التئام اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في دورتها العاشرة بعد تأجيلها بسبب الأزمة الخانقة التي تعيشها إسبانيا تحتضن الرباط غدا الأربعاء أشغال الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية، التي كان مقررا أن تنعقد في 12 شتنبر الماضي. وسيترأس رئيسا حكومتي البلدين، عبد الإله بنكيران وماريانو راخوي أشغال هذه الدورة. ويتضمن جدول أعمال الدورة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكتين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ويأتي انعقاد دورة اللجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية يوم غد بعد أن تم تأجيلها لعدة مرات، حتى قبل وصول الحزب الشعبي إلى الحكم في إسبانيا. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن مصادر حكومية إسبانية، أن وفدا إسبانيا هاما برئاسة رئيس الحكومة، سيصل غدا الأربعاء إلى الرباط للمشاركة في أشغال الاجتماع العاشر رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا. ويضم الوفد الإسباني كلا من وزراء الخارجية والتعاون، خوصي مانويل غارسيا مارغالو؛ والداخلية، خورخي فرنانديز دياز؛ والتجهيز، آنا باستور؛ والفلاحة والتغذية والصيد، ميغيل آرياس كانيت؛ والصناعة والطاقة والسياحة، خوصي مانويل صوريا؛ والتربية، خوصي إغناسيو ويرت؛ والعدل، ألبتو رويز غالاردون؛ وكاتب الدولة في التجارة، جيم غارسيا لوغاز. ومن المرتقب، حسب نفس المصادر، أن يوقع البلدان خلال هذا اللقاء على اتفاق في مجال التربية من أجل تسهيل تبادل الأساتذة وآخر بشأن إلغاء التأشيرة بالنسبة لجوازات سفر الخدمة. وكانت الأزمة الخانقة التي تعيشها إسبانيا في الفترة الأخيرة سببا في تأجيل عقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية، بسبب الأجندة المكثفة لرئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، والتزاماته الكثيرة التي تستدعي إعطاء الأسبقية لعلاقات إسبانيا مع شركائها الأوربيين بالدرجة الأولى للتخفيف من آثار تلك الأزمة. وأبلغت الحكومة الإسبانية نظيرتها المغربية في حينها استحالة عقد اللجنة العليا المشتركة لأن أجندة راخوي لا تسمح له في التاريخ المحدد بترؤس الاجتماع في الأسبوع الثاني من الشهر الماضي، كما كان متفقا عليه، وطلبت بتأجيله والبحث عن تاريخ جديد لهذا اللقاء. ويعود تأجيل انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين المغرب وإسبانيا الشهر الماضي إلى تزامنها مع زيارة كل من رئيس مجلس الاتحاد الأوربي والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إلى مدريد، في أول زيارة رسمية للأخير منذ انتخابه على رأس الجمهورية الفرنسية، وهي الزيارة التي كان يعول عليها الإسبان للتخفيف من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلادهم، خصوصا وأن الرئيس الفرنسي طلب بمنح قروض تصل إلى 100 مليون أورو لإنقاذ البنوك الإسبانية من الإفلاس. كما تتزامن الدورة مع زيارة الرئيس الفنلندي إلى إسبانيا، قبل توجه راخوي إلى إيطاليا. وتعد هذه الزيارة هي الثانية لرئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب، بعد الزيارة الأولى له بداية السنة، كانت الأولى له إلى بلد أجنبي بعد تعيينه على رأس الجهاز التنفيذي عقب الانتخابات التشريعية التي منحت الفوز للحزب الشعبي الذي يتزعمه. ويعقد الوفد الرسمي المرافق لرئيس الحكومة الإسبانية اجتماعات ثنائية مع نظرائهم المغاربة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في القطاعات التي يسيرونها. كما يتضمن جدول أعمال الدورة عقد لقاء بين رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم الإسبان يترأسه رئيسا حكومتي البلدين، سينكب على مناقشة سبل تطوير العلاقات بين الطرفين، وتشجيع المبادلات التجارية بينهما.