في أعقابِ زيارةِ وزير الخارجيَّة الإسبانِي، خوسي مانويل غارسيا مارغالو، إلى المغرب، وإجرائهِ مباحثاتٍ مع نظيره المغربي، صلاح الدين مزوار، جرى الإعلان، صباح اليوم، بالرباط في لقاءٍ صحفِي، عن اعتزام العاهل الإسبانِي الجديد، فيليبي السادس، إجراء زيارةٍ إلى المغرب، قبل حلول شهر غشت المقبل، وهي الفترة نفسها التِي كانَ سلفهُ المتنحِّي، خوان كارلوس الأوَّل، قدْ زارَ فيها، المملكة، العام الماضي. رئيسُ الديبلوماسيَّة الإسبانيَّة، أعربَ مجددًا عن موقفِ بلادهِ الداعمِ لحلٍّ تفاوضِي في قضيَّة الصحراء، تحت إشرافِ الأمم المتحدَة، مع تثمين العرضِ المغربي للحل؛ ممثلًا في منح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبيَّة. وفي جوابٍ لهُ على سؤالٍ لهسبريس، حول الأوضاع الحرجة التي يجتازها المهاجرون المغاربة في إسبانيا، ومأزقهم حين يعمدُون إلى تجديد أوراق الإقامة فيجدون أنفسهم مضطرِّين إلى التوفر على عقدِ عمل، أوضحَ مارغالُو أنَّ الإسبان أنفسهم يعيشُون أوضاعًا صعبة لا المهاجرون فقط، بعدما بلغت نسبة البطالة حواليْ 25 بالمائة، بيدَ أنَّها أزمةٌ ماضيةٌ في التعافِي، حاليًّا. من جانبه، قال وزيرُ الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، إنَّ المباحثات التي أجراها مع نظيره المغربي، انكبَّتْ على دعم المبادلات التجاريَّة بين المغرب وإسبانيا، زيادةً على بروز قطاعات واعدة، وإيلاء اهتمامٍ أكبر لمقاولات القطاع الخاص. مزوار أضافَ أنَّ الملفَّ الأمنِي لمْ يكن غائبًا على الزيارة، بحيث جرى بحثُ الأسئلة ذات الصلَة بالإرهاب، الذِي ينسقُ البلدان في محاربته، في الوقت الذِي تشتدُّ شوكتهُ في بؤر توتر كثيرة، كان آخرها سيطرة مقاتلِي "الدولة الإسلاميَّة في العراق والشام"، المعروفة اختصارًا ب"داعش" على محافظات عراقيَّة يزحفُون منها صوب العاصمة العراقيَّةبغداد. الوزيرُ "التجمعِي" أردفَ أنَّ اللجنة العليا المشتركة بين المغرب وإسبانيا، ستنعقدُ في سبتمبر القادم، في ظلِّ منافسة إسبانيَّة لفرنسا، نجحت قبل سنتينْ في إزاحة مؤقتةٍ لفرنسا، من صدارة "الشركاء التجاريِّين" للمغرب. ووفقًا لبلاغٍ تلَا لقاء وزيري خارجية المغرب وإسبانيا، فإنَّ الطرفين يثمنان التوجه نحو تمكين اللغة الإسبانيَّة في المغرب، وذلك عبر اتفاقٍ يقضِي بإحداثِ باكلوريا إسبانيَّة في النظام التعليمي المغربي، التي كان وزيرُ التربية المغربي، رشيد بلمختار، قدْ أعلن عنها قبلَ أشهر، على غرار البكالوريا الفرنسيَّة. على الصعيد المغاربي، لفت مزوار إلى أنَّ الصراع في ليبيا كانَ حاضرًا ضمن أجندة اللقاء، قائلًا إنَّه صار من غير الناجح البحث عن حلول عبر السلاح، وينبغي عوض ذلك، الجلوس إلى طاولة المباحثات، لبلوغ دولة "يسودها القانون وتشتغلُ فيها المؤسسات بصورةٍ طبيعيَّة".