شكل الوضع في قطاع غزة والتصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والتعيينات في مؤسسات الاتحاد الأوروبي والوضع في منطقة الساحل والحكم الصادر عن محكمة لاهاي بخصوص مذبحة سربرينيتشا أبرز المواضيع في الصحف الاوروبية الرئيسية الصادرة اليوم الخميس. ففي فرنسا شكلت الجولة الافريقية التي يبدأها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الخميس ،أحد المواضيع التي حظيت باهتمام الصحف، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن هذه الجولة يطغى عليها الجانب الامني خاصة وأنها تتزامن واطلاق عملية جديدة بمنطقة الساحل والصحراء تحت اسم "برخان" مشيرة الى أنه اذا كان تدخل القوات الفرنسية في مالي ( عملية سرفال) قد مكن من توجيه ضربات موجعة للمجموعات الارهابية بالمنطقة فإنها لم تؤد الى تدميرها بالكامل. وأضافت الصحيفة أن المجموعات الجهادية التي دمرت القوات الفرنسية جزءا كبيرا من بنيتها ، تحاول اعادة تنظيم نفسها مستغلة "النقطة السوداء التي يمثلها جنوب ليبيا". من جهتها اعتبرت صحيفة (لاكروا) ان فرنسا تضطلع بمهمة ذات نفس طويل بمنطقة الساحل ،تتمثل في مراقبة ومحاربة المجموعات الجهادية التي تجد في المناطق الصحراوية ملاذا سهلا للاختباء. وأضافت أن منطقة الساحل ليست فقط منطقة مترامية الاطراف قد تسقط في يد الجهاديين ، بل هي أيضا ميدان للتجارة المشبوهة الموجهة نحو الشمال ،مؤكدة انه من المهم ان يبين هولاند في بلدان مثل كوت ديفوار والنيجر وتشاد ان فرنسا تشجع الجهود الرامية الى تحقيق حكامة اكثر شفافية وادماجا. من جانبها رأت صحيفة (لوفيغارو) ان جولة الرئيس هولاند الافريقية تطغى عليها قضايا الارهاب بمنطقة الساحل والازمات الاقليمية التي تزعزع استقرار مالي وليبيا ونيجيريا وافريقيا الوسطى. وفي ألمانيا ركزت الصحف اهتمامها اليوم على مواضيع كان أبرزها الحكم الصادر عن محكمة لاهاي والقاضي بمسؤولية هولندا الجزئية عن الإبادة الجماعية في سربرينيتشا، وآخر تطورات قضية تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية التي اثيرت في اتصال بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأمريكي باراك أوباما. وبخصوص مذبحة سربرينيتشا كتبت صحيفة (دي فيلت) في تعليقها أن هذه المذبحة التي استهدفت المسلمين البوسنيين كانت واحدة من أكبر الفظاعات في التاريخ الأوروبي بعد الحرب العالمية وواحدة من أنجح عمليات القمع. وعبرت الصحيفة بهذا الخصوص عن ارتياحها لحكم محكمة لاهاي "لأنه ينعش ذاكرتنا ، ويحمل المسؤولية لهولندا، التي لم تقم كتيبتها التابعة لقوات حفظ السلام الأممية بعملها في ذلك الوقت، وتركت وصول الجزار إلى الضحايا الذين كان معظمهم من النساء والأطفال وكانوا يحتمون بها". وأضافت الصحيفة أنه في جميع الأحوال فالمسؤولية الحقيقية لا تتحملها هولندا لوحدها بل حتى الأممالمتحدة، التي أعلنت أن سربرينيتشا منطقة محمية ، إلى جانب أن جنود حلف شمال الأطلسي (الناتو) لم يحركوا ساكنا لمنع جيش الجنرال ملاديتش من اقتراف المذبحة. من جهتها دافعت صحيفة (فولكشتيمة تسايتونغ) عن موقف قائد الكتيبة الهولندية توماس كارمانس مشيرة إلى أنه لم يكن أمامه خيار آخر ، فكان إما أن يشاهد الصرب يقومون بالقتل الجماعي، أو أن يضحي ب 450 جنديا من جنوده، فاختار إنقاذ جنوده . وترى الصحيفة أن عمل الفرق التابعة للأمم المتحدة تتصرف بنفس الطريقة في جميع بؤر التوتر في أنحاء العالم متسائلة عما إذا كانت كتيبة ألمانية في مثل هذه الصراعات العرقية ستكون على استعداد للتضحية بجنودها أو تقوم بحمايتهم ،لكن تقول الصحيفة ، في كلتا الحالتين، سيتم إدانتها. ووفقا لصحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فإن حكم محكمة لاهاي جاء متأخرا لجبر ضرر المسلمين ضحايا مجزرة بلدة سربرينيتشا في البوسنة والهرسك في يوليوز 1995 مشيرة إلى أنه بالفعل تواجه قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عددا من التحديات. لكن ، ترى الصحيفة ، أن الدول التي ترسل جنودها في بعثات حفظ السلام ينبغي أن تتحمل المسؤولية وتقوم بمهامها، وعلى هذا الاساس ، تدعو إلى تأسيس محكمة أممية متخصصة في محاكمة بعثاتها التي تفشل في القيام بمثل هذه المهام. من جهة أخرى سلطت الصحف الضوء على ملف تجسس أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي استهدفت ألمانيا، والذي لا يزال يلقي بثقله على العلاقات الألمانية الأمريكية ، مشيرة إلى أن الملف شكل موضوع اتصال جرى بين المستشارة ميركل والرئيس الأمريكي أوباما. فكتبت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) في تعليقها أن الجانبين تبادلا خلال الاتصال وجهات نظر حول التعاون بين أجهزة المخابرات بالبلدين مبرزة أن ميركل تعتبر الولاياتالمتحدة حليفة وصديقة ، لكنها أصبحت شريكا بعيدا جدا بعد أن أثارت قضية التجسس الرأي العام في ألمانيا. وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت هذه الضغوط المتزايدة ، ستمكن من مواصلة المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي. أما صحيفة (مونشنه ميركور) فلاحظت أن الاتصال بين ميركل وأوباما جاء بعد أحد عشر يوما من صمت واشنطن تم خلالها اتصالين بين ميركل والرئيس الروسي فلادمير بوتين معربة عن تخوفها من أن تؤدي لامبالاة أوباما إلى تراجع مستوى الصداقة التي تجمع بين بلدين مهمين. وفي سويسرا ، شكل الوضع المتفجر في قطاع غزة لليوم العاشر و الهجوم العسكري الإسرائيلي أهم حدث جذب الصحف السوسرية. فتحت عنوان "الأطفال يؤدون ثمن الغارات الاسرائيلية"، كتبت " لا تريبيون دي جنيف" تستنكر سقوط ضحايا مدنيين ، وخاصة بين أطفال غزة. وقالت الصحيفة إن أربعة أطفال دون سن 11 عاما قتلوا الأربعاء في تفجير لكوخ صيد على شاطئ غزة ، مشيرة إلى أن " مشاهد المدنيين وهم يستغيثون ويبحثون عن مأوى زادت مع تكثيف الضربات الجوية على القطاع ". وتساءلت صحيفة " لوتون" حول " الدور الغامض الذي تلعبه مصر" والتي اقترحت مشروعا لوقف إطلاق النار ، رفضته حماس ، " لم يتضمن عمليا أي إمكانية لتحسين الأوضاع المعيشية لسكان القطاع". واضافت أنه " بعد عشرة أيام من الصراع الدموي، لازالت قواعد اللعبة للتسوية غير واضحة خاصة وأن الوضع تغير بشكل كبير في القاهرة منذ الاطاحة بالرئيس محمد مرسي، المنتمي الى جماعة الإخوان المسلمين". وتوقعت صحيفة " 24 أور" من جانبها موجة جديدة "من العنف" بعد "هدنة انسانية" قصيرة بطلب من الأممالمتحدة مشيرة الى أن حركة حماس طلبت رسميا من الجانب المصري مقترحا منقحا لوقف إطلاق النار. وفي السويد، كتبت صحيفة "داغينس نيهيتر" أن إسرائيل وحماس وافقتا على هدنة لمدة ست ساعات، في الوقت الذي اقترحت فيه فرنسا ارسال مراقبين من الاتحاد الاوروبي من أجل انهاء القتال مذكرة بمقتل أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و 11 عاما في غارة عسكرية إسرائيلية على شاطئ غزة. وقالت الصحيفة إن القصف الإسرائيلي تسبب حتى الآن في مقتل 216 شخصا ، وجرح أكثر من 1500 أخرين من الجانب الفلسطيني مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ 40 غارة جوية أمس الاربعاء بهدف تصفية محمود الزهار، القيادي في حركة حماس. من جانبها، نقلت صحيفة "سفنسكا" قول المحامي الفلسطيني راجي الصوراني، إن الهجمات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تهدف الى ترويع السكان المدنيين في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية. وذكرت الصحيفة أنه والى حدود 15 يوليوز تم قتل 181 فلسطينيا، وفقا للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة، 147 منهم من المدنيين العزل، بما في ذلك 36 طفلا و 29 امرأة، وجرح 1181 معظمهم من المدنيين، منهم 368 طفلا و 253 امرأة . وفي إسبانيا تركز اهتمام الصحف حول الوضع في قطاع غزة بعد هجوم الجيش الإسرائيلي الذي خلف مقتل أربعة أطفال على أحد الشواطئ. وهكذا أسفت صحيفة (إلموندو)، تحت عنوان "مصرع أطفال في شاطئ غزة"، لكون رمال الشواطئ لم تسلم بدورها من الهجمات الإسرائيلية، التي أدت الى مقتل أربعة أطفال. وأضافت اليومية أن الهجوم، الذي وقع على بعد أمتار قليلة من الفندق حيث يقيم الصحفيون الذين يغطون الوضع في المنطقة، أثار مشاعر الجميع وخلف صدمة عبر العالم. من جهتها كتبت (إلباييس) أنه بعد تسعة أيام من القصف العسكري، دعت إسرائيل 100 ألف شخص بقطاع غزة لإخلاء منازلهم كي تواصل هجومها، مبزرة أن آخر حصيلة تشير إلى مقتل أزيد من 200 فلسطيني. وفي سياق متصل قالت صحيفة (إلموندو) إنه بعد هذه المجازر، أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لوقف إطلاق النار لخمس ساعات، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق ب"هدنة إنسانية". أما صحيفة (لاراثون) فأوردت أن حركت حماس تعهدت بالانتقام من الهجوم الإسرائيلي الذي خلف مقتل أربعة أطفال من عائلة واحدة على أحد شواطئ غزة، مشيرة إلى أن هذا التصعيد الجديد أثار شجب وغضب الحركة. وفي روسيا لازال حادث مترو الانفاق الذي وقع الثلاثاء بالعاصمة الروسية موسكو ،والذي خلف مصرع 22 شخصا وإصابة أكثر من 160 آخرين بجروح ،يسترعي اهتمامات الصحف التي أبرزت ان المحققين يرون في العامل التقني أحد الأسباب المحتملة لأكبر كارثة في التاريخ الحديث لمترو الانفاق ، مستبعدين احتمال عمل إرهابي. وتشير صحيفة (إزفيستيا) إلى أنه لم تبق سوى الاحتمالات الفنية للفاجعة مثل التشغيل العرضي لآلية التحويل، ووجود عطل بالقطار وأخطاء صناعية. وذكرت صحيفة (نوفيه إزفيستيا) أن تاريخ مترو الأنفاق في موسكو شهد ثمانية حوادث أسفرت عن إصابات، إلا أن حادث الثلاثاء كان الأكبر من حيث عدد القتلى والمدة الزمنية المطلوبة لاستئناف حركة القطارات. واعتبرت صحيفة (فيدوموستي) أن هذا الحادث غير المسبوق من حيث عدد الضحايا في مترو موسكو يجب ألا يمر مرور الكرام، بل يجب إجراء عملية مراقبة شاملة وشفافة لمنظومة المترو. وذكرت الصحيفة أن المترو يعد وسيلة النقل الأكثر استخداما في موسكو، حيث تزيد حصتها في إجمالي حركة الركاب عن 56 في المائة ،موضحة أنه في العام الماضي، تجاوز متوسط عدد الركاب سبعة ملايين شخص في اليوم، وخلال أيام العمل أكثر من 8,5 مليون شخص. وينقل مترو الأنفاق في موسكو 2.4 مليار راكب سنويا. وأوضحت مصادر في لجنة التحقيق الروسية لصحيفة (كوميرسانت) أن التحقيق في الحادث لن يقتصر على البحث عن المسؤولين المباشرين. ونظرا لزيادة عدد الحوادث في مترو الأنفاق في موسكو في الآونة الأخيرة، ينوي التحقيق دراسة منظومة تأمين حركة نقل الركاب في المترو، وتقييم أعمال الموظفين المسؤولين عنها من وجهة النظر القانونية. وفي إيطاليا ، أولت الصحف اهتمامها مجددا لترشيح وزيرة الخارجية الايطالية، فيديريكا موغيريني كممثلة سامية للشؤون الخارجية الاوروبية. واعربت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" عن اعتقادها أن إيطاليا '' راهنت على تعيين موغيريني في منصب الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية ، مشيرة إلى أن العقبات لا تزال قائمة بسبب موقف بعض البلدان التي تشكك في قدرة الوزيرة الايطالية الشابة بسبب "نقص الخبرة"، في حين أن آخرين، لا سيما في شرق أوروبا، ينتقدون مواقفها التي يعتبرون أنها موالية لموسكو. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، لا يدخر أي جهد للحصول على هذا المنصب الذي يعتبره ذا '' قيمة عالية '' معلنا أنه لصالح تأجيل جميع التعيينات في مؤسسات الاتحاد الأوروبي الى شهر غشت المقبل. ووفقا لصحيفة "لا ريبوبليكا"، فإن حزب الاشتراكيين الأوروبيين يدعم تعيين موغيريني في هذا المنصب، مشيرة إلى أن القادة الأوروبيين وصلوا أمس الأربعاء الى الاجتماع الاستثنائي في بروكسل'' منقسمين بشأن مسألة التعيينات'' بما في ذلك الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية ورئيس المجلس الأوروبي حيث لا يخفي البعض تأييده لتعيين رئيس الوزراء الإيطالي السابق، انريكو ليتا في هذا المنصب. و نقلت الصحيفة، في هذا الصدد، عن ما رينزي قوله إن'' إيطاليا بصفتها عضوا مؤسسا للاتحاد الأوروبي ، لا تطلب موقفا أو أخر بل فقط الاحترام''.