قال عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الجزائري وأمين عام حزب جبهة التحرير الوطني إن المسؤولين المغاربة لا يعرفون ما يريدون بالضبط، مشيرا إلى أن المغرب يتفاوض مع جبهة البوليساريو من جهة، ومن جهة أخرى يتهم الجزائر بأنها تعمل على عرقلة مسار التسوية. وأضاف بلخادم خلال مؤتمر صحافي عقده أمس الاثنين للإعلان عن قائمة أعضاء المكتب الوطني لحزبه ان : "الإخوة في المغرب يتفاوضون مع البوليساريو ممثل الصحراويين، وفي نفس الوقت يقولون الجزائر وراء عرقلة مسار التسوية. إنهم لا يعرفون ما يريدون بالتحديد، مع أن لوائح الأممالمتحدة واضحة، فهي تحدد طرفي الخصومة بوضوح، وهما المغرب وجبهة البوليساريو، لكن كلما تكلم المغاربة في هذا الموضوع يشيرون إلى الجزائر". ووصف بلخادم خلال نفس المؤتمر الصحفي العلاقات الجزائرية- المغربية بكونها : "لا متميزة ولا رديئة، إنها عادية وإن كان من المفروض أن تكون متميزة " . وقال بلخادم الذي يشغل أيضا منصب الممثل الشخصي للرئيس الجزائري بوتفليقة عن مسألة فتح الحدود البرية : "هذه مسألة سيادية" . وهو ما فسرته مصادر صحفية جزائرية بكون قرار رفض فتح الحدود من جانب الجزائر نابع من ممارسة السيادة ، وأن بلخادم يربط فتح حدود بلاده البرية مع المغرب ، بتمكين الرباط "الصحراويين " من تقرير مصيرهم عبر الاستفتاء . وتأتي تصريحات بلخادم بعد مرور 48 ساعة ، على دعوة الوزير الأول عباس الفاسي الجزائر إلى استحضار ماربط الشعبين الجارين، المغرب والجزائر، من نضال مشترك في سبيل التحرر والوحدة أيام الكفاح المشترك ضد الاستعمار. كما دعا الفاسي مساء السبت الماضي الجزائر أيضا إلى "مراجعة سلبيات الحاضر، وضرورة تخطيها بالتعاطي الإيجابي مع المبادرة المغربية، الهادفة إلى إنهاء التوتر المفتعل بمنطقتنا على قاعدة لاغالب ولا مغلوب بإقامة حكم ذاتي في ظل السيادة المغربية بأقاليمنا المسترجعة" في إشارة إلى العمل على حل مشكلة الصحراء التي تفجرت منذ أكثر من ثلاثين سنة، والتي تلقي بظلالها الرمادية الثقيلة على الوضع في اتحاد المغرب العربي ، وتعرقل مسار تكتله، وتصيب أجهزته بالجمود.