أصدرت الإدارة البلجيكية العامة للإحصائيات و المعلومات الاقتصادية (د. ج. اس. أي. أو)، أرقاما مثيرة حول سكان بروكسيل الحاليين. فحسب آخر أرقام هذا المركز المعروف بمصداقيته و ببحوثه العلمية، فان سكان بروكسيل الحاليين يتجاوز عددهم مليون نسمة، يشكل منهم البلجيكيون - بما فيهم الأجانب المجنسون- 73,14%، أي بمقدار 745111 نسمة. ويأتي في المرتبة الثانية الفرنسيون ب 40646 نسمة، يليهم مباشرة المغاربة (الغير مجنسين) ب 40646 نسمة. و بعد المغاربة يحل الايطاليون ب 27097، ثم الاسبان ب 19725 و بعدهم يأتي الأتراك ب 10939 و البولونيون ب 9766 ، ثم البريطانيون ب 8856، و اليونانيون ب 8338 و الألمان ب 8322 ، و الكونغوليون ب 8322، ثم الأمريكيون ب 3081 نسمة أما الباقي فينتمون إلى جنسيات مختلفة.
ويشار بان الرقم الذي يهم هنا المغاربة يتعلق فقط بالمغاربة الغير الحاصلين على الجنسية البلجيكية ، ولا تأخذ بعين الاعتبار المغاربة المجنسين و المغاربة المقيمين بدون أوراق ببروكسيل و هم عديدون.
كما يمكن الإشارة بان عدد المغاربة المقيمين في بلجيكا المجنسين منهم و الغير المجنسين يقارب 600 ألف حسب بعض التصريحات الرسمية( 350 ألف منهم فقط مسجلون بالقنصليات المغربية حسب تصريح للسفير المغربي ببلجيكا السنة الماضية للأسبوعية لوبيف اكسبريس، عدد 3038)، 80 في المائة منهم يقطنون بروكسيل. و تشير هذه الدراسات إلى كون الجالية المغربية، هي الجالية الأكثر إقداما على طلب الجنسية البلجيكية. و بذلك فان عدد المجنسين اليوم من مغاربة بلجيكا يصل إلى الثلثين (2/3(
و يذكر بان المغاربة أصبحوا يشكلون وزنا سياسيا و اقتصادا و ثقافيا لا يستهان به، إذ تحولوا إلى ورقة انتخابية رابحة للأحزاب الفرونكوفونية في صراعهم المتواصل ضد طموحات الأحزاب الفلامانية، وهذه الأخيرة تعمل بكل قوة من اجل إيجاد قدم لها في العاصمة. و حسب صحيفة "الساعة الأخيرة/لاديرنيير اور" ليوم الجمعة 3 شتنبر الجاري، فان عدد السكان الفلامنيين في بروكسيل لا يتعدى5,3 في المائة. و هذا الفرق العددي بين الفرونكفونيين و الفلامانيين يجعل الأحزاب المتطرفة الفلامانية مكبلة في انجاز مشاريعها الاستقلالية أو الانفصالية على حد تعبير الفرنكوفونيين.
الصحيفة البلجيكية "الساعة الأخيرة/لاديرنيير اور" اعتمدت على أرقام أخرى أنجزها الباحثان البلجيكيان اندري لامبير و اوهلي بارت المنتميان لجمعية "اداساس". و حسب هذه الدراسة فان عدد الفلامانيين لا يتعدى 55 ألف، و هذا الرقم يجعل عددهم لا يتعدى كثيرا عدد المغاربة الغير مجنسين أو الفرنسيين، مما يبقي بلجيكا محصنة على المدى البعيد من مخاطر التقسيم والانفصال، بالرغم من الأزمات السياسية المتتالية التي تعيشها بلجيكا.
و للإشارة فان النظام البلجيكي يقر بتعدد الجهات و اللغات، فبالإضافة إلى الجهتين الفلامانية و الوالونية المتنازعتين، تضل جهة بروكسيل ببعدها الأوروبي و العالمي صخرة تتكسر عليها كل الخطابات المتطرفة. فإذا كانت اليمين المتطرف "فلامس بيلانغ" سبق له أن حصل على 25 في المائة من أصوات الناخبين في إحدى الاستحقاقات السابقة، فان الجبهة الوطنية المتطرفة في كل من والونيا و بروكسيل لم تستطع يوما تجاوز عتبة 2 في المائة من الاصوات.