على وقع شعارات طلابية تهتف بإسم "الشهيد" وتندد ب"الإرهاب" الجامعي، أحيى قادة حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، أربعينية رحيل الطالب عبد الرحيم الحسناوي، الذي قُتِل بجامعة ظهر المهراز بفاس، في 24 أبريل الماضي. الموعد التأبيني، الذي نظم مساء أمس الأحد بقاعة المهدي بنبركة بالرباط، حضره رئيس الحكومة، عبد الاله بنكيران، و3 وزراء من حزبه، هم ادريس الأزمي ومصطفى الخلفي وعبد الله باها، إضافة إلى قيادات تابعة لحركة التوحيد والإصلاح وشبيبة العدالة والتنمية ومنظمة التجديد الطلابي، إلى جانب أسرة الراحل الحسناوي، التي تسلمت هدية تكريمية بإسم المنظمين. رشيد العدوني، رئيس منظمة التجديد الطلابي، وصف في مداخلة له من وقف وراء "اغتيال" الحسناوي ب"أيادي الغدر"، معتبرا إياهم "العصابة التي تختفي وراء اسم فصيل طلابي يحترف الإجرام والإرهاب والعنف داخل الجامعة"، معتبرا أن مقتل الحسناوي "هو اغتيال الجامعة والوطن". وأضاف العدوني أن الفصيل اليساري المذكور "تحميه" أيادٍ "وفرت له الغطاء السياسي ووجدت له تبريرا في الاغتيال"، وهو ما نعته بمحاولة ل"تبييض جريمة الإرهاب في الجامعة"، مردفا "إنهم يعادون الوطن ويحاولون العبث به.. بعد أن اعتبروا الإرهاب خيارا نضاليا والاغتيال مهمة نضالية". وذكر القيادي الطلابي في "أوريما" أن من أسماها "العصابة" حاولت اغتيال العديد من الطلبة في ذلك اليوم، "أصيب حوالي 16 طالبا بجروح متفاوتة الخطورة وانتهكوا حرمات الطالبات"، مضيفا أن الفصيل لا يزال يعيش بحرية داخل بعد المواقع الجامعية "مدججين بأسلحتهم"، "يريدون استدراج الطلبة للعنف.. ونحن مصرون على الثبات على موقفنا ومنهجنا في الحوار والدفاع عن جامعة العلم". أما سعد حازم، نائب رئيس شبيبة العدالة والتنمية، فرأى في مقتل الحسناوي فرصة للكشف عن حقيقة العنف داخل والجامعة وخارجها، مشيرا في هذا الصدد إلى ما قال عنه عنف سياسي "باستدعاء أحداث من خارج المغرب في سياق حملات تحريض"، وفق تعبيره. ودعا حازم، البرلماني عن ال "PJD"، إلى الاتفاق على تنفيذ المبادرات المدنية "ضد العنف الجامعي والإرهاب"، فيما اقترح الوقوف على علاقة الجامعة بالمجتمع، في أفق "جامعة للعمل والمعرفة والحوار". من جهته، قال عبد الحق الحسناوي، شقيق الراحل عبد الرحيم، في كلمة بإسم أسرته، إن الإرهاب الأعمى هو من اغتاله، واصفا من ارتكبوا تلك الجريمة ب"رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون"، مضيفا "الحسناوي لم يكن الأول.. لكن أتمنى أن يكون الأخير". ودعا عبد الحق إلى تخليد سيرة الحسناوي في ذاكرة الطلاب والجامعة المغربية، على أن يتم تفعيل مبادرات ضد العنف، مشيرا أن القضاء يجب أن يأخذ طريقة ومجراه الطبيعي "حتى يأخذ الجناة عقابهم وكونوا عبرة لكل من سولت له نفسه أن يعبث بحياة الناس". وفي مداخلة له في حفل التأبين، شدد عمر بنحماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، على أن قطاعه الطلابي أدار الأزمة بشكل حكيم من أجل وقف نزيف العنف داخل الجامعة، مشيرا أن إطلاق مبادرات مدنية ضد العنف في الجامعات من شأنها أن "تفوت الفرصة على من أرادوا إشعال الفتنة باغتيال الحسناوي". وأضاف بنحماد أن الجامعة المغربية لا يمكن أن تزاحم الجامعات الدولية في عدد الضحايا "لكن بقدر ما فيها من البحث والتحصيل"، فيما ضم صوته إلى من قبله بوصف مرتكبي جريمة قتل الحسناوي ب"العصابة الجهنمية"، إلى أن اعتبر أن تلك الوفاة ستكون مناسبة لميلاد "حركة طلابية راشدة وقادرة على تدبير اختلافاتها بالحوار والسلمية".