أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ هجوم القوات الإسرائيلية على أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة "قانوني". وقال نتنياهو خلال مثوله أمس الاثنين أمام لجنة التحقيق في أحداث أسطول الحرية برئاسة القاضي المتقاعد يعقوب تيركل: إن الهجوم على الأسطول جاء "وفقًا للقانون"، مضيفًا: "إنني مقتنع بأنه في نهاية تحقيقكم سيتضح أن إسرائيل والجيش عملوا بموجب القانون الدولي وأن مقاتلي الجيش على سطح سفينة مرمرة أظهروا شجاعة غير معتادة في أداء مهمتهم والدفاع عن النفس أمام خطر داهم على حياتهم". واعترضت قوات البحرية الإسرائيلية أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة في 31 مايو الماضي وهاجمت قوة خاصة تابعة لسلاح البحرية السفينة "مرمرة" وقتل على متنها 9 نشطاء وأصيب عشرات آخرين بجروح، وكانت إسرائيل بررت الهجوم حينها قائلة: إن الناشطين كانوا عازمين على مهاجمة جنودها، فيما وصفت تركيا قتل مواطنيها بأنه "إرهاب دولة". وتحدث نتنياهو عن سياسة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وقال إن "حماس حولت قطاع غزة إلى جيب إرهابي تحت رعاية إيران". وعن قرار تنفيذ الإنزال على أكبر سفن الأسطول قال: "قررت عقد اجتماع لهيئة السباعية من أجل الاستعداد بصورة منسقة من الناحية الإعلامية والدبلوماسية... وطلبت الإطلاع باستمرار على النشاط السياسي والإعلامي والاستماع إلى أفكار أخرى حول كيفية تقليص الثمن الإعلامي والسياسي الذي سينجم عن الاحتكاك (مع الأسطول) الذي تبيّن في حينه أنه لا يمكن منعه". وأضاف: إن السفينة "مرمرة" لم تكن "سفينة الحب" وأن نشطاء "منظمة الإغاثة الإنسانية" التركية لم يكونوا نشطاء سلام وأنه عندما تبيّن أنهم موجودون على متن "مرمرة" أدرك الكثيرون أن "جنودنا يواجهون خطرًا داهمًا على حياتهم وهجومًا وحشيًا يتم خلاله استخدام الهراوات وقضبان الحديد والسكاكين وسلاح ناري". واعتبر نتنياهو أن "جنود الجيش الإسرائيلي عملوا من خلال الدفاع عن النفس وبذلنا جهودا كبيرة لمنع خسائر بشرية لكن جنود الجيش الإسرائيلي يملكون الحق في الدفاع عن النفس". وأشار خلال شهادته إلى العلاقات الآخذة بالتوطد بين إيران وتركيا وأن هذه العلاقات جعلت تركيا لا تحاول منع إبحار أسطول الحرية باتجاه شواطئ غزة. ويتوقع أن تستمر شهادة نتنياهو أمام "لجنة تيركل" طوال اليوم، وسيدلي وزير الدفاع ايهود باراك بشهادته غدا كما سيدلي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي بشهادته بعد غد، ويتوقع أن يدلي الوزراء الإسرائيليون الأعضاء في هيئة "السباعية" بشهادات أمام اللجنة. ولن تستمع لجنة تيركل إلى شهادات ضباط وجنود إسرائيليين شاركوا في مهاجمة أسطول الحرية، وبدلًا عن ذلك حصلت اللجنة على جزء من تقرير أعده طاقم التحقيق العسكري برئاسة اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند الذي صدر قبل شهر تقريبا. وكان أشكنازي أعلن قبل أيام أنه سلم تقرير آيلاند إلى "لجنة تيركل" بعد شطب أسماء الضباط والجنود منه. وأفادت صحيفة "هآرتس" بأن جهات في "لجنة تيركل" عبرت عن "إحباطها" حيال تعامل المستوى السياسي مع اللجنة وأن اللجنة واجهت صعوبات كبيرة في ما يتعلق بشكل التحقيق والوسائل التي بأيديها.