أعرب وزير التعاون الدولي الليبي محمد عبد العزيز الاثنين عن استعداد بلاده للعب دور فاعل كعضو في المبادرة المغربية الاسبانية المشتركة ل (الوساطة بمنطقة المتوسط). وثمن عبد العزيز في لقاء صحفي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو، الذي بدأ زيارة عمل لليبيا على رأس وفد هام، هذه المبادرة مؤكدا تطلع ليبيا الى الإسهام من خلالها في «وضع الحلول للمشاكل التي تعترض هذه المنطقة في اطار متوسطي وافريقي وعربي» . وكان المغرب واسبانيا قد أطلقا مبادرة (الوساطة بمنطقة المتوسط) التي تروم تعزيز الحوار والتسوية السلمية للنزاعات، وفقا لميثاق الأممالمتحدة، في شهر شتنبر الماضي بنيويورك خلال اجتماع وزاري حضره العديد من الوزراء والمسؤولين بالمنطقة المتوسطية، على هامش أشغال الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة. ويسعى البلدان من خلال هذه المبادرة الى تطوير الوساطة كآلية للوقاية والتسوية السلمية للنزاعات، من خلال تعزيز القدرات الوطنية في هذا المجال عبر إشراك المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية. وفي سياق متصل ، أشار المسؤول الليبي الى أن المباحثات مع وزير الخارجية الاسباني تناولت الوضع في شمال مالي، مؤكدا على «التنسيق الكامل بين البلدين في ما يتعلق بإعادة السلام والامن والوحدة للاراضي المالية» . وأبرز أهمية تنسيق المواقف السياسية للبلدين في المحافل الدولية والاقليمية، مثمنا «الدور المحوري لاسبانيا في المنظمات الاقليمية على المستوى الاوربي وعلى مستوى الدول المطلة على حوض المتوسط» . وعلى المستوى الاقتصادي، دعا المسؤول الليبي إلى مشاركة القطاعين العام والخاص الاسبانيين في إعادة الإعمار وإقامة المشاريع المتطورة في ليبيا وكذا الرفع من مستوى التبادل التجاري بين البلدين وإعادة الربط الجوي بينهما وتوسيع تعاونهما في المجال المصرفي. وبخصوص الأموال الليبية المجمدة في بلدان خارجية، من ضمنها إسبانيا، اعتبر الوزير الليبي كشف هذه الاخيرة عن أموال لمسؤولين من النظام المصري السابق في مصارف اسبانية إشارة إيجابية على أنها «لن تألو جهدا في مساعدة ليبيا على استعادة أموالها والكشف عن العقارات التي لديها» . من جهته ، أبدى وزير الخارجية الاسباني استعداد بلاده للمساهمة في برامج إعادة البناء في ليبيا في مختلف المجالات والتنسيق معها في مختلف الميادين ، مبرزا أهمية تفعيل التعاون بين البلدين خاصة في مجال الصيد البحري والاستثمار.