انتهت تقريبا الحرب المشتعلة التي كان مضمارها هو سوق الانتقالات ، والتي شهدت تنافسا كبيرا بين مختلف الأندية من أجل الظفر بأحسن اللاعبين وأجود الصفقات ، وذلك من أجل ترميم ما يمكن ترميمه قبل الدخول في فصول المعركة الكبرى ألا وهي الموسم الرياضي الذي انطلق على إيقاع مباريات كأس العرش في انتظار مباريات البطولة الوطنية التي تنذر من بوادرها الأولى على أنها ستعرف صراعا منقطع النظير وذلك مستمدا بطبيعة الحال من طبيعة الاستعدادت التي أشرفت على نهايتها بالنسبة لكل الأندية ولا سيما تلك التي ستدخل المضمار على أساس المنافسة على اللقب ، ومن بين هذه الأندية يبقى الجارين أو قطبي العاصمة الاقتصادية الرجاء والوداد إحدى الأسماء البارزة التي ستدخل بدون أدنى شك إلى المنافسة وهي مثقلة بالمطالب الجماهيرية التي لا تقل عن الفوز بالألقاب ، لكن الرائع في الأمر أنه في خضم الاستعدادت للموسم المقبل شهدت سوق الانتقالات تنافسا كبيرا بين النسور الخضر والفرسان الحمر على أمل الظفر بأحسنها من أجل تعزيز التشكيلة الرسمية وكذلك من أجل أن تعطى لكلا المدربين البرازيلي دوس سانتوس ربان الوداد والفرنسي هنري ميشيل قائد الكتيبة الخضراء إختيارات جيدة من أجل إعداد أحسنها لتنضم إلى القائمة النهائية . فكيف اقتنص الخضر والحمر صفقاتهم ؟ وكيف مرت فترة الانتقالات الأولية بالنسبة للناديين ؟ فهل استطاعا أن يظفرا بأحسن الصفقات ؟ وكيف كانت الاختيارات ، هل هي حسب الجاهز أم حسب المراكز التي تعرف نقصا فظيعا ؟ صفقات على المقاس استطاع كل من مسؤولي الوداد والرجاء أن يثبتوا الذات خلال فترة الانتقالات الحالية وذلك من خلال العمل على جلب أبرز العناصر سواء تلك التي كانت تلعب لفرق وطنية ، أو كانت تمارس بالخارج ، حيث شهدت سوق الانتقالات حيوية كبيرة بالعاصمة الاقتصادية ، وذلك نتيجة للصراع الحتمي والمحتدم على مختلف المستويات بين القطبين ، حيث إن التنافس لم يبقى رهينة المباريات التي تجرى بين الفريقين أي تلك التي يشهدها المستطيل الأخضر لمركب محمد الخامس بل انتقلت عدواه الإيجابية إلى من يظفر بأحسن اللاعبين في فترة الاستعداد سواء للمنافسات الوطنية أو القارية ، فبالنسبة للوداد نقب مسؤولوه بقيادة الرئيس عبد الإله أكرم عن الجواهر الثمينة التي يمكن أن تعزز الفريق مبكرا ، حيث بدأ أولى صفقاته بالتعاقد مع اللاعب البرازيلي جيفرسون الذي كان يعزز الموسم الماضي صفوف الكوكب المراكشي ويعتبر من أبرز المهاجمين على صعيد البطولة الوطنية ، بالإضافة على التعاقد مع اللاعب السابق لفريق أنتر ميلانو الإيطالي المغربي إبراهيم المعروفي ، وكذلك عزز صفوفه بلاعب الرجاء البيضاوي سابقا والقادم من شارلوروا البلجيكي محسن ياجور الذي صدر في حقه مؤخرا قرار الإتحاد الدولي لكرة القدم بأن يؤدي إلى فريقه السابق الرجاء 58 مليون سنتيم بعد انتقاله المفاجئ إلى شارلوروا وذلك كتعويض عن فترة التكوين ، بالإضافة على المهاجم الذي إقتنع المدرب البرازيلي بمؤهلاته وهو اللاعب فابريس أونداما الذي وقع في كشوفات النادي الأحمر لمدة سنتين ،بالإضافة إلى التوقيع لثنائي المولودية الوجدية لخضر ليتيم وإلياس مداح، كما يسجل عودة يونس منقاري إلى عرينه السابق وهو الذي كان منذ مدة مطلب جماهيري كبير بالنظر إلى السمعة الطيبة التي خلفها قبل ذهابه إلى الاحتراف الخليجي ولا سيما انه ابن النادي ، هذا ناهيك عن صفقة المقايضة التي تمت بين الوداد والجيش الملكي حيث استفاد هذا الأخير من خدمات اللاعب الشاب يوسف الترابي مقابل إنتقال عبد الرحمان المساسي إلى القلعة الحمراء ، وقبل أيام قليلة وعقب العودة من المشاركة في دوري أبها بالسعودية وبعد أن تبين النقص في بعض الخطوط ولا سيما في الدفاع عاودت إدارة الوداد الاتصال ببعض اللاعبين اللذين كانوا على مشارف التوقيع لأندية أخرى ، وبعد مفاوضات عادية عاد كل من اللويسي والمياغري وبيضوضان إلى العش الأحمر من أجل مواصلة مسيرة البحث عن الألقاب . أما فيما يتعلق بالكتيبة الخضراء فصفقاتها كانت أكثر أهمية سواء من حيث الكم أو الكيف وذلك بالنظر إلى العديد من المعطيات ولعل أهمها أن أبرز اللاعبين اللذين وقعوا في كشوفات النادي الأخضر يعدون من الركائز الأساسية في فرقهم هذا ناهيك على أن جماهير هذه الفرق اغتاظت كثيرا للتفريط في أحد أعمدتها الأساسية ولعل أهم صفقة وقع عليها عبد السلام حنات منذ انتخابه رئيسا جديدا لبرلمان الرجاء خلف لعبد الله غلام وهي توقيعه لثنائي الكوكب المراكشي مراد عيني ولانسيني كوني ولاعب أولمبيك خريبكة هشام المهدوفي والتي اعتبرها الكل ضربة معلم ، بالإضافة إلى التوقيع على العديد من العناصر الأخرى كحسن ألاص القادم من إتحاد المحمدية وندياي السنيغالي من يوسفية برشيد واللاعب الشاب زكرياء الإسماعيلي الذي أبان عن علو كعبه خلال الدورة الدولية الودية التي أقيمت بمصر وهو ما شفع له لكي ينادى عليه إلى المنتخب الوطني الأول في مباراته الإستعدادية أمام غينيا الإستوائية بالإضافة إلى العائد للعرين الأخضر بوشعيب المباركي ، وكذلك لعبد المولى برابح من النادي القنيطري ويوسف الكاملي وغيرهم ، بالإضافة إلى تسجيل عودة هشام أبوشروان الذي سيعطي قيمة مضافة دون أدنى شك المال آخر الاهتمامات في عرف الأندية الكبيرة في أوروبا أنها لما تكون في حمى الاستعداد تجلب أحسن اللاعبين وبمبالغ فلكية إن لم تكن خيالية ، حيث لا يهمها ماذا تصرف بقدر ما يهمها كم سيكون ربحها اكبر من خلال الدخول بأيدي غليظة ومليئة بالأوروهات لسوق الانتقالات التي لا تعترف سوى بالعملة الصعبة ، وفريقا الوداد والرجاء لم يخرجا عن هذه القاعدة وإن كان الأمر يتعلق بتوازنات مالية أقل من أندية أوروبا إلا أن كل فريق يصرف حسب ميزانيته العامة وحسب معطيات ومقارنات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ، حيث أن كل من عبد الإله أكرم رئيس الوداد وعبد السلام حنات رئيس الرجاء البيضاوي كان الانتباه إلى ما يصرف آخر اهتماماتهم حيث الهم الأول والأخير هو تعزيز الفريق بأحسن العناصر ووضعها أمام المدرب الذي لن تكون له أي مبررات في حال إخفاقه في الاختبار . لكن على الرغم من الصفقات السرية التي يعقدها مكتب الوداد البيضاوي حيث أنه في كل الانتدابات لم تتم الإشارة إلى المبالغ التي أصبحت من أحد الطابوهات بل سر من أسرار الوداد التي لا يجب أن تغادر مقر النادي ، فكل صفقة على حدى يكتفي الكل بمدة التعاقد أما بكم ؟ فذلك في علم الغيب ، حيث لا إشارة صغيرة ولا كبيرة سواء من مسؤولي النادي أو حتى في الموقع الرسمي للفريق الذي يكتفي ببضع كلمات لإعلان الانتداب في خبر لا يغني ولا يسمن جوع الجماهير المتعطشة لكل التفاصيل ، أما ما يروج له في الإعلام المكتوب فهو يبقى مجرد اجتهادات كل حسب مصادره ، حيث أن تكلفة انتدابات الوداد شارفت على مليار سنتيم فيما فريق الرجاء صرف حوالي 700 مليون سنتيم على كل انتداباته حسب ما يتداول هنا وهناك ، لتبقى التكلفة المالية التي تكبدتها خزينة الوداد هي اكبر من الرجاء . التوازن حسب المراكز إن كان هناك من ترشيد للصفقات حسب المراكز في مقارنة بين الناديين ، ففريق الرجاء قام بصفقات حسب الخصاص الذي يعاني منه حيث في مركز الدفاع عزز التركيبة بمراد عيني لكي يشكل مع أولحاج قائدا خط الدفاع بالإضافة إلى زكرياء الإسماعيلي الذي سيشكل الإضافة حسب الحاجة وذلك حسب رؤية المدرب وتكتيكه ،أما في الرواق الأيسر فالجديد هو هشام المهدوفي اللاعب السابق لأولمبيك خريبكة حيث أنه بعد مغادرة زكرياء الزروالي وحكم الفيفا في حقه بتوقيفه لمدة ستة أشهر سيشكل المهدوفي أحسن خلف ، أما في وسط الميدان الدفاعي فالجديد هو كل من لانسيني كوني القائد السابق للكتيبة المراكشية وحسن ألاص القادم من إتحاد المحمدية والذي قدم مباريات ودية في المستوى ولا سيما في دوري النتيفي الذي خسرته الرجاء أمام الدفاع الجديدي ، أما على المستوى الهجومي وبعد توقيف متولي هو الآخر ولنفس المدة التي حكم بها على الزروالي فقد تم التوقيع لبوشعيب المباركي وكذلك للاعب السنغالي ندياي من يوسفية برشيد . أما الوداد فقد كانت انتداباتها حسب الجاهزية وذلك بالتوقيع للعديد من اللاعبين اللذين يشغلوا مركز وسط الميدان والهجوم في تناسي تام للجانب الدفاعي الذي يعاني منه الفريق الأحمر الشيئ الكثير وذاق من مرارته حتى خلال الموسم الماضي على الرغم من فوزه باللقب ، وهذا ما وقف عليه الكل خلال دوري أبها بالسعودية من خلال الأخطاء الفادحة التي ارتكبت خصوصا في المباراة التي جمعت الوداد بالشباب السعودي والتي أثارت سخط الجماهير وهو ما عجل بالمسؤولين إلى معاودة الاتصال بهشام اللويسي من أجل سد الفراغ الحاصل على الرغم من سنه الذي أخذ في التقدم إلا أنه بتجربته الكبيرة في الميادين الرياضية قادر على إعطاء القيمة المضافة لدفاع الوداد ، أما المراكز الأخرى فإن الوداد يعاني فيها فائضا وهو ما يعد عاملا إيجابيا من أجل خلق تنافسية كبيرة بين اللاعبين من أجل حمل القميص في المباريات الرسمية سواء على مستوى حراسة المرمى أو وسط الميدان أو الهجوم . انتهت إذن ...؟ انتهت إذن ...؟ لا لم تنته بعد معركة الانتقالات بين قطبي العاصمة الاقتصادية حيث أنه ما دام باب الانتقالات مفتوحا فإن الأمل سيبقى بالنسبة للجماهير في تعزيز الترسانة بلاعبين جدد ، حيث إنه بالنسبة للرجاء لازال عز الدين حيسا في قائمة الانتظار حيث في الغالب الأعم إن لم يجد عرضا مناسبا من الخارج سيوقع في كشوفات النادي الأخضر ، أما بالنسبة للوداد فإن المفاوضات متقدمة جدا مع اللاعب السابق للفريق عبد الصمد رفيق ، بالإضافة على عصام عدوة الذي لم يبق سوى الاتفاق على القيمة المالية بين ناديي لانس والوداد في أفق سد الفراغ الحاصل على مستوى جبهة الدفاع، لكل ذلك لا يمكن الجزم على أن اللائحة أقفلت وسيتم الاكتفاء بما هو موجود لأن الكل يعلم على أن المنافسات التي سيدخل رحاها كل من الوداد والرجاء تحتاج إلى أسطول من اللاعبين من أجل تمثيل مشرف سواء لجماهير الناديين أو للجماهير المغربية لما يحن موعد الدخول في أم المنافسات الإفريقية ألا وهي عصبة الأبطال الإفريقية .