نظمت منظمة التجديد الطلابي بكلية العلوم بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس، أمس، الخميس 08 ماي، حفلا تأبينيا للطالب المقتول بالمركب الجامعي ظهر المهراز بفاس، عبد الرحيم الحسناوي، وحضره أعضاء من أسرة الحسناوي ضمنهم أبوه وأخوه، إلى جانب فعاليات طلابية وحقوقية. العدوني: تعويم النقاش حول قضية الحسناوي في الإعلام اغتيال ثان وثالث له وفي كلمته بالمناسبة، هاجم رشيد العدوني، رئيس منظمة التجديد الطلابي، التي ينتمي إليها الطالب عبد الرحيم الحسناوي، الجهات التي قال إنها "توفر الغطاء السياسي للعصابات الإجرامية، التي تجعل من المرافق والمؤسسات الجامعية مكانا لها"، مضيفا أن "توفير الغطاء السياسي لهذه الجريمة النكراء عبر الدفاع عن المجرمين في مجموعة من الأنشطة كندوة الأحد الماضي بمكناس، دليل على أن هناك جهات لا زالت تحن إلى زمن التحكم، وهي بذلك إنما تعبث بمستقبل هذا البلد من خلال تحريك أدوات تنفيذية تخريبية ومنها عصابة البرنامج المرحلي داخل الجامعة المغربية"، حسب تعبيره. وفي سياق متصل، اعتبر العدوني أن "محاولات العديد من المنابر الإعلامية، سواء الرسمية أو التي تدعي الاستقلالية، لتعويم النقاش ومساواة الضحية بالمجرم لن تفلح"، وقال "سنستمر في طريقنا لانتزاع حقنا وحق الشهيد بشكل قانوني، ملتزمين بمنهجنا الذي نتبناه والمبني على النضال السلمي المشروع". واتهم رئيس التجديد الطلابي بعد مسؤولي المؤسسات الجامعية ب"عدم تحمل مسؤوليتهم" في حماية الطلبة، ذاكرا مدير الحي الجامعي الثاني بفاس، وقال "سنتابعه لأن طالبات يتم تهديدهن بالأسلحة البيضاء في المؤسسة التي هو مسؤول عنها، ولأن بغرف الحي الجامعي مجرمات يحملن أسلحة ويضعنها في غرف الحي الجامعي"، داعيا الكل "تحمل مسؤوليته وأن يساهم في إخراج الجامعة من براثين الإرهاب الذي تروج وتتبناه عصابات البرنامج المرحلي". الهيلالي: محاولات جر المنظمة إلى العنف لن تنجح وأكد امحمد الهيلالي، النائب الثاني لرئيس حركة التوحيد والإصلاح، على أن لطالب الراحل "شهيد الشعب المغربي ككل وليس فقط الحركة الطلابية، ودمائه قد سقت بذور هذا المنهج الذي نتبناه كحركة وسطية معتدلة"، وقال إن منظمة التجديد الطلابي "غصة في حلق من لا يريدون الاستقرار لهذا البلد، وأن كل المحاولات التي تجري الآن هي لجر المنظمة للعنف، لأن هذا المكون الإرهابي من داخل الجامعة، والمدعوم من الحزب المولود مشوها والمغذى لينينيا وماركسيا"، مضيفا "هذا المكون هزم فكريا وثقافيا وسياسيا، ولن ينجحوا في جر المنظمة للعنف، لأننا نعتبر الجامعة فضاء لصناعة الرجال والنساء الذين سيقودون سفينة الإصلاح بالمغرب". وتابع "حتى لا تكلم أم أخرى كأم الحسناوي، ماضون لمحاسبة القتلة من برنامج القتل المرحلي ومن تواطئ مع فعله الإرهابي من إعلاميين وسياسيين"، حسب تعبيرهه. البوقرعي: بعث ملف آيت الجيد لن يجعلنا نُخطئ العنوان في هذه المعركة وشدد الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، خالد البوقرعي، في كلماته في الحفل التأبيني، أن التاريخ "يشهد على منهج الحركة الإسلامية الوسطي المعتدل المرحب بالاختلاف المبني على قبول الآخر"، معتبرا أن "محاولة خلط الأوراق عبر بعث ملف أيت الجيد لن يجعلنا نخطئ العنوان في هذه المعركة"، وأضاف "سنمضي في طريقنا لفضح كل المجرمين الفعليين والمعنويين المتورطين في هذه الجريمة الإرهابية، وما حدث يوم 24 أبريل محاولة فاشلة لاستفزازنا ولن ننجر ورائها". أخ الحسناوي: أخي قضى قربانا لهذا الفكر الوسطي المعتدل من جهته، أشار أخ الشهيد عبد الرحيم الحسناوي، عبد الحق حسناوي، أن أخاه "ذهب قربانا وزكاة عن هذا المنهج الذي تربينا عليه داخل المحاضن التربوية لحركة التوحيد والإصلاح وبين إخواننا في منظمة التجديد الطلابي، وقال: "أتمنى أن يكون دم أخي هو آخر دم يراق داخل الجامعة المغربية"، مؤكدا أن قوة مشروع منظمة التجديد الطلابي في "سلميته ووسطيته". هيئة الدفاع: دم الشهيد كشف حقيقة وجوه سياسية وحقوقية وجامعية واعتبر المحامي عبد الصمد الإدريسي، من هيئة الدفاع في ملف مقتل الحسناوي، أن عبد الرحيم "قضى نحبه في سبيل الإيمان بالسلمية والعلم والحوار كمنهج في تدبير الاختلاف"، مشددا على أن "المبررين للعنف ولمقتل الشهيد هم مرتزقة على الوضع الحالي، يحاولون تعويم النقاش وتجزيئه، وتبرئة التنظيم الإرهابي من فعلته بدعوى أن الجريمة جريمة شخصية"، معتبرا ذلك " تغليطا لأن التنظيم أصدر بيانا كتنظيم يهدد فيه أعضاء المنظمة بالتصفية، وبالتالي فمسؤولية التنظيم في جريمة القتل التي كانت مكتملة الأركان هي مسؤولية ثابتة". وحمل الإدريسي مصالح الأمن "كامل المسؤولية"، موضحا أنه، أي الأمن، "كان يعلم بما سيقع، وارتقب سيناريو آخر هو المواجهة وهذا ما لم يحدث، وكذلك الأمر بالنسبة لعميد الكلية الذي حاول طمس الحقيقة التي جرت أمام ناظريه"، على حد قول الإدريسي. وأشار المتحدث إلى أن النيابة العامة "عكس هؤلاء، أخذت المسار الصحيح منذ البداية، عبر إصدارها لبيان جاء فيه عكس ما جاء في البيان المنسوب إلى ولاية أمن فاس، لكنه لم يعمم في الصحافة كما عمم الأول"، يقول الإدريسي.