واصلت الصحف العربية تركيز اهتمامها على تطورات ومجريات العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما اهتمت بموضوع الحوار الوطني في السودان، وبمضمون خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليوز المصرية. ففي الأردن واصلت الصحف اهتمامها بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، متوقفة على الخصوص عند فشل الجهود الدولية لوقف إطلاق النار حتى الآن. وهكذا كتبت صحيفة (الرأي)، أن قضية غزة اليوم تتداخل فيها خلافات دول الاقليم والاستقطابات بين الدول، وكل هذا عطل ويعطل كل جهد لإيقاف النيران والقصف والموت عن أهل غزة، فالجميع يدين إسرائيل لكن كل هذا لا يمنع سقوط عشرات الشهداء كل يوم، والجميع يشيد بصمود المقاومين، لكن البحث عن فرح وانجاز لا يمنع طائرات العدو من القصف على مدار الساعة. وأضافت أن الجميع يمارس السياسة، والبعض يراها فرصة لاستعادة شعبية انهارت، والبعض يراها فرصة في صراعاته داخل دولته، ودول تبحث عن إضعاف أدوار بعضها، ولكل غاياته وأهدافه، لكن كل هذا على حساب دم الناس هناك، الذي يسيل كل ساعة. من جهتها، اعتبرت صحيفة (الغد)، أن العدوان الشرس على غزة هو نتيجة مباشرة لفشل جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، للتوصل إلى اتفاق سلام يلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني. وقد جاءت بشاعة العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي يرقى للتطهير القومي للفلسطينيين، وتعمد قتل وإصابة أكبر عدد من المدنيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ من جهة، وما تسطره المقاومة الفلسطينية في غزة من بطولات وتضحيات من جهة أخرى، لتشكل مصدر إلهام لشعوب المنطقة والعالم، ولتوقظ الضمير العالمي من سباته. ومن جانبها، كتبت صحيفة (الدستور)، أن الموقف الدولي من العدوان الاسرائيلي الأخير يؤكد انحياز الغرب الأعمى وسكوته على قتل المدنيين وتدمير منازلهم وتهجيرهم للمرة الألف. فأمريكا وأوروبا وفرتا لإسرائيل غطاء شرعيا لتدمير قطاع غزة وقتل أكبر عدد من الفلسطينيين بدم بارد، وسط صمت عربي رسمي مريب. ونوهت الصحف القطرية بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إزاء فظائع إسرائيل والذي تلخص في إدانته بوضوح تام للانتهاكات المعممة والمنهجية والفاضحة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي ترتكبها إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني العزل في غزة ومطالبته بمحاكمة كل الجناة مع وضع الفلسطينيين تحت الحماية الدولية. وهكذا ، وصفت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها القرار بأنه "شجاع جدا ومنسجم مع الضمير الإنساني (..) ويضع حدا لإفلات المجرمين الإسرائيليين من العقاب، في أعقاب كل جريمة حرب ضد الإنسانية التي يرتكبها، في كل مرة، هذا الكيان الفظائعي، المتوحش" ، معربة في الآن ذاته عن أسفها لمعارضة الولاياتالمتحدةالامريكية للقرار "في الوقت الذي تكشف فيه الشاشات فظائع إسرائيل حتى في حق الأطفال" ،ومسجلة امتناع عدد من الدول أوروبا التي ترفع عاليا شعارات حقوق الإنسان عن التصويت، ومعها اليابان "التي كانت قد تلظت بأكبر جرائم التاريخ في هيروشيما ونكازاكي". من جهتها ، لاحظت صحيفة (الشرق) أن الصوت الفلسطيني "بدا موحدا إزاء التمسك بالحقوق" ، مبرزة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس شدد على ضرورة وقف إطلاق النار بالتزامن مع رفع الحصار عن قطاع غزة بجانب الموقف القوي الذي عبرت عنه منظمة التحرير الفلسطينية أمس وكذلك إعلان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الليلة الماضية رفضه وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة قبل رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات، مشددة على أن "أي اتفاق لا يتضمن رفعا نهائيا للحصار الظالم ،لن يكون بأي حال اتفاقا عادلا بحق الفلسطينيين الذين ظلوا لأكثر من ثماني سنوات يعيشون تحت الحصار في القطاع الذي تحول إلى سجن كبير لا تتوفر فيه أدنى مقومات الحياة". أما صحيفة (الراية) فتوقفت في افتتاحيتها عند المساعي الدبلوماسية النشطة التي تقودها قطر من أجل إيقاف العدوان الإسرائيلي الإجرامي على قطاع غزة، مبرزة أن الدوحة عبرت عن رغبة جادة في التنسيق مع الدول العربية "من أجل بلورة جهود دبلوماسية تكفل إبرام تهدئة في غزة ضمن شروط المقاومة الفلسطينية"، التي جددها أمس رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، خالد مشعل، خلال مؤتمر صحفي في الدوحة، حيث أكد مجددا رفضه وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة قبل رفع الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. واهتمت الصحف السودانية بدورها بالعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وكتبت صحيفة (التيار) في هذا الصدد "ما يجري في غزة ليس أمرا جديدا شاذا ولا هي حرب، العالم حديث العهد بها، وسوف ينتهي الأمر بلا شك إلى التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحماس، وتبقى الأزمة قائمة طالما أن الموقف العربي واحد لا يتغير.. المنطقة العربية لا تقوى على اتخاذ قرار حاسم قاطع يشكل موقفا إقليميا موحدا، كل دولة منغمسة وغارقة في صراعاتها"، مبرزة أن " خيبة العرب والمسلمين حولت المجتمع الدولي كله مساندا وداعما لموقف إسرائيل وبكل قوة ان كانت على حق أو باطل". وأشارت صحيفة (الأهرام اليوم) إلى أن " المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس وجناحها العسكري أدهشت العالم بصمودها ضد العدوان الإسرائيلي خاصة وأن المقاومة تمكنت من اختراق أماكن استراتيجية إسرائيلية من خلال الصواريخ التي كانت تطلقها ، بل إن المقاومة تمكنت في صمود وجسارة أن توقف الزحف الإسرائيلي الشيء الذي جعل دولة الكيان الصهيوني ، بفعل الرهبة التي أصابتها ، تقول أن المقاومة مدعومة من السودان ، وأن الصواريخ التي تقصف المواقع الإسرائيلية سودانية الصنع ، وعلى الحكومة السودانية أن تتحمل عواقب الأمر". ومن جهتها لاحظت صحيفة (الخرطوم) أن " هذه الحرب الدنيئة تميزت بكونها حرب ضد الأطفال الذين اتخذهم العدو كدروع بشرية في توغله الميداني. إن استهداف الأطفال في هذه الحرب ضد أهلنا في غزة من أجل المبالغة في الإيلام هو أداة حرب بشعة تتم في ظل صمت وتآمر وخذلان الإخوة في الدين. الهجمة الصهيونية على غزة التي تبتر أعضاء الأطفال وتحطم رؤوسهم هي حرب لم تخف ابتسامة هؤلاء الأطفال فقط بل محت ملامح وجوههم البريئة ولم يبق من الرأس سوى الهيكل ودماء زكية تناثرت في كل مكان". على صعيد آخر تطرقت صحيفة (السوداني) لمستجدات الحوار الوطني في السودان الهادف إلى التوصل إلى توافق بشأن عدد من القضايا بالبلاد، حيث أفادت أن الأحزاب والقوى الوطنية المشاركة في آلية الحوار من جانب المعارضة، أعلنت عن اتفاقها مع الآلية من الجانب الحكومي على تشكيل عدد من اللجان لمناقشة المرتكزات الأربع التي أطلقها رئيس الجمهورية في يناير الماضي بهذا الخصوص. وأشارت صحيفة (الرأي العام) في السياق نفسه إلى ما قاله الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي المعارض مؤخرا بشأن حصوله على موافقة الاتحاد الأوربي على دعم الحوار الوطني من خلال جملة من الإجراءات، مبرزة أن رغبة الأوروبيين، إن كانت حقيقية، في لم الأطراف المعنية وخلق قاعدة من الثقة بين الحكومة والمعارضة ، تمثل مدخلا جيدا جدا من الاتحاد الأوروبي في تسريع عملية الحوار المتعثرة. أما الصحف المصرية فاهتمت بمضامين الخطاب الذي وجهه الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم أمس إلى الشعب المصري بمناسبة تخليد الذكرى 62 لثورة 23 يوليو. فتحت عنوان "لا أحد يستطيع هزيمة الشعب" أوردت يومية (الأهرام) في صفحتها الأولى مجموعة من الأفكار التي وردت في كلمة الرئيس السيسي ومن ضمنها أن مصر" تواجه تحديا وجوديا ومخططا لإسقاط الدولة... وأن الجيش سيظل ظهيرا للمواطنين". ومن جهتها كتبت يومية (الجمهورية) أن الرئيس السيسي أكد في خطابه أن "التحدي الذي يواجه مصر الآن ليس فقط تحديا على المستوى الاقتصادي، بل تحدي الوجود... مشيرا إلى أن هناك مخططا لهدم لدولة... لكن لا أحد يستطيع أن يهزم شعبا إذا كان هذا الشعب إلى جانب جيشه وشرطته". واختارت صحيفة (الدستور) التركيز على الشق المتعلق بالقضية الفلسطينية في الخطاب، حيث أوردت أن الرئيس السيسي قال بأن مصر "قدمت مائة ألف شهيد للقضية الفلسطينية، ولا نقبل المزايدة على دورها". أما صحف (الوفد)، و(الأخبار)، و(اليوم السابع)، فاختارت إبراز ما جاء على لسان الرئيس المصري في خطابه بخصوص الإعلان عن "مفاجأة"، ويتعلق الأمر بما أسماه "إطلاق مشروع ضخم سيتم الإعلان عنه خلال أيام".