971 ألف مهاجر مقيم ببلجيكا نصفهم مغاربة أوردت صحيفة "لاديرنيير اور" البلجيكية، نقلا عن مكتب الإحصاء التابع للمجموعة الأوروبية "اورو ستات"، إحصائيات حديثة حول عدد الأجانب المقيمين بدول الاتحاد الأوروبي، و قدرت عددهم ب 30 مليون و 800 ألف أجنبي مقيم فوق أراضيها، أي بمعدل 6.2 في المائة من سكان 27 دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي، و الذين يقدر عددهم في المجموع ب 500 مليون مواطن أوروبي، ضمنهم 11.3 مليون مواطن، منحدر من احد بلدان الاتحاد. وحسب الإحصائيات نفسها، فان دولة الليكسمبورغ استقر فيها اكبر عدد من المهاجرين مقارنة مع عدد سكانها الأصليين، إي بمعدل 43 في المائة، تليها دولة ليتوانيا ب 18 في المائة، ثم استونيا ب 17 في المائة. وفي بلجيكا فيصل عدد المهاجرين الغير مجنسين فيها إلى 971.000 نسمة أي بمعدل 9.1 من السكان المحليين. ويأتي في مقدمتهم الايطاليين ب 169 ألف، يليهم الفرنسيين ب 130 ألف، ثم الهولنديين ب 123 ألف. ويشار بان هذه الأرقام لا تأخذ بعين الاعتبار المجنسين، أو أصحاب الجنسية المزدوجة، بحيث إذا أخذنا بعين الاعتبار أصول المواطنين البلجيكيين، فإننا نجد بان المغاربة يحتلون الصف الأول قبل الايطاليين، و يصل عددهم إلى 350 ألف مغربي مسجل رسميا في القنصليات المغربية الثلاثة في بلجيكا (بروكسيل و لييج و اونفيرس) حسب آخر تصريح لسفير المغرب في بلجيكا سمير الدهر للأسبوعية "لوبيف ليكسبريس"، بل أضاف السفير المغربي في تصريحه قائلا : "و اعتمادا على مقاييس أخرى، يمكن الحديث عن 600 ألف مغربي". جريدة "لاليبر بلجيك أوردت في عددها ليوم الأربعاء 16 دجنبر الحالي مقالا مفصلا حول الموضوع، فتوقفت كثيرا عند الجاليتين المغربية و التركية، حيث وصفتهم بالجاليتين المهمتين في أوروبا. وعكس ما ذهبت إليه جريدة "لاديرنيير اور"، فان جريدة "لاليبر بلجيك" كتبت بان ألمانيا هو أول بلد يحتضن اكبر عدد من المهاجرين في أوروبا، حيث يقدر عددهم ب 7 ملايين و 200 ألف أجنبي يعيشون فوق أراضيها، أي بمعدل 8.8 في المائة من سكانها الأصليين، من بينهم مليون و 800 ألف تركي و 570 ألف ايطالي و 413 ألف بولوني. فرنسا من جهتها تحتضن 3 ملايين و 300 ألف أجنبي، من بينهم 477 ألف جزائري و 461 ألف مغربي. ثم تاليها اسبانيا ب 5 ملايين و 300 ألف نسمة، أي بمعدل 12 في المائة من سكان اسبانيا الأصليين و بعدها مباشرة تأتي انجلترا ب 4 ملايين أجنبي. و حسب جريدة "لاديرنيير اور" لنفس اليوم، فان عدد المغاربة (الغير المجنسين) القاطنين بأوروبا، يقدر ب مليون و 700 ألف، في حين يفوق عدد الاترك ب مليونين و 400 ألف، اغلبهم مستقرين بألمانيا و هولندا و بلجيكا. و اعتبارا أن الجالية الايطالية و البرتغالية، أو الجاليات القادمة من احد بلدان الاتحاد الأوروبي، أوروبيون، فتضل الجاليتان التركية و المغربية اكبر الجاليات المستقرة بأوروبا و الغير المنتمية إليها جغرافيا. وأبرزت هذه الإحصائيات، بان 86 في المائة من المغاربة الغير مجنسين، مستقرين بأربعة دول رئيسية، تأتي في مقدمتهم اسبانيا بحوالي 650 ألف مغربي، تليها فرنسا ب 461 ألف مغربي، و ايطاليا بما يقارب 400 ألف مغربي، ثم بلجيكا ب 80 ألف مغربي غير مجنس. ويشار بان الإحصائيات البلجيكية تشير بان ثلثين من المغاربة تمكنوا من الحصول من الجنسية البلجيكية، بما يعني أن هذه الدراسة لم تأخذ بعين الاعتبار هذه الفئة من المجنسين . وكشفت هذه الدراسة أيضا عن حقائق أخرى، كون الأجانب في العديد من الدول الأوروبية هم القادمون من أوروبا نفسها، إذ نجد مثلا استقرار أعداد هائلة من الألمان في النمسا و بولونيا، نضرا لروابط ثقافية و تاريخية قديمة، كما نجد أعدادا هائلة من مهاجري أوروبا الشرقية سابقا مستقرين في ليتوانيا و ليستونيا و المانيا و بلجيكا، و كذلك نجد جاليات مهمة ايطالية و فرنسية و هولندية مستقرة في بلجيكا، لكن هؤلاء لم يفقدوا جنسياتهم الأصلية كما لم يطلبوا جنسيات بلدان الإقامة، لأنهم لا يحتاجون لها أصلا مادام يتمتعون بحقوق المواطنة الأوروبية كاملة و يتنقلون في أوروبا بكل حرية وفق بنود اتفاقية شينغن.