وسَط طوْقٍ أمنيّ، خاضت منظمة التجديد الطلابي، التابعة لحزب العدالة والتنمية، وقفة احتجاجية، مساء الثلاثاء أمام مقر البرلمان بالرباط، طالبتْ فيها بإجلاء الحقيقة عن مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي، ومعاقبة من كان واقفا خلف العملية، كما طالبت المنظمة الدّولة بتحمّل مسؤوليتها في وضع حدٍّ للعنف داخل الجامعات المغربية. وحرِصَ أعضاء منظمة التجديد الطلابي، خلال الوقفة الاحتجاجية التي حضرها عدد من النواب البرلمانيين عن حزب العدالة والتنمية، ورئيس جناحه الدعوي، منظمة التوحيد والإصلاح، محمد الحمداوي ونوابه، على إبداء التمسّك بالسّلمِ ونهج أسلوب الحوار كمبدأ في تدبير الاختلافات بين الفصائل الطلابية داخل الجامعات. وعلى غرار ما قيل خلال الندوة الصحافية التي كانت قد نظمتها منظمة التجديد الطلابي يوم الأحد الماضي، والتي سلطت فيها الضوء على مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي في المركّب الجامعي بفاس، طالبت المنظمة بتصنيف فصيل "البرنامج المرحلي"، تنظيما إرهابيا، كما شنّت انتقادات لاذعة على وسائل الإعلام العمومية، وعلى ولاية أمن فاس، "لتحيّزها إلى الطرف الآخر"، وِفْق الشعارات التي رُدّدت خلال الوقفة الاحتجاجية. وفيما رفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية شعار "شعارُنا سلمية في وجه البرامجية"، سارَ نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح عمر بنحماد، في الاتّجاه نفسه، داعيا طلبة "التجديد الطلابي" إلى تغليب الحكمة، ونبْذ العنف في كلّ وقت وحين، قائلا "العنف مرفوض في أيّ مجال كان، وهو خطّ أحمر يجب أن يوضع له حدّ"، واستطرد بنحماد "استشهاد الحسناوي يجب أنْ يكون نقطة نهاية العنف داخل الجامعة وبدايةً لمسار جديد". وعلى مسمع النواب البرلمانيين لحزب العدالة والتنمية، قال نائب حركة التوحيد والإصلاح إنّ خوض الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان يحمل رسالة واضحة إلى الجميع؛ وتابَع "ننتظر من المؤسسة التشريعية إجراءات لحماية الجامعة وتحاصر الإرهاب، حتى لا تتكرر الجريمة مرة أخرى، من خلال سنّ قوانين وتشريعات تجعل الأعمال التي تستهدف الطالبات والطلبة أعمالا إرهابية مُدانة"، وأضاف، في رسالة إلى طلبة المنظمة قائلا "خيار السلمية هو الخيار الأقوى والأبقى، أما العنف فلا حاضرَ ولا مستقبلَ له". من جهته، انتقد المحامي عبد الصمد الإدريسي، عن هيأة الدفاع، ولاية أمن فاس، بعد إصدارها لبيان عقب مقتل الحسناوي، قائلا "صُدمنا، لأنّ الذين يفترض فيهم أن يحمونا تحيّزوا، وأصدروا بيانا متسرّعا"، وفي المقابل نوّه الإدريسي بموقف النيابة العامّة، "التي التقطت الإشارة بسرعة، في اليوم نفسه، يفنّد ما جاء في بيان ولاية الأمن، وقدّم الوقائع كما حدثت"، على حدّ تعبيره. هذا ولم تحُلِ الخلافات التي دبّت في أوصال علاقة جماعة العدل والإحسان وحزب العدالة والتنمية مؤخّرا، بعد تحذير عبد الإله بنكيران للجماعة من "العنوسة السياسية"، والردّ القويّ لفتح الله أرسلان على الأمين العامّ لحزب العدالة والتنمية، (لم تمنع) من حضور الفصيل الطلابي للجماعة في الوقفة الاحتجاجية لمنظمة التجديد الطلابي. وفي الكلمة التي ألقاها ممثل الفصيل الطلابي ل"جماعة ياسين"، اتّهم "النظام المخزني برعاية المستبدّين"، داعيا إلى الانتقال إلى المبادرة الفعلية لتكثيف الجهود من أجل العمل على مناهضة العنف داخل الجامعة، وأضاف المتحدث موجّها كلامه إلى باقي الفصائل الطلابية "أيادينا ممدودة لجميع المكونات الطلابية والسياسية، لتشكيل جبهة مدنية ترعى الحوار داخل الجامعة، من أجل تكسير الهوّة السحيقة التي صنعها المخزن.