لا زالت الأحداث الدموية في كل من سورياوالعراق تُظهِر أن الجماعات "الجهادية" المقربة من تنظيم القاعدة تضم عددا من المغاربة يلعبون دورا مهما في تلك المعارك، حيث أعلن ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" مسؤوليته أخيرا عن مقتل قيادي بإحدى العشائر العراقية بالأنبار، في هجوم انتحاري نفذه اانتحاري مغربي. بيان صادر عن ذات التنظيم نشر على مواقع تابعة له ولم يتسن ل"هسبريس" التأكد من صحته، تبنى الهجوم الانتحاري، وقال إن مُنفّذه هو شخص يدعى "أبو مصعب المغربي"، وهو مغربي الجنسية، في منطقة "السبعة كيلو" غربي الرمادي. وأضاف المصدر ذاته أن أبو مصعب المغربي نفذ عمليته الانتحارية "ملتحفا حزامه الناسف بالانغماس في مقر لاجتماع عتاة المجرمين ممن باعوا دينهم بثمن بخس"، قبل أن يفجر نفسه "وسط جموعهم فكبر وفجر حزامه الناسف مما أدى إلى مقتل محمد خميس أبو ريشة". كما أردف البيان أن التفجير الانتحاري أسفر أيضا "عن مقتل الرائد هيثم المفرجي وقائد صحوة التأميم حسين أبو عمشة والرائد أركان العلياوي ومحمد أركان الكربولي وعدد كبير ممن تلطخت أيديهم بدماء أهل السنة وإصابة العديد منهم"، فيما توعد بالقول أن "القادم أدهى وأمر". في السياق ذاته، أعلن مصدر أمني عراقي أن التفجير الانتحاري استهدف، مساء الثلاثاء الماضي، أحد قادة العشائر العراقية التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" بمحافظة الأنبار، ويتعلق الأمر ب"محمد خميس أبو ريشة"، إضافة إلى مقتل خمسة من مرافقيه و9 آخرين، بينهم 4 نساء وطفلان. وأوضح المصدر الأمني العراقي أن الانفجار وقع في منطقة "مجمع السبعة كيلو" غرب الرمادي، التي تقطنها عوائل نازحة، و"نفذه انتحاري يرتدي حزاما ناسفا استهدف أبو ريشة والمرافقين له وعدد من المدنيين أثناء تفقده العوائل النازحة في المنطقة المذكورة". وتعيش منطقة الأنبار (غرب العراق) ذات الأغلبية السنية، حملة عسكرية واسعة ينفذها الجيش العراقي، منذ 21 دجنبر من العام الماضي، وتمتد إلى الحدود الأردنية والسورية، الهدف منها ملاحقة مقاتلي تنظيم "داعش"، بعد أن أعلنت الحكومة العراقية تواجد عناصر منه داخل الأنبار. كما أن الاشتباكات القائمة منذ يناير الماضي، بين قوات الجيش العراقي وما يعرف ب"ثوار العشائر"، والتي تحاول السيطرة على مدينتي الرمادي والفلوجة، جعل محافظة الأنبار مضطربة أكثر، خاصة بعد اعتقال القوات الأمنية للنائب البرلماني عن قائمة "متحدون" السنية، أحمد العلواني، ومقتل شقيقه، أواخر العام 2013.