صعدت اسرائيل من حدة تهديدها ضد الفلسطينيين ، ""بالتحرك"" في قطاع غزة ، ردا على مقتل احد جنودها في تفجير عبوة ناسفة, وذلك قبل ساعات من وصول المبعوث الاميركي ، جورج ميتشل، الى القدسالمحتلة، في اطار اول جولة يقوم بها في المنطقة ، وسارعت طائراتها الحربية بقصف ما تسميه أنفاق التهريب التي تربط بين جنوب قطاع غزة ومصر, حسبما ذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية وشهود عيان. واكد الجيش الاسرائيلي ، ان الهجوم على ""انفاق حماس"" التي تستخدم ، حسب اسرائيل، في تمرير الاسلحة الى قطاع غزة, جاء ردا على التفجير الذي تسبب في مقتل جندي اسرائيلي، وجرح ثلاثة آخرين قرب حدود غزة. وقتل فلسطيني في غارات اسرائيلية جرت ردا على الهجوم. وقال مارك ريغيف، المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ، ايهود اولمرت، ""في مواجهة استفزاز بهذه الدرجة من العنف ، ستتحرك اسرائيل لحماية نفسها"". و في هذا الإطار عقدت الحكومة الامنية الاسرائيلية اجتماعا لمناقشة رد اسرائيلي اوسع على هذا الهجوم. ويأتي هذا التصعيد قبل وصول جورج ميتشل ، مبعوث الرئيس الاميركي، باراك اوباما ، الى الدولة العبرية مساء أمس الاربعاء. ومن القاهرة, المحطة الاولى في جولته بالشرق الاوسط, قال ميتشل انه يعلق ""اهمية كبرى"" على ""تمديد وتثبيت"" وقف اطلاق النار في قطاع غزة. وتجري مفاوضات بين اسرائيل وحماس ، بواسطة مصر، من اجل تعزيز وقف اطلاق النار ، الذي اعلن يوم18 يناير، بعد هجوم اسرائيلي اسفر عن مقتل1330 فلسطينيا ، وتدمير قطاع غزة خلال22 يوما. من جهته، قال رئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عباس ، في رام الله ، حيث يلتقي ميتشل ، ""اليوم اصبحت لدينا قناعة اكثر رسوخا ، خاصة بعد العدوان على قطاع غزة, بان اسرائيل لا تريد السلام ، ونحن سنقول ذلك لكل من يأتينا"". وتعهد عباس بملاحقة اسرائيل قضائيا بتهمة ارتكاب جرائم في غزة ، وقال ""سنعمل كل ما نستطيع لنثبت ان اسرائيل ارتكبت ابشع الجرائم ضد ابناء الشعب الفلسطيني"". واضاف ""طالبنا بفتح تحقيق دولي في العدوان الغاشم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني, لذلك قمنا بطرق ابواب المحكمة الجنائية الدولية"". وأكد أن الشعب الفلسطيني هو الذي انتصر, من خلال صموده أمام العدوان الإسرائيلي الأشرس والأعنف ضده منذ نكبة1948 , الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة على مدار23 يوما, مشددا على أنه من حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم ما دامت أرضه محتلة. وأضاف أن المعركة انتهت, ولكن الحرب مستمرة لأن الاعتداءات على الشعب الفلسطيني مازالت مستمرة, متوقعا حدوث معارك أخرى في قطاع غزة. وأبرز الرئيس الفلسطيني أنه استعملت خلال العدوان كل أنواع الأسلحة القديمة والحديثة, في الجو والبر والبحر، وكل ما لدى إسرائيل من مقتنيات حربية, مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني صمد ودافع عن كرامته وقال لا للاحتلال, من ناحية أخرى ، دعا منسق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة ، جون هولمز، اسرائيل الى اعادة فتح المعابر مع قطاع غزة، بدون تأخير، للسماح بدخول المساعدات الدولية الى السكان بعد الحرب المدمرة التي استمرت 22 يوما. وفي كلمة اطلع فيها مجلس الامن الدولي على زيارته الاخيرة لقطاع غزة واسرائيل ، قال هولمز ان ""اسرائيل تتحمل مسؤولية خاصة, بوصفها قوة محتلة بسبب سيطرتها على حدود قطاع غزة مع اسرائيل, في احترام بنود القانون الانساني الدولي ذات الصلة"". واضاف ""من المهم جدا ان تتخذ السلطات الاسرائيلية اجراءات جديدة على الفور لاعادة فتح المعابر"". وشدد على ضرورة تحسين ظروف عيش نحو مليون ونصف شخص في غزة ، للحؤول دون اضافة المزيد من المآسي للسكان ، وتجنب افشال الجهود لايجاد حل دائم للنزاع الفلسطيني-الاسرائيلي. كما واطلعت كارين ابو زيد، مفوضة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلطسينيين (أونروا) مجلس الامن على التدمير الذي تعرضت له مدارس وجامعات، وابنية سكنية ، ومصانع ، ومتاجر ، ومزارع ، خلال الهجوم الاسرائيلي على غزة. وقالت ""كل واحد من سكان غزة لديه الشعور انه واجه الموت مباشرة"" ، مشددة على الغضب الذي يشعر به السكان حيال المجتمع الدولي لسماحه باستمرار النزاع لفترة طويلة.