أعلنت إسرائيل، أمس الثلاثاء، تعيين جنرال في قوات الاحتياط لقيادة تحقيقات بشأن عملية الاستيلاء، التي نفذتها قوة بحرية إسرائيلية على "أسطول الحرية" بالمياه الدولية أواخر الشهر الماضينساء سينغاليات ينظمن مسيرة تضامنا مع الفلسطينيين (أ ف ب) وأسفرت عن مقتل تسعة ناشطين، على الأقل، وأثارت استنكارات دولية واسعة ضد الحكومة الإسرائيلية. وقرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غابي أشكنازي، تعيين الميجر جنرال احتياط، غيورا ايلاند، على رأس فريق من الخبراء، للقيام بتحقيقات في الهجوم، إلى جانب تحقيق آخر يقوم به الجيش الإسرائيلي. وكانت وحدة كوماندوز إسرائيلية اعترضت السفينة "مرمرة" التركية، الأولى والأكبر ضمن قافلة "أسطول الحرية"، التي كانت تقل مساعدات إنسانية لقطاع غزة المحاصر منذ قرابة أربعة أعوام"، في 31 ماي الماضي. وأسفر الهجوم عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، معظمهم أتراك، في هجوم رفع من وتيرة التوتر بين أنقره وتل أبيب. وسيستعين طاقم الخبراء بالتحقيقات الداخلية التي يجريها الجيش الإسرائيلي منذ بضعة أيام على أن يقدم استنتاجاته في الرابع من يوليوز المقبل. وكان مجلس الأمن الدولي أدان الأسبوع الماضي عملية الاستيلاء على أسطول الإغاثة وطالب إسرائيل بالإفراج الفوري عن سفن الأسطول والمشاركين فيه، داعياً إلى إجراء تحقيق غير متحيز عن العملية. ودعا الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في محادثة هاتفية"الحكومة الإسرائيلية لإتباع دعوات الأممالمتحدة لإجراء تحقيق محايد وموثوق به"، وفق بيان صدر من القصر الرئاسي بباريس. وأبدى ساركوزي استعداد بلاده للمشاركة في التحقيق. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، إفيغدور ليبرمان، أكد في وقت سابق، رفض قرار المجلس الدولي بدعوى أنه يعكس "نفاق وازدواجية معايير المجتمع الدولي ولا يساهم في دفع عملية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط." من جهة أخرى، أكد الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أن هجوم إسرائيل على أسطول الحرية، الذي كان متجها إلى غزة "جزء من طبيعتها العدوانية، وستدفع ثمن الدماء التي أريقت". وأكد الأسد في مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان أن "العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية جريمة بشعة وان إسرائيل قامت بعملية قتل للمتضامنين مع سبق الإصرار والتصميم بشكل مخطط". وأضاف الرئيس السوري أن "الجريمة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية كان هدفها أن تدفع تركيا ثمن تعلقها بالسلام،" لافتاً إلى أن "إسرائيل اعتادت على الوساطات المنحازة". وقال إن "الدماء العربية امتزجت مع الدماء التركية في غزة من خلال القضايا التي بذلت من أجلها لتشكل علامة فارقة في تاريخ وجغرافيا المنطقة،" مضيفا "هذا التمازج سيكسر الحصار المفروض على غزة رغم أنف إسرائيل،" وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية. من جانبه، أكد أردوغان أن "الحجج الإسرائيلية حول الاعتداء على أسطول الحرية لا تقنع أحداً وهي واهية وما قامت به إسرائيل هو عمل إجرامي،" مضيفا "أن إسرائيل تحاول التغطية على هذه الجريمة معتمدة على من يدعمها ويشجعها على مثل هذه الأعمال". وأكد أردوغان أنه ليس كافياً أن "يقوم المجتمع الدولي بإدانة هذه الجريمة بل يجب تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق بها داعياً إلى عدم السماح بمرور هذه الجريمة دون عقاب ويجب أن تكون هناك ردود فعل حازمة ضد إسرائيل". ودعا أردوغان للرد بشكل مناسب على أعمال إسرائيل لافتاً إلى "أن هناك أكثر من مائة قرار صدر عن الأممالمتحدة ضد إسرائيل مطالباً المجتمع الدولي بتنفيذ هذه القرارات". وجاءت زيارة الأسد على هامش مؤتمر "التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا" الذي يشارك فيه زعماء روسيا وإيران وباكستان وأفغانستان، وأحد الدبلوماسيين الإسرائيليين.