروق)إلى المجزرة التي ارتكبتها أمس إسرائيل عند استهدافها لمدرسة تابعة لمنظمة (اونروا) في مدينة بيت حانون بالقطاع، والتي أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينيا، وإصابة العشرات من المواطنين الفلسطينيين العزل. في حين اهتمت (الأهرام) بالجهود الدبلوماسية المتواصلة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، حيث أوردت الصحيفة خبرا حول المباحثات التي أجراها أمس وزير الخارجية البريطاني مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة. وبلبنان، اهتمت الصحف بمقتل 20 لبنانيا في الطائرة الجزائرية التي تحطمت أمس فوق مالي ، وبالعدوان الإسرائيلي على غزة فضلا عنه مواضيع داخلية أخرى. وهكذا كتبت (الديار) تقول "صدم اللبنانيون أمس بفاجعة مقتل 20 لبنانيا كانوا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية سقطت قرب عاصمة النيجر، وكانوا متوجهين الى بيروت لقضاء العطلة الصيفية"، مضيفة أن "الحادثة تركت حرقة عند كل اللبنانيين الذين تضامنوا مع أهالي الضحايا الذين كانوا ينتظرون عودة أبنائهم لقضاء عطلة الصيف، لكن القدر شاء أن ينهي رحلتهم بهذه الطريقة المأساوية وأن يتم استقبالهم بالدموع بدل الأهازيج والفرح، وهذا هو قدر اللبنانيين مع الغربة القاتلة للتفتيش عن لقمة عيش وحياة هادئة حرموا منها في وطنهم". من جهتها أشارت (النهار) الى أنه "وفي وقت كانت الأنظار مشدودة الى جلسة مجلس الوزراء التي شهدت اختراقا ايجابيا في مسار العمل الحكومي أمس، طغت بعد الجلسة فاجعة مقتل 20 لبنانيا كانوا في عداد ركاب الطائرة الجزائرية التي تحطمت في مالي، وفرضت تحركا رسميا عاجلا للعمل على نقل جثامينهم الى لبنان... ولعل المفارقة الغريبة أن مجلس الوزراء لم يتبلغ طوال ساعات من انعقاده الحادث". وأبرزت أنه "عقب مشاورات عاجلة أجريت بعد الظهر تقرر بناء على توجيهات رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وبعد التنسيق مع وزيري الخارجية والداخلية جبران باسيل ونهاد المشنوق أن يتوجه وفد رسمي الى افريقيا لمتابعة التحقيق الجاري في حادث تحطم الطائرة ومواكبته والعمل على نقل جثامين الضحايا اللبنانيين". وبخصوص الغزو الإسرائيلي على غزة كتبت (السفير) "وفي اليوم السابع عشر تعاظمت وحشية إسرائيل، بأن أصبحت تستهدف تجمعات النازحين من بيوتهم واللاجئين في مدارس وكالة الغوث اللاجئين (الاونروا)، ومن دون إنذار حقيقي مسبق وتقتل العشرات وتجرح المئات...وكان واضحا أن أنياب العدو تبدت بوضوح بعد المقاومة الشديدة التي يواجهها، والخسائر الكبيرة التي تصيب قواته في محاور القتال". ولاحظت أنه "وبعد دخول العملية البرية يومها الثامن تكتشف إسرائيل أنها دخلت عش الدبابير، ولم تحقق جوهريا أي غاية. وإذا كانت تدعي أنها تحقق بعض غاياتها فإنها تكتشف أنها كانت غارقة في الجهل في كل ما يتعلق بالقطاع، سواء تعلق الأمر بالمقاومة ومواردها أو بطبيعة الحقد الذي ولده الحصار وينفجر في وجه الاحتلال"،وقالت "هناك إشارات كثيرة على أنه إذا كانت حرب لبنان الثانية قادت إلى تقرير (فينوغراد) وحرب (الرصاص المسكوب) إلى تقرير (غولدستون)، فإن حرب (الجرف الصامد) ستقود إلى تقريرين في الوقت ذاته".