عاد مسؤولون جزائريون إلى عادتهم القديمة بنهج سياسة الرقص على الحبلين، بعد أن أكد عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة والمستشار الخاص للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن الجزائر ليست لديها عداوة مع المغرب، غير أنه لم يتردد في اتهام المملكة من جديد بتصدير المخدرات للجزائر بهدف القضاء على شبابها. وقال بلخادم، الذي كان يتحدث أخيرا في حوار أجرته معه قناة البلاد نيوز، إن "الجزائر ليست لها أية عداوة مع المغرب، وبأنه لا مصلحة لديها في معاداة المغرب"، مضيفا بالقول "إن المغرب دولة شقيقة للجزائر، وهي لن ترحل ونحن كذلك لن نرحل". وقال بلخادم، وهو يعلق على تصريحات سابقة لوزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، انتقد فيها الدور الجزائري الذي تلعبه في قضية الصحراء، متهما إياها بفقدان المصداقية، إن من تخونه قوة الحجة يلجأ إلى الشتم والسباب"، مبرزا أن "موقف الجزائر إزاء الصحراء ثابت ومبدئي بدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها". وتابع المسؤول الجزائري بأن الشعب الصحراوي هو من يتعين سؤاله هل يريد أن يكون صحراويا، وهل يريد أني كون مغربيا، أو هل يريد أن يندرج ضمن خطة الحكم الذاتي، أو تكون له دولة مستقلة"، لافتا إلى أن من سماه الشعب الصحراوي وحده من يقرر مصيره عن طريق الاستفتاء الحر برقابة دولية". وعاد بلخادم، على غرار مواقف مسؤولين جزائريين سابقا، إلى اتهام المغرب بأنه يشن حربا ضد الجزائر عن طريق إغراقها بالمخدرات، وقال "الحرب تشن إما بالذخيرة الحية التي تقتل الأجساد، وإما بقتل النفوس عن طريق المخدرات التي تفد إلى الجزائر من المغرب". واستطرد مستشار بوتفليقة بأنه سابقا كنا نسمع عن كيلوغرام واحد أو اثنين، لكن حاليا بات الأمر يتعلق بأطنان من المخدرات، والتي تهدف إلى تحطيم عقول الشباب الجزائري، وبذلك يتم قتل القوى الحية في البلاد" على حد تعبيره. وجدير بالذكر أن الجزائر سبقت أن وضعت ما سمته "شروطا" من أجل فتح الحدود البرية المغلقة بين المغرب والجزائر، من بينها كف الجانب المغربي عن إغراق أسواق الجارة الشرقية بالمخدرات، وهو الأمر الذي ما فتئت وسائل الإعلام الجزائرية تقدمه على أن خطر محدق بمستقبل الشباب الجزائري.