لأي غرض تصلح آلة الرادار التي ما أن نشاهدها محمولة بين يدي دركي أو شرطي عبر طرقاتنا الوطنية إلا وانتابنا بعض من الهلع وبادرنا فورا لتخفيف سرعتنا حتى وإن كانت قانونية؟؟طبعا تصلح آلة الرادار التي يتأبطها رجل أمن لمعاقبة من لا يحترم قوانين السير ويفرط في السرعة، وأنا خلف مقود سيارتي علي أن لا أتجاوز السرعة المسموح بها والتي توضحها علامات الطريق وإلا سيضبطني الرادار لأدفع من جيبي ما قدره 400 درهم لرجل الأمن دركيا كان أم شرطيا عقابا لي على عدم مبالاتي واحترامي لقانون الطريق، في المقابل يسلمني حامل الرادار توصيل الغرامة التي من المفروض أن تذهب لتصب في خزينة الدولة وما أحوج خزينتنا لسيولة تغنيها عن ذل السؤال...كل هذا لكي يحترم السائق قانون السرعة و التي غالبا ما تكون سببا في حوادث سير مميتة يذهب ضحيتها أبرياء، و بلدنا العزيز من بين البلدان الرائدة في حرب الطرقات كريادته في الفساد والرشوة وتردي التعليم الذي وصل للحضيض و الصحة حيث أصبحت مستشفياتنا العمومية عبارة عن جحيم لا يطاق وتردي مستوى الأمن فالأمن ببلادنا فاتر ومقصر بشهادة المواطن وان كنت مفتريا فلننظم حملة استطلاع ونتقصى عينة من المواطنين و نسألهم السؤال التالي .... أجب ب "نعم "أو" لا" ، هل ترتاح لأداء مؤسسة الأمن بالمغرب ؟؟؟ نعم ....أم لا..؟؟؟وسوف تكون النتيجة صادمة مروعة وتخيلوا نسبة من سيقول "لا " وسيخرجونها من أعماقهم ككرة لهب حارقة... وعودة لرادار مراقبة السرعة، يعترض طريقي دركي أو شرطي يحمل رادارا فيشير لي بالتوقف ويطلب مني أوراق السيارة لكي يتفحصها ثم يبين لي نوعية المخالفة والتي هي الإفراط في السرعة و يبين لي قيمة الغرامة " 400 درهم بالتمام والكمال "...ثم يذهب صوب سيارة الأمن فيخرج دفترا ليهم بتحرير الغرامة فيرفع القلم تارة وينزله أخرى ويلقي بنظرة ذات اليمين وأخرى ذات اليسار ثم ينظر بابتسامة بليغة فصيحة صريحة صوب المخالف فيفهم هذا الأخير الرسالة "ايوة ....فك راسك" نعم هناك من يفضل دفع" رشوة لايت" على دفع مبلغ 400 درهم، وهناك من يفضل دفع مبلغ الغرامة من منطلقات مبدئية وأخلاقية على أن يعطي رشوة لرجل أمن.. نعم، ليس كل المخالفين يدفعون ثمن الغرامة والتي قيمتها 400 درهم فالرادار غفور رحيم إن أبدى السائق المخالف لباقة وكياسة ومد يده بلطف لمحفظة النقوذ ليخرج من ميزانية أسرته ورزق عياله ورقة من فئة 50 أو 100 درهما ليعطيها لحامل الرادار والذي هو رجل أمن سواء كان دركيا أم شرطيا، حينها يبدي الرادار وحامله تسامحا ورفقا وتفهما اتجاه السائق فيعيد له أوراق سيارته ليكمل طريقه وليحرص فيما بعد أن لا يتعدى ال40 أو 60 حسب ما تمليه العلامة المغروسة على جنبات الطريق ... ما يحصله رادار مراقبة السرعة من مداخيل والتي مصدرها جيب المواطن نوعان ... أما النوع الأول فهو غرامة حقيقية مثبتة بتوصيل قانوني وهذا النوع يدفعه المواطن الذي لا يريد دفع الرشوة لكي يظهر لحامل الرادار كم هو نزيه ومستقيم وكاره للرشوة، وأحيانا تجبى القيمة الحقيقية للغرامة تماشيا مع الحملة إذ يرفض الدركي أو الشرطي إكرامية المخالف أي الرشوة لأن التوصيات والأوامر المعطاة في ذالك اليوم هي أن يتم تحصيل مبلغ محدد بنقطة المراقبة التي يتواجد هو فيها الرادار وحامله كل هذا لكي لا يبالغ الرادار في عدم تطبيقه للقانون و إلا فلماذا يصلح هذا الرادار إذ لم نقم بحملات مرة أو مرتين في الشهر ونطبق القانون في يوم معلوم لذر الدهون في العيون؟؟ .. أما النوع الثاني الذي يحصله الرادار المحمول من طرف رجل ببزة أمنية فهو عبارة عن رشوة أو "فك راسك" وهذه المبالغ يتم تقاسمها طبعا بين حامل الرادار الذي هو الشرطي أو الدركي ورؤسائه، يقول البعض علينا أن لا نلوم حامل الرادار فلهذا الشرطي أو الدركي أبناء في سن التمدرس والتزامات أخرى كمصاريف العطلة و رمضان والدخول المدرسي وإرسال الميمة أو النسيبة للحج باش تغسل عظامها، أما رؤساء حامل الرادار شرطيا كان أم دركيا فلهم التزامات أخرى كتجهيز ضيعاتهم التي هي بانتظارهم عند التقاعد النسبي أو الرسمي وإتمام بناء فيلاتهم وإرسال فلذات أكبادهم لإتمام دراستهم في معاهد خاصة، ولأجل هذا نرى حامل الرادار تحت حر الشمس ووقع المطر يحمل بندقيته العجيبة ليصطاد بها المسرعين المتهورين الغير المنضبطين الذين لا يبدون أي احترام للقانون.... وسواء دفع المواطن المخالف قيمة الغرامة أو الرشوة لايت فإنه يستلم أوراق سيارته من حامل الرادار بابتسامة كئيبة ومصطنعة ليتابع طريقه و في قلبه ألم دفين وفي أعماقه غصة مغروسة تماما كما هي مغروسة علامة الطريق التي تحدد لنا السرعة، صحيح أن المواطن تجاوز السرعة المسموح بها ولو بقليل وقد يكون فعلها سهوا فضبطه رادار كريم غلاب المحمول، لكن هل من رادار يضبط من يسرق أرزاق المغاربة و يمتص دمائهم؟؟ هل من رادار أمين يراقب رؤساء ذلك الدركي أو الشرطي الذي حمل الرادار والذين يرفعون العصا في وجهه إن لم يجمع في يوم معلوم مبلغا قيمته كذا، سدسه لخزينة الدولة وخمسة أسداسه تطلبها جهات معينة و لا شأن لك بها أنت يا حامل الرادار، فقط عليك أن تطيع الأوامر وأن تحضر المبلغ المطلوب ؟؟.... فهل من رادار يحمله الأمناء والمخلصون ليقتصوا لنا من حيف كبار المخالفين ؟؟بالأمس صرخت امرأة من شدة الظلم وا معتصماه!!!!.....فهب المعتصم عن بكرة أبيه بجيش عرمرم صارخا: لبيك يا أمة الرحمان، فاقتص لها من ظالميها، فلنردد جميعا أيها المواطنون صارخين بملئ أعماقنا..... وا راداراه.... وا مقتصاه.... وا عدلاه......فهل من حامل رادار يعيد لنا كرامتنا وبعضا من وطنيتنا المهدورة؟؟ وأخيرا هل يعلم الوزير كريم غلاب صاحب الرادار العجيب ووزير الداخلية ومعهما كبير الجاضارمية وكبير البوليس ببلادنا أن الأغلبية الساحقة من رجال الأمن تستعمل الرادار لابتزاز المواطن و اقتناصه و إذلاله؟؟ أم أنها أمور عادية و خير لنا أن نغض الطرف عن هذه الأشياء لضمان الأمن ببلادنا، فللسلطة هيبتها رغما تجاوزاتها، وما الضير إن أعطى المخالف دريهمات لحامل الرادار ؟؟ وما الضير إن أعطى حامل الرادار غلافا ماليا لرؤسائه فهم العين الساهرة على أمن المواطن وسلامته وكرامته؟؟ [email protected]