اثار الهجوم الاسرائيلي الاثنين على اسطول الحرية الذي كان يحاول الدخول الى قطاع غزة، موجة ادانات عمت العالم، وتراوحت ردود الفعل بين الاستهجان ودعوة العديد من الهيئات الدولية لعقد اجتماعات طارئة لملاحقة هذه المسألة. وطالب الرئيس الاميركي باراك اوباما بان يعرف "في اسرع وقت ممكن" الظروف الدقيقة لعملية الانزال التي اوقعت تسعة قتلى على الاقل، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو. في حين اعلن نتانياهو الذي الغى زيارة مقررة الى الولاياتالمتحدة انه "يأسف" لوقوع خسائر بشرية، الا انه اكد بالمقابل ان الجنود الاسرائيليين "اجبروا على الدفاع عن انفسهم". وعقد مجلس الامن اجتماعا استثنائيا لبحث هذه المسألة الساعة 17,00 تغ. وبناء على طلب انقرة يعقد سفراء دول الحلف الاطلسي اجتماعا استثنائيا الثلاثاء خصوصا ان السفينة الاساسية التي كانت تنقل مئات الناشطين المدافعين عن الفلسطينيين والتي تعرضت للهجوم تركية. كما ان هناك اتراكا بين قتلى الهجوم الاسرائيلي. من تشيلي قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان "ليكن معلوما ان تركيا لن تقف مكتوفة اليدين وصامتة امام هذا العمل اللانساني الذي يعتبر ارهاب دولة". وسارعت تركيا الى استدعاء سفيرها والغت الاستعدادات لثلاث مناورات عسكرية مشتركة مع اسرائيل. وعلى غرار منظمة العفو الدولية التي طالبت ب"تحقيق مستقل يتمتع بمصداقية" ارتفعت اصوات عديدة للمطالبة بالقاء الضوء على الهجوم الاسرائيلي الذي حصل في المياه الدولية. الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعرب عن "صدمته" ازاء الهجوم الاسرائيلي على سفن كانت تنقل برلمانيين وناشطين مؤيدين للفلسطينيين وصحافيين ومثقفين من جميع انحاء العالم ارادوا نقل مساعدات الى قطاع غزة والعمل على رفع الحصار الاسرائيلي عن هذا القطاع. وقال الامين العام للامم المتحدة "من الضروري اجراء تحقيق كامل لتحديد كيفية وقوع حمام الدم هذا". كما طالبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين أشتون وممثل اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط توني بلير بفتح تحقيق. وفي حين اعرب الفاتيكان عن "المه وقلقه"، استدعت العديد من الدول سفراء اسرائيل لديها لطلب ايضاحات حول ملابسات الهجوم مثل فرنسا ومصر والاردن والنمسا واليونان وايرلندا والسويد والنروج والدنمارك وبلجيكا والنمسا واسبانيا. واعربت دول اخرى عن قلقها على رعايا لها كانوا على متن سفن اسطول الحرية. ورات موسكو ان "استخدام السلاح ضد مدنيين واعتراض سفن في عرض البحر من دون اسباب قانونية يشكلان خرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي". واعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انها اتصلت بنتانياهو واردوغان وابلغتهما "قلقها العميق" مضيفة "علينا القيام بكل ما هو ممكن لتجنب التدهور". الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصف الهجوم الاسرائيلي ب"المجزرة"، في حين اعتبره رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية "جريمة" ستكون لها "تداعياتها على الاحتلال" الاسرائيلي، داعيا الى اجتماع عاجل للامم المتحدة واجراء "محاكمة دولية لقادة الاحتلال كمجرمي حرب". ودعت لجنة المتابعة العربية العليا في اسرائيل في بيان الاثنين الى التظاهر في كل القرى والمدن العربية في اسرائيل كما دعت الى الاضراب العام يوم الثلاثاء احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي. الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ندد ب"العمل اللانساني الذي ارتكبه النظام الصهيوني" وراى فيه "دليل ضعف وليس دليل قوة للكيان الصهيوني الذي باتت نهايته اقرب من اي يوم كان". في اوروبا تميزت الادانات بلهجتها القاسية فكانت "غير مقبولة على الاطلاق" بالنسبة الى السويد، و"غير متناسبة وخطيرة ومقلقة" بالنسبة لاسبانيا، و"ردا غير مقبول على الاطلاق" على مهمة انسانية لايرلندا. واعتبرت المانيا وبلجيكا وفرنسا والبرتغال ان الهجوم "لم يكن متناسبا" واعربت روما عن "الاسف لسقوط ضحايا مدنيين". من جهتها اوقفت اليونان تدريبا جويا مع اسرائيل في جزيرة كريت. في بروكسل توافق سفراء دول الاتحاد الاوروبي الاثنين على بيان "يدين" استخدام العنف خلال الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول الحرية، ودعوا الى اجراء تحقيق "حيادي". ودعت الجامعة العربية الى اجتماع استثنائي في القاهرة الثلاثاء. منظمة المؤتمر الاسلامي اعربت عن "ادانتها الشديدة وتأثرها" حسب ما اعلن رئيسها الرئيس السنغالي عبدالله واد. وطالب الاتحاد الافريقي بتحقيق لكشف ملابسات الهجوم الذي وصفته باكستان ب"الوحشي وغير الانساني". واعربت الجزائر وتونس والرباط عن الادانة الشديدة للهجوم الاسرائيلي. في صنعاء حمل البرلمان اليمني اسرائيل "مسؤولية سلامة ثلاثة من أعضائه المشاركين في اسطول الحرية" وندد ب"العمل الاجرامي الجبان".